رئيسيسياسة عربية

قمة سعودية – قطرية تبحث ملفات المصالحة، غزة، سوريا، والازمة المتصاعدة بين الدوحة وابوظبي

يتوقف المتابعون للشأن الخليجي عند الزيارة – غير المعلنة – التي قام بها امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الى السعودية، ولقاء القمة الذي جمعه في جدة بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، والذي يبدو انه بحث مجموعة من الملفات الساخنة التي تهم البلدين. والتي قد تتفقان على بعضها وتختلفان على بعضها الاخر.

فالعلاقات بين السعودية وقطر، تشهد توتراً بالغاً وخصوصاً بعدما استدعت السعودية والامارات والبحرين في اذار (مارس) سفراءها في الدوحة في خطوة غير مسبوقة، متهمة قطر بالتدخل في شؤونها الداخلية والمساهمة في زعزعة استقرار المنطقة.
وكان دعم قطر لجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها ال
رئيس المصري السابق محمد مرسي الذي عزله الجيش في تموز (يوليو) 2013، اثار استياء الدول الخليجية التي تدعم راهنا السلطات المصرية الجديدة.
الانباء التي تم اعلانها عن القمة كانت محدودة، حيث صدر خبر رسمي يقول في نصه:
«استقبل خادم الحرمين الشريفين الـملك
عبدالله بن عبدالعزيز في قصره بجدة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر وبحثا آفاق التعاون بين البلدين، إضافة إلى مجمل الأحداث التي تشهدها الساحات الإسلامية والعربية والدولية وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في قطاع غزة.
وحضر الاستقبال الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي. كما حضره من الجانب الـقطري الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والشيخ جوعان بن حمد بن خليفة آل ثاني والشيخ محمد بن حمد بن خليفة آل ثاني والشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني مدير مكتب أمير دولة قطر والشيخ عبدالله بن ثامر بن محمد آل ثاني سفير دولة قطر لدى المملكة».

مجريات النقاش
غير ان متابعين لاعمال القمة توقفوا عند بعض العناصر التي تصب في تفاصيل اخرى مهمة، ليست بعيدة عن الخبر الرسمي. لكنها تشكل اضافات تفصيلية لمجريات النقاش.
فمع ان اللقاء كان قصيراً، ولم تتجاوز مدته الساعتين، الا انه كان غنياً بالنقاش حول العديد من الملفات الساخنة، سواء تلك التي تهم الطرفين، أو التي كانت قطر ركناً اساسياً فيها.
فقد استضاف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في مدينة جدة الساحلية، في لقاء قمة وصفه متابعون بانه على قدر كبير من الاهمية، بحكم الملفات التي تم عرضها، والنقاشات التي امتدت لساعتين، وتناولت جملة من الملفات الساخنة، بعضها كان خليجياً، والبعض الاخر كان اقليمياً. غير ان المناقشات – كما هي العلاقة – كانت محكومة بخلافات في وجهات النظر بين الطرفين، على خلفية الدعم القطري لجماعة الاخوان المسلمين التي تصنفها السعودية من الجماعات الارهابية وتعتبرها حركة محظورة.
وبدا واضحاً ان العنوان الرئيس لهذه الخلافات انعكس على مستوى العلاقات بين الطرفين، وامتد الى دول الخليج العربي التي استدعت سفراءها من الدوحة، واتهمت قطر بالتدخل في شؤونها الداخلية.
القمة السعودية – القطرية تناولت هذا الملف، من زاوية الرغبة القطرية بان تعيد السعودية والامارات والبحرين السفراء الى العاصمة القطرية. معتبراً ان بلاده قامت بما هو مطلوب منها من اجراءات، اقرتها لجنة وزارية عقدت اكثر من اجتماع وحددت خلالها جملة الملاحظات على السياسة القطرية بشكل عام، وتأثيراتها على الدول الخليجية بشكل خاص. الامير القطري اعتبر ان بلاده نفذت ما هو مطلوب منها. واعتبر ان ما هو غير منفذ حتى الان يندرج ضمن هوامش سياسية تتعلق بسيادة كل دولة. وهي التصريحات التي رددها وزير الخارجية القطري في اكثر من مرة، غير ان اللجنة المكونة من وزراء خارجية الدول الثلاث، اعتبرتها تصريحات في غير مكانها. وشددت على ان المطلوب هو التنفيذ الكامل لتلك المطالب.

الازمة القطرية – الاماراتية
اما الملف الثاني، ذو الامتداد الخليجي فهو الازمة المتصاعدة بين دولة الامارات العربية المتحدة وقطر. والتي اتخذت منحى تصاعدياً قبل حوالي الشهر عندما اعلنت الامارات انها فككت مجموعة تجسس قطرية مكونة من ضباط وافراد مخابرات تابعين للجهاز القطري. غير ان تلك الازمة تصاعدت اكثر واكثر على خلفية احداث غزة، عندما كثفت قطر من حملتها ضد المساعدات الاماراتية للقطاع، حيث اتهمت الفريق الاماراتي المتطوع الذي وصل الى غزة بانه «يتعاون مع اسرائيل» وانه يبحث عن مواقع الصواريخ.
تلك الحملة المكثفة تقول الامارات ان قناة الجزيرة ابتدعتها، وروجت لها، الامر الذي اساء للجانب الاماراتي، ووضع فريقه الانساني موضع شك امام العالم.
فقد عرض امير قطر امام خادم الحرمين الشريفين موقف بلاده، وما آلت اليه التطورات، والتي وصلت الى حد مطالبة الامارات بفصل قطر من عضوية مجلس التعاون الخليجي. وهو المطلب الذي يجد قبولاً لدى بعض الدول الخليجية. والذي تخشى قطر ان يتم ترسيمه فيما اذا حظي بدعم سعودي. بينما يسعى الشيخ تميم الى تطويق اي جهد اماراتي يسعى الى اقصاء بلاده من المنظومة الخليجية.

الملف السوري
اما الملف الثالث، فيتعلق بتطورات الملف السوري، ومحاولة تنسيق الجهود من اجل دعم المعارضة، وتوحيدها وخصوصاً في هذا الظرف الذي يشهد تراجعاً في مجال الاهتمام الدولي بالملف السوري بشكل عام، ودعم المعارضة بشكل خاص، اضافة الى امكانية تنسيق الجهود لتسليح المعارضة والضغط على المجتمع الدولي في هذا السياق.
مصادر متابعة اشارت الى ان اثارة هذا الموضوع في هذا الظرف تحديدا تؤشر على «الضربة» التي تلقاها الجانب القطري باقالة احمد طعمة من رئاسة الحكومة المؤقتة. وذلك خلال اجتماع عقد في العاصمة التركية قبل يوم واحد من قمة جدة. فالمعروف ان طعمة المدعوم من جماعة الاخوان المسلمين مدعوم قطرياً ايضاً. سبق ذلك انتخاب هادي البحرة لرئاسة الائتلاف، وهو من الشخصيات المقربة من السعودية.
وفي ما يتعلق بملف قطاع غزة، وتطورات الاوضاع هناك بحث الشيخ تميم مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز تلك التطورات، وسبل تنسيق الجهود من اجل دعم موقف حركة حماس في شتى المجالات. ودعم التفاق المقترح لوقف اطلاق النار.

ا. ح
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق