أبرز الأخباردوليات

البيت الابيض يبني التحالف ضد داعش، والاليزيه يوزع المهام على المشاركين

كم من التقاطعات، يبدو التوقف عندها اجبارياً، بخصوص الحملة الدولية لضرب داعش. فالاعلان عن قيام التحالف لا يعني ان العملية اكتملت، وان الرؤية اصبحت موحدة من قبل كل الاطراف، وان المخطط يمكن ان يسير بيسر وسلاسة. هذا ان كان هناك مخطط اصلاً.

ابرز تلك التقاطعات، ما يراه المحللون ثغرة اسمها سوريا، التي تشكل احدى ابرز ساحات داعش، والتي يعتقد عسكريون ومحللون استراتيجيون انه من غير الممكن نجاح اية خطة دون ان تكون هناك مشاركة فعلية من قبلها. والتي يبدو انها ستبقى ثغرة في جدار اي مشروع يتوافق عليه التحالف. لجهة ان القرار الدولي يستثني التنسيق معها، ويركز على تنفيذ عمليات على ارضها.
ومن ابرز التقاطعات اصلاً، تعدد المصالح وتقاطعها، ويمكن هنا التوقف عند الرؤية المصرية للعمليات ككل، حيث حاول الرئيس عبد الفتاح السيسي اقناع وزير الخارجية الاميركي بمد الحملة لشمول جماعة الاخوان المسلمين اضافة الى تنظيم داعش. وما يمكن ان يشكل قراءة جديدة للحملة مضمونها استغلال الاندفاعة الدولية لضرب الاخوان ايضاً، وتوسيع دائرة المواجهة.
ومن بين الثغرات غياب تركيا وايران رسميا عن الحملة. وهو الغياب الذي يمكن تفسيره بانه نوع من «المهارب» التي تشتت الجهد الدولي.
ووسط تلك التقاطعات ما تم التأكيد عليه من ان الصورة ليست واضحة تماماً، بدليل ان مؤتمر باريس سيتم خلاله توزيع المهام على الدول المشاركة.
وسط كل ذلك، اختتم وزير الخارجية الاميركي جون كيري السبت، جولته الاقليمية لحشد الدعم للتحالف ضد تنظيم الدولة الاسلامية «داعش»، وذلك بعد زيارته الى القاهرة واجرائه مباحثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

ختام جولة كيري
وفيما تنشط الولايات المتحدة لتشكيل تحالف دولي يهدف بحسب الرئيس الاميركي باراك اوباما الى اضعاف تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق، ثم القضاء عليه، اختتم كيري  في القاهرة جولة قادته الى العراق والاردن والسعودية وتركيا.
وغادر كيري القاهرة متوجهاً الى باريس حيث يشارك «اليوم الاثنين» في مؤتمر دولي حول العراق يتمحور حول مواجهة التهديد المتزايد الذي تشكله هذه المجموعة المتطرفة التي استولت على مساحات واسعة في العراق وسوريا وتمارس تجاوزات فظيعة.
وبالرغم من انفاق الولايات المتحدة المليارات على اعادة بناء الجيش العراقي، سجل الاخير فشلاً ذريعاً في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية – داعش في حزيران (يونيو) لكن واشنطن لم تفقد العزيمة. وستعيد تدريب القوات العراقية اضافة الى متمردين سوريين على امل هزيمة الجهاديين.
ولتجنب اعادة اغراق الولايات المتحدة في كابوس مخاطرة الجنود الاميركيين بحياتهم في العراق، يريد الرئيس الاميركي باراك اوباما تزويد القوات الحكومية العراقية والمعارضة السورية المعتدلة بالاسلحة والاستشارات لمواجهة التنظيم الاسلامي المتشدد.
لكن الرهان ينطوي على مجازفة. ففي العواصم الغربية تسري الشكوك حول قدرة المدربين الاميركيين على تزويد الجيش العراقي بالترابط الذي لم يتحل به حتى الآن وتجنب اسقاطه في الشرك الذي سرع تفككه.
اما في سوريا فالمسألة مختلفة، حيث ينبغي تدريب المعارضين وبالتالي تجاوز الخلافات الايديولوجية العميقة التي تفصل بين المجموعات المختلفة التي تشكل المعارضة المعتدلة.
بالرغم من وجود مئات المجموعات المعارضة في سوريا تندر تلك التي تملك تجربة قتالية وايديولوجية علمانية صرفة، او اقله بعيدة بما فيه الكفاية عن العقيدة الجهادية ليتقبلها الغربيون كشريك موثوق.
وطلب اوباما 500 مليون دولار من الكونغرس لتدريب 5000 مقاتل في الاشهر الـ 12 المقبلة وفضل اللجوء في ذلك الى القوات الخاصة عوضاً عن عملاء وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه).
لكن النواب الاميركيين يريدون الضغط لرسم الاستراتيجية الاميركية ضد تنظيم داعش. كما يشدد الشيوخ على تحديد الحكومة المعارضين المعتدلين، وهذا وهم بالنسبة الى عدد من الخبراء.

اللقاء مع السيسي
عودة الى جولة كيري، فمن غير المرجح ان يشارك الجيش المصري في التحالف العسكري ضد داعش، الا انه تعاون بشكل كبير مع الولايات المتحدة في حملتها ضد الارهاب.
وفي القاهرة مقر الازهر، المرجعية الدينية السنية، قال كيري انه سيقاوم ضد استغلال تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف.
واعلنت واشنطن انها في حالة حرب مع تنظيم الدولة الاسلامية، وعينت الجنرال المتقاعد جون الن منسقاً للتحالف الدولي في الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية.
والتقى كيري الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
وقد تساعد مشاركة مصر في التحالف على تحسين علاقاتها مع واشنطن بعد ان جمدت الاخيرة مساعداتها العسكرية لمصر عندما اطاح الجيش الرئيس الاسلامي المنتخب محمد مرسي، الا انها استأنفتها لاحقاً.
وصرح كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري ان مصر تقف في الخطوط الامامية في القتال ضد الارهاب خصوصاً في ما يتعلق بالقتال ضد الجماعات المتطرفة في سيناء. من جهته قال وزير الخارجية المصري ان بلاده تراقب عن كثب الروابط بين مختلف المجموعات الارهابية.
وتكثفت الجهود الدولية للتصدي للتنظيم المتطرف هذا الاسبوع مع قيام الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بزيارة الى العراق الجمعة وجولة بداها كيري الاربعاء في بغداد.
وتزود فرنسا منذ آب (اغسطس) اسلحة الى القوات الكردية التي تحارب التنظيم المتشدد في شمال العراق. كما توجه هولاند الى اربيل كبرى مدن كردستان حيث التقى نازحين مسيحيين.
وبعد ان حصل كيري في جدة الخميس على الدعم السياسي والعسكري من عشر دول عربية، لم ينجح في اقناع تركيا بالمشاركة في التحالف الذي تسعى واشنطن لتشكيله. وترفض تركيا المشاركة بشكل فاعل في العمليات المسلحة اذ تخشى تعريض حياة 46 من رعاياها يحتجزهم التنظيم المتطرف في شمال العراق.

مؤتمر دولي
ويتوجه كيري الى باريس حيث يشارك الاثنين في مؤتمر دولي حول العراق لم تدع اليه ايران بعد. واعلن كيري ان مشاركة ايران لن تكون صائبة بسبب دورها في النزاع السوري ودعمها لنظام بشار الاسد.
وفي طهران، اتهم علي شمخاني سكرتير المجلس الاعلى للامن القومي الايراني واشنطن بالسعي الى انتهاك سيادة الدول بذريعة مكافحة الارهاب.
وافاد مصدر دبلوماسي ان مؤتمر باريس الذي دعيت اليه قرابة 20 دولة سيتيح لكل دولة ان تكون اكثر وضوحاً حول ما تريد او ما بوسعها القيام به، مشيراً الى ان القرارات التي ستصدر عنه لن يتم الاعلان عنها بالضرورة. واضاف المصدر لن نقول من سيضرب او اين او في اي وقت.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اعلن الاربعاء عن استراتيجيته لاضعاف داعش والقضاء عليه.
وقال انه سيتم توسيع الضربات الجوية في العراق، وامكانية شن ضربات داخل سوريا.
وسيتم نشر ما مجمله 1600 عسكري اميركي في العراق لتقديم الدعم للقوات العراقية بالمعدات والتدريب والاستخبارات.
كما تعهد اوباما زيادة المساعدة العسكرية الى المقاتلين السوريين المعتدلين الذين يحاربون النظام السوري والتنظيمات المتطرفة.
وتعتبر الحرب على داعش منعطفاً في سياسة اوباما الذي انتخب في نهاية 2008 على اساس رغبته في طي صفحة عقد من الحروب في العراق وافغانستان، مع اضطراره لمواجهة الفظائع التي يرتكبها تنظيم داعش الذي قتل بوحشية صحافيين اميركيين خطفهما في سوريا.
وفي العاصمة الفرنسية باريس، سيجيب مؤتمر دولي يعقد هناك «اليوم الاثنين» على كم من التساؤلات محورها: «من يوجه الضربات واين، من يسلح، من يوفر الاستخبارات، من يمول»؟ كل تلك التساؤلات التي تحدد مهام دول التحالف، سيسعى مؤتمر باريس حول الامن في العراق الى توزيعها على مختلف الدول التي تتضارب مصالحها احياناً لكنها تشارك في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية – داعش.
ويشارك حوالى 20 بلداً يمثل اغلبهم وزراء في المؤتمر الذي يفتتحه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ونظيره العراقي فؤاد معصوم في اثبات على جدية الالتزام الدولي مكافحة مسلحي التنظيم المتطرف. وصرح مصدر دبلوماسي ان هذا المؤتمر سيتيح لكل طرف مزيدا من الدقة في تحدي ما يمكنه او يريد فعله، مشيراً الى ان القرارات التي ستتخذ لن تعلن جميعها بالضرورة.

مشاركة استراليا
الى ذلك، أعلن رئيس الوزراء الاسترالي توني أبوت، أن استراليا سترسل 600 عنصر إلى الامارات للانضمام الى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم «الدولة الاسلامية» المعروف بـ «داعش».
ويأتي اعلان ابوت بعد يومين على رفع كانبيرا مستوى التحذير في البلاد من «متوسط» الى «مرتفع» ما يعني ان مخاطر وقوع عمل ارهابي «مرجحة» بدون ان تكون بالضرورة «وشيكة». وجاء ذلك على خلفية القلق من عودة مقاتلين استراليين حاربوا في العراق وسوريا.
وقال ابوت ان نشر حوالي «400 عنصر من سلاح الجو وحوالي 200 عسكري» يأتي اثر طلب رسمي قدمته واشنطن لاستراليا للمساهمة في التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الاسلامية».
واضاف ان استراليا «لا تنشر قوات مقاتلة وانما تساهم في الجهود الدولية الهادفة لمنع تفاقم الازمة الانسانية».
وتابع ابوت خلال مؤتمر صحافي في داروين «هناك بالتأكيد قرارات اخرى يجب ان تتخذ قبل ان تلتزم القوات الاسترالية بعمليات قتالية في العراق».
وقال ان «استراليا مستعدة رغم ذلك للمشاركة في عمليات دولية لاضعاف تنظيم الدولة الاسلامية بسبب التهديد الذي يشكله هذا التنظيم القاتل ليس فقط لشعب العراق او لشعوب الشرق الاوسط وانما للعالم بأسره بما يشمل استراليا».
وستشمل القوات الاسترالية المتجهة الى الامارات للانطلاق في عمليات عسكرية في المنطقة، ثماني مقاتلات «راف» اف/ايه 18 وطائرة انذار مبكر ومراقبة «ايربورن» وطائرة «كي سي-30 ايه» لنقل الدبابات والجنود.
واضاف رئيس الوزراء الاسترالي في بيان ان قوات الدفاع تستعد ايضاً لارسال مستشارين عسكريين لمساعدة قوات عراقية وقوات امنية اخرى تحارب تنظيم الدولة الاسلامية.
واكد ابوت ان نشر هذه القوات يركز على العراق وليس سوريا.

احمد الحسبان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق