مفكرة الأسبوع

تنامي ثقافة السفر لدى العمانيين للخارج يفتح المجال لتنشيط السياحة الداخلية

كثيراً ما نتحدث عن السفر خلال الاجازات السنوية، فالكل يعد العدة لذلك، ونتساءل عن الوجهات التي تحبذ الاسر العمانية السفر اليها، استناداً الى تنامي مفهوم ثقافة السفر والسياحة الى وجهات مختلفة من العالم، كلنا يدرك ان السفر لم يعد مقتصراً على فئة معينة من المجتمع، وانما اصبحت العائلات بمختلف مستوياتها المادية ترى بانه من الضروري التفكير في زيارة بعض اقطار العالم والاستمتاع بالاجواء العائلية والاطلاع على ثقافات الشعوب في تنشيط المجال السياحي الذي اصبح يدر عليها مليارات الدولارات ويعتبر رافداً مهما للاقتصادات العالمية.
بعضنا يرى ان السفر بشكل سنوي غير صائب، فهو يلقي بظلاله على ميزانية الأسرة ويكلفها اعباء اضافية من الناحية المالية، في الوقت ذاته يعتبرها البعض بانها امر مرهق خصوصاً مع اطفال لم يألفوا السفر، ولذا فان الاتفاق يكون السفر كل عامين.
بالمقابل يرى آخرون ان السفر ضرورة من ضروريات حياتهم، ونمط اعتادوا عليه كل عام، وفكرة التخلي عن ذلك مرفوضة وعليه ان يسخر امكانياته لتحقيق متطلبات اسرته حتى لو كلفه ذلك اللجوء الى الاقتراض من البنوك التجارية.
يتفق بعض الاقتصاديين على ان من اهم الامور التي زادت من مستوى ثقافة السفر لدى العمانيين هو الزيادة في مستوى الدخل والمتمثلة في زيادة الرواتب وايضاً زيادة عدد العاملين في الاسر، أما عن اقبال الناس على السفر فهو ناتج عن عمليات الترويج التي تتبعها الدول في التعريف بمقوماتها السياحية وحجم الخدمات التي تقدمها للزوار، ايضاً عملت الدراما التلفزيونية والسينمائية دوراً مسانداً لهذا القطاع حيث ان الكثير من المشاهد تحمل طابعاً ترويجياً للدول ولعل ابرزها تركيا التي سخرت مسلسلاتها لعرض مواقع سياحية تداعب خيال المشاهدين وتحفزهم على زيارة تلك المعالم سواء كانت التاريخية منها او الحضارية.
اصبحت الاسر العمانية تتبع استراتيجية ممنهجة للوفاء بمتطلبات السفر منها تبني افكار اقتصادية تحض على التوفير كالدخول في جمعيات او استقطاع جزء من الراتب الشهري او ترشيد الاستهلاك في الانفاق المنزلي والترفيهي وايضا لعوامل اخرى.

ارتفاع معدلات الحجوزات
ومن خلال هذا التحقيق يتم التطرق الى جملة من النقاط التي تدخل في صميم السفر ولكن توليفة واحدة وقالب مشترك، نعرض من خلالها اتجاهين معاكسين وهما: الاتجاه السلبي والايجابي، الى جانب التركيز على اهمية التخطيط المسبق لمسار الرحلة في سبيل الحصول على اكبر فائدة وقضاء اوقات سعيدة بصحبة العائلة في عدد من المناطق السياحية المفضلة لدى شرائح كبيرة من المجتمعات.
بعض الاسر العمانية ترى ان السياحة الداخلية الخيار الانسب لها خصوصاً تلك التي يزيد افرادها عن 10 اشخاص وهذا ما يفسره ارتفاع معدلات الحجوزات في الفنادق المحلية لكن عدد منهم يبدي ملاحظاته حول قلة الخدمات في هذا المجال سواء من اماكن الراحة او المرافق العامة.
وبعودة سريعة الى الوراء نجد انه في فترة سابقة كانت دول شرق آسيا هي الوجهة الاولى والمحبذة لدى العائلات الخليجية بشكل عام، ولكن مع ارتفاع وتيرة التذمر والشكوى من تزاحم السياح على الاماكن السياحية وصعوبة الحصول على تذاكر السفر في اوقات معينة خصوصاً فترة الصيف، جعل بعض العائلات تعيد النظر في تلك الوجهة وفتح المجال للتفكير في وجهات جديدة مثل اوروبا وغيرها.
من جانب آخر ترى بعض العائلات ان قضاء فترة زمنية تمتد ما بين 10 ايام الى اسبوعين في دولة سياحية او زيارة عدد من الدول في رحلة واحدة هو الأسلوب الناجح للترفيه عن النفس وهذا الامر اصبح تقليداً سنوياً لبعض العائلات.
يرى بعض عشاق السفر والسياحة ان شركات الطيران تستغل موسم الايجازات فتقوم برفع الاسعار لمعدلات خيالية، فيما ترد الاخيرة على هذا الاتهام بان اسعار التذاكر تخضع الى مبدأ السوق وهو العرض والطلب.

الحجز الالكتروني
اصبحت التكنولوجيا الحديثة، تغزو جميع المجالات في حياة الناس، حيث وفرت عليهم الوقت والجهد، واصبح بامكان المسافر ان ينجز جميع اجراءات سفره، وهو في منزله من خلال حاسوبه الشخصي، فمثلاً يقوم بعمليات حجوزات الطيران والفنادق ووسائل النقل المختلفة اثناء سفره عبر المواقع الالكترونية المتخصصة والموثوق بها في عمليات الحجوزات عبر الانترنت حيث سهلت البنوك عملية الدفع الالكتروني بشكل يتناسب مع متطلبات العصر الحديث.
لقد اصبحت الخيارات متاحة امام الناس في اختيار ناقلهم المفضل والذي يثقون فيه وفي مستوى الخدمة التي سوف يقدمها لهم خلال الرحلة، ايضاً يمكن للمسافرين الذين يزعجهم قضاء وقت طويل جالسين في مقاعدهم في الطائرة في رحلة تمتد الى اكثر من 15 ساعة مثلاً من خلال اختيار مواعيد بديلة تجنبهم الشعور بالملل او الارهاق، بحيث يمكنهم اخذ قسط من الراحة بتوقفهم في بعض المطارات ومن ثم مواصلة رحلاتهم الى وجهتهم.
بالمقابل هناك جمهور من الناس يفضل السفر الى مقاصدهم بطريقة مباشرة دون الخوض في تفاصيل وفترات انتظار والتي تسمى (الترانزيت) في المطارات وذلك لمتابعة رحلاتهم الى وجهاتهم.
من هنا يمكن القول بان الخيارات المتعددة في مجال السفر اصبحت متاحة وتلبي رغبات الجميع، بالاضافة الى ان متعة السفر تتجلى في صور شتى، ابتداء من حزم الامتعة الى الوصول الى المكان المراد الذهاب اليه.
وتجنباً لحدوث أي امور مزعجة عند القيام بعمليات الحجوزات يجب التأكد من مستوى شركة الطيران التي تود السفر معها سواء من ناحية الالتزام بالوقت والمواعيد المحددة للسفر او من حيث مستوى الخدمة التي تقدم للمسافرين على متن الطائرة والامتيازات التي تقدمها شركة الطيران مثل تسهيلات في الوزن واختيار الطعام وايضاً المقعد حيث ان بعض شركات الطيران دون المستوى وتستخدم اسطولاً متهالكاً من الطائرات ولذا فمن الضروري ان يراجع المسافر سجل شركة الطيران ودرجة التصنيف العالمية.
وللاسف بعض شركات الطيران تجبر مسافريها على الانتظار لساعات طويلة في المطار ايضاً لقلة الاعتناء بالمسافرين خلال فترات الانتظار وهناك نماذج كثيرة حول هذا الموضوع.
ورغم ان قوانين الطيران المدني واضحة ولكن للاسف بعض الشركات لا تطبقها وتتجاهلها كون الحقوق ليست لها، بينما تستميت في فرض رسوم وغرامات على المسافرين سواء في حال زيادة الوزن او تغير مواعيد السفر.

اختيار الوجهات السياحية
العالم كما يقال دائماً قرية صغيرة، حيث قربت التكنولوجيا المسافات البعيدة، واصبح بالامكان الاطلاع على جميع تفاصيل المواقع السياحية حول العالم من خلال مواقع تهتم بهذا الجانب حيث يمكن لاي شخص رؤية غرفة الفندق الذي يود الحجز فيه او حتى المطاعم اوسائل المواصلات وغيرها.
دائماً تعاني بعض العائلات من مشكلة كيفية اختيار الوجهة التي سوف يقضون فيها فترة اجازتهم السنوية، فالآراء احياناً غير متطابقة بين افرادها وبالتالي فان فتح المجال للمقارنات يمكن ان يرجح الوجهة المناسبة لهم.
وتسعى دول العالم الى تنشيط المجال السياحي من خلال بناء منشآت فندقية واماكن ترفيهية ومشاريع تجارية عملاقة الى جانب الاهتمام بالسياح ومحاولة كسب ودهم بشتى الوسائل.

عروض الشركات السياحية
انتشرت خلال السنوات القليلة الماضية في السلطنة مكاتب شركات السفر والسياحة، فهي تقدم نماذج مختلفة من الخدمات سواء الحج او العمرة او السياحة العلاجية او زيارة مدن العالم، وبهذا تسهل على راغبي السفر، مشقة البحث او تعقيدات الاجراءات التي تتطلبها بعض السفارات والاشتراطات الامنية التي يجب القيام بها مثل الحصول على تأشيرات الدخول والتأمين الصحي والحساب البنكي وغيره.
لقد اصبحت تلك الشركات في نظر البعض الملاذ الامن لبعض الناس خصوصاً الذين لا يحبذون المجازفة او المغامرة في رحلات لا يعرفون عنها الكثير، وبالتالي عملت مكاتب السفر والسياحة على تنظيم رحلات دولية واحياناً محلية وبأسعار منافسة، لدرجة ان بعض الشركات تعلن عن رحلات الى اوروبا مثلاً لفترة زمنية لا تتعدى اسبوعين ويمكن للشخص زيارة اكثر من 5 دول في رحلة واحدة او زيارة دولة معينة والتنقل بين العديد من مدنها عبر شبكة نقل متطورة.
كما تقدم تلك المكاتب عدداً من الخيارات امام الاسر العمانية لقضاء اجازاتهم السنوية مع عائلاتهم، لكن بعض الشركات للأسف لا تتقيد او تلتزم بتعهداتها مع زبائنها، وهذا ما كان له اثره السلبي لدى البعض واصبح يفضل القيام بكل الاجراءات بنفسه، ليس فقط لتقليل التكلفة ولكن للتأكد والاطمئنان على أن عمليات الحجوزات في تلك الدول التي يود الذهاب اليها سليمة.

السياحة الداخلية
لا تزال السياحة الداخلية في السلطنة تحتاج الى أن تدفع عجلتها الى الامام، والى عناية واهتمام اكبر، فمن خلال النظرة العميقة في هذا المجال نجد انه لا يوجد أي نشاط ترويجي للسياحة الداخلية الا ما ندر، ايضاً قلة الخدمات في المواقع السياحية في السلطنة وان وجدت اماكن سياحية فالاسعار ليست تنافسية، فمثلاً هذه الايام تتجه الانظار نحو محافظة ظفار حيث يقام مهرجان صلالة السياحي وهو تقليد سنوي.
وخلال الاعوام الماضية شهد السياح معاناة كبيرة تمثلت في قلة السكن المعروض، ايضاً الاسعار وصلت الى ارقام خيالية لشقق لا ترقى الى السعر الذي وصلت اليه ايضاً الازدحام الشديد في الطرق والنقص الحاد في كميات الوقود ايضاً الاماكن السياحية كالجبال والعيون المائية لا توجد بها مرافق عامة وان كنا قد سمعنا ان الحكومة بمؤسساتها المختلفة هذا العام جادة في معالجة بعض الظواهر السلبية التي ظهرت خلال الاعوام الماضية.

نمو حركة السفر
شهد كل من مطار مسقط الدولي ومطار صلالة خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي حركة ارتفاع في مستوى حركة المسافرين والشحن الجوي مقارنة بالفترة عينها من العام الماضي.
وذكرت الإحصائيات الصادرة عن الهيئة العامة للطيران المدني أن عدد المسافرين الذين عبروا مطار مسقط الدولي بمن فيهم المحولون و«الترانزيت» قد ارتفع خلال النصف الأول من العام الحالي بنسبة 7 بالمائة حيث بلغ عددهم 4 ملايين و431 ألفاً و193 مسافرا مقارنة بـ 4 ملايين و122 ألفا و700 مسافر خلال الفترة عينها من عام 2013.
وأوضحت الإحصائيات ان عدد المسافرين القادمين عبر مطار مسقط الدولي قد وصل عددهم خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي الى مليونين و199 ألفاً و642 مسافراً بنسبة زيادة قدرها 7 % مقارنة بعدد المسافرين القادمين من عام 2013 والبالغ عددهم مليونين و60 ألفاً و338 مسافراً.
كما ارتفع عدد المسافرين المغادرين عبر المطار بنسبة 9 بالمائة حيث بلغ عددهم مليونين و214 ألفاً و52 مسافراً حتى نهاية شهر حزيران (يونيو) من عام 2014 مقارنة بمليونين و36 ألفاً و502 مسافر خلال الفترة عينها من عام 2013.
وارجعت الاحصائيات هذه الزيادة في أعداد المسافرين القادمين والمغادرين عبر مطار مسقط الدولي نتيجة لزيادة بعض رحلات شركات الطيران العاملة بالمطار كالطيران الهندي السريع وشركة الطيران الإيرانية (اسمان) والخطوط الجوية السيرلانكية والعربية للطيران.
وعلى صعيد حركة الشحن الجوي بمطار مسقط الدولي تشير الإحصائيات إلى ارتفاع في إجمالي الشحن الصادر والوارد بنسبة 5% حيث بلغ اجمالي الشحن حتى نهاية شهر حزيران (يونيو) من العام الحالي 61719 طنا مقارنة بـ 58513 طناً خلال الفترة عينها من عام 2013.
وشهد مطار صلالة بنهاية شهر حزيران (يونيو) 2014 ارتفاعاً في حركة المسافرين بنسبة 16% حيث بلغ اجمالي عدد المسافرين 386078 مسافراً مقارنة بـ 333982 مسافراً في العام 2013.
فيما سجلت حركة الشحن الوارد والصادر بمطار صلالة خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي انخفاضاً قدره 8% حيث وصل اجمالي الشحن الوارد والصادر الى 691 طناً مقارنة بـ 748 طناً خلال الفترة عينها من عام 2013.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق