دولياتعالم

كاميرون الى اسكتلندا دعماً لرفض الاستقلال والملكة اليزابيث تخرج عن صمتها

خرجت الملكة اليزابيث ملكة بريطانيا عن صمتها بشأن قضية الاستفتاء على استقلال اسكتلندا وقالت لأحد أفراد الشعب أمس الاحد إنها تتمنى ان يفكر الاسكتلنديون مليا بشأن المستقبل وهم يدلون بأصواتهم في الاستفتاء الذي قد يسفر عن تفتت المملكة المتحدة.

جاءت تصريحات الملكة أثناء خروجها من الصلاة الصباحية في إحدى كنائس منطقة كراثي قرب منطقة بالمورال، مقر العائلة المالكة في اسكتلندا رداً على ملحوظة من احد المواطنين بانها لم تذكر شيئاً عن الاستفتاء.
ونقلت صحيفة تايمز عن الملكة قولها «آمل ان يفكر الناس بإمعان بشأن المستقبل».
ومن شأن الاستفتاء الذي سيجري يوم الخميس المقبل ان يسفر عن تقسيم المملكة المتحدة ورغم ان من المفترض ان تؤيد الملكة اليزابيث بقاء الاتحاد على ما هو عليه فقد التزمت الحرص البالغ وتجنبت الادلاء بتصريحات علنية عن الاستفتاء.
وقال مصدر في قصر بكنغهام لرويترز «إنه أمر يتسم بالتجرد الكامل ويعزز فكرة انه امر من اختصاص شعب اسكتلندا». واضاف «الملكة محايدة بحكم الدستور بعيدا عن السياسة وتقول دوما إنه امر يخص شعب اسكتلندا».
ويذكر انه أياً كانت نتيجة استفتاء يوم الخميس فلا يزال من المحتمل ان تظل الملكة اليزابيث ملكة اسكتلندا لان معظم الاسكتلنديين يحرصون على الابقاء عليها رئيسة للدولة حتى اذا كان قرارهم الاستقلال.

كاميرون الى اسكتلندا
وفي هذا الاطار، يقوم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم الاثنين بآخر زيارة له الى اسكتلندا دعماً لرفض الاستقلال عن بريطانيا قبل الاستفتاء التاريخي حول الانفصال، في وقت تشير استطلاعات الرأي الى اشتداد المنافسة بين الرافضين والمؤيدين.
وشهدت اسكتلندا امس الاحد نشاطاً محموماً للفريقين المؤيد والرافض للاستقلال غير ان اعدام تنظيم الدولة الاسلامية الرهينة الاسكتلندي ديفيد هينز البالغ من العمر 44 عاماً القى بظلاله على الحملة.
ومع اقتراب موعد الاستفتاء الخميس، بات الفارق ضئيلاً جداً بين المعسكرين، ولو ان الرافضين ما زالوا في الصدارة بنسبة متدنية في ثلاثة من استطلاعات الرأي الاربعة التي جرت في نهاية الاسبوع.
وتوقع تحقيق اجراه معهد اوبينيوم وصحيفة ذي اوبزيرفر فوز الوحدويين بـ 53% من الاصوات.

بين الوحدويين والانفصاليين

ولفت معهد الاستطلاع الى ان «المخاوف الرئيسية لانصار رفض الاستقلال تتعلّق بقدرة حكومة اسكتلندية مستقلة على الوفاء بالتزاماتها الاقتصادية، ولا سيما على صعيد الصحة والتقاعد».
وعلق مدير حملة رفض الاستقلال بلير ماكدوغال «ان كان علينا استخلاص عبرة من استطلاعات الرأي الاربعة هذه، فهو ان كل صوت له وزنه. لا مجال لتصويت احتجاجي حين يكون الرهان على هذه الدرجة من الاهمية».
وقال خصمه مدير حملة المؤيدين للانفصال بلير جنكينز ان «استطلاعات الراي تشير الى ان الكفة يمكن ان ترجح لصالح اي من الطرفين».
وبالرغم من انهم غير واثقين من النتيجة التي ستخرج من صناديق الاقتراع، باشر مؤيدو الانفصال التحضير لاحتمال استقلال اسكتلندا.
وقال اليكس سالموند متحدثاً للـ «بي بي سي» ان «اول ما سيتعين القيام به هو جمع كل الاسكتلنديين» متعهداً بضم كل الذين «لديهم ما يقدمونه» سواء كانوا من الاستقلاليين او من الوحدويين.
وقال سالموند ان اتصالات جرت مع «اختصاصيين في مجموعة من المجالات» تحضيراً لاحتمال فوز الاستقلاليين.
وفي هذه الاثناء تظاهر حوالى الفين من مؤيدي الاستقلال في شوارع غلاسكو وصولا الى مقر هيئة الاذاعة والتلفزيون في هذه المدينة احتجاجاً على تغطيتها لحملة الاستفتاء باعتبارها منحازة لرافضي الاستقلال، وهو ما نفته الـ «بي بي سي».
وازاء مخاطر الانقسامات التي قد يثيرها الاستفتاء، دعا قادة الكنيسة الاسكتلندية ايضا الى وحدة الصف.
وقال جون تشالمرز المسؤول الكبير في الكنيسة الاسكتلندية في عظة القاها في كاتدرائية القديسة مريم في ادنبره «على الذين سيصوتون بنعم كما الذين سيصوتون بلا ان يتذكروا اننا جميعنا اسكتلنديون».
وان لم يكن جرى ذكر السياسة خلال القداس، فان الاحاديث خارج الكنيسة تناولت هذه المسألة.
وقال توني مادون (67 عاماً) وهو متطوع يعمل في الكاتدرائية «انا وزوجتي نؤيد بوضوح رفض الاستقلال، اننا بريطانيون» مضيفاً «الاهم هو ان تشجع الكنيسة الناس على الادلاء باصواتهم حتى يتمكن كل واحد من اسماع صوته».
وسعياً لترجيح الكفة لصالحهم، يضاعف مؤيدو الاستقلال المبادرات، ووصل بهم الامر الى حد دعوة الشبان الاسكتلنديين الى الترويج للاستقلال خلال الغداء العائلي يوم الاحد، بهدف اقناع كبار السن الذين يعتبرون الاكثر رفضاً لتقسيم بريطانيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق