تقنية-الغد

هواتف ذكية صديقة للاطفال تحمي خصوصيتهم وأمنهم

بات الصغار اليوم، من مرحلة الطفولة وحتى المراهقة، يتحلون بخبرة تكنولوجية متزايدة. ونظراً لقدرتهم على استيعاب كيفية استخدام المنتجات الإلكترونية عينها بسهولة كآبائهم وأمهاتهم، فقد أصبح استخدام الأجهزة المتصلة من أبرز الظواهر لدى الجيل الأصغر.

ونتيجةً لذلك، فإن الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية عينها التي غيّرت طريقة تنفيذ الأعمال والتواصل لدى الكبار، تسهم الآن أيضاً في تغيير طبيعة تفاعل الصغار مع الوسائل التعليمية والمحتوى الترفيهي.
وخلال العام الماضي، كشفت دراسة أجراها الاتحاد العالمي للاتصالات المتنقلة “GSMA” في الجزائر ومصر وإيران والمملكة العربية السعودية، أن الأطفال يحصلون على أول هاتف متنقل لهم ما بين سن العاشرة والثانية عشرة على الأرجح. ومن بين الأطفال الذين يملكون هواتف متحركة، تمتلك نسبة 33% هواتف ذكية. ويختلف هذا العدد بحسب الدولة – ما يتراوح بين 15% في العراق ووصولاً إلى 71% في المملكة العربية السعودية.
وعندما يضع الأطفال أيديهم على المنتجات المتصلة، سواءً أكانت لهم أم لآبائهم وأمهاتهم، فمن المهم للغاية مراقبة سلوكهم على هذه الأجهزة عن كثب، لأنها قد تشكل بوابة إلى البيانات الحساسة المخزّنة، وتطبيقات شبكات التواصل الاجتماعي، وشبكة الإنترنت بشكل عام.
ووفقاً للبحث الذي أجراه الاتحاد العالمي للاتصالات المتنقلة “GSMA”، عبّر أغلبية الآباء والأمهات في المنطقة عن قلقهم حيال خصوصية أبنائهم أثناء استخدام الهواتف المتحركة. وتم تأكيد هذه المخاوف بشكلٍ جزئي من خلال البيانات الواردة في البحث، والتي كشفت أن 72% من الأطفال يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي للتواصل مع «أصدقاء» جدد عبر شبكة الإنترنت.
وتشهد العديد من كبرى شركات التكنولوجيا تطوراً مستمراً يتماشى مع هذا التغير الاجتماعي المتنامي. واستجابة لعدد الأطفال المتزايد الذين يستخدمون المنتجات المتصلة، طرحت سامسونغ «وضع الأطفال» ضمن عروض أجهزتها المتنقلة مثل «غالاكسي إس5» و«غالاكسي تاب إس».
ويتيح «وضع الأطفال»، الذي تم إصداره للمرة الأولى في تشرين الاول (أكتوبر) 2013، للآباء والأمهات تحويل جهاز «غالاكسي تاب إس» اللوحي أو هاتف «غالاكسي إس5» الذكي الذي يستخدمونه للعمل والتواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلى مركز ترفيه صديق للأطفال بكل سهولة. وتأتي هذه الأجهزة مزودة مسبقاً بتطبيقات صديقة للأطفال، بما في ذلك تطبيق كاميرا يتيح للأطفال التقاط الصور وإضافة تأثيرات كرتونية ممتعة، كالشوارب التي يتم وضعها في مكانها بفضل تقنية اكتشاف الوجه. وهناك أيضاً تطبيق فيديو يتيح للآباء والأمهات إضافة محتوى فيديو مناسب بحسب العمر، وتطبيق رسم يسمح للمستخدمين الأصغر سناً بالتعبير عن أنفسهم بحرّية.
وتماشياً مع بيئة الوسائط المتغيرة باستمرار على شبكة الإنترنت، قامت سامسونغ بترقية «متجر الأطفال» المتوفر في «وضع الأطفال»، من خلال إضافة 900 تطبيق تم انتقاؤها خصيصاً للأطفال. وتتيح ميزة الوصول الجديدة إلى تطبيقات شائعة مثل “LEGO”، مع مجموعة من التطبيقات الترفيهية والتعليمية الأخرى، للآباء والأمهات إثراء تجارب أطفالهم على الهواتف المتصلة بشكلٍ أكبر.
ومع تعزيز تجربة التعليم والترفيه، تساعد هذه الميزة أيضاً الآباء والأمهات على تأمين أجهزتهم مع إمكانية حظر بيانات معينة. ومع ميزة التفعيل أو الإيقاف بواسطة رقم تعريف شخصي يعرفه الكبار فقط، يضمن «وضع الأطفال» عدم وصول الأطفال إلى المواد الهامة أو حذفها.
واستناداً لبحث أجراه موقع MidEastMedia.org، فإن غالبية الناس ممن لديهم أطفال في منازلهم متفقون بأن الوسائط الموجهة للصغار تساهم في تنمية الإبداع لدى الأطفال، وتساعدهم على تطوير القدرة على التنسيق بين حركة اليد والعين، وحتى في انفتاحهم على الثقافات الأخرى .
لقد باتت الأجهزة المتصلة تشكل وسيلة جديدة للوصول إلى مختلف أدوات وأنشطة الوسائط، ومن المرجح أن نشهد نمواً مستمراً لاستخدام الأطفال لها، مما سيغير تماماً من التوقعات حول كيفية استهلاك الأجيال المقبلة للمعلومات. ومع طرح ميزات أمنية مثل “وضع الأطفال” في السوق، سيتمكن الآباء والأمهات من توفير مجموعة كبيرة من أشكال الوسائط لأطفالهم وهم مطمئنون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق