دولياترئيسيعالم

احتفالات إنزال النورماندي الـ 70 تجمع زعماء العالم

بدأت صباح اليوم الجمعة 6 حزيران (يونيو) فعاليات إحياء الذكرى السبعين لأكبر عملية عسكرية في التاريخ، وهي ذكرى إنزال الحلفاء لقواتهم على شواطىء النورماندي، بخطاب ألقاه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في مدينة «كيان» في منطقة النورماندي (شمال غرب فرنسا).

 

وقال هولاند أمام حوالي ألف من قدامى المحاربين وعدد كبير من الحاضرين، معظمهم من سكان منطقة النورماندي والطلاب: «الجمهورية الفرنسية تعترف رسميا بالتضحيات التي قدمها سكان منطقة «النورماندي» خلال الحرب العالمية الثانية»، مشيداً بـ «الدعم الكبير الذي قدمه السكان لجنود الحلفاء أثناء الإنزال في عام 1944 لتحرير فرنسا من النظام النازي». وأضاف «أن المعارك الطاحنة التي دارت في المنطقة بين جيوش الحلفاء والنازيين أسفرت عن مقتل عدد أكبر من المدنيين مقارنة بعدد لجنود الذين سقطوا في ميدان الشرف».
وواصل: «سكان «النورماندي» ساعدوا الحلفاء ووقفوا بجانبهم واليوم هناك علاقة وطيدة وحميمة تربط هذه المنطقة مع جميع دول العالم. الجمهورية الفرنسية تعترف رسمياً بتضحيات سكان النورماندي».

وأشار هولاند إلى أن قرار بناء نصب تذكاري في مدينة «فاليز» تكريماً لكل الذين قتلوا خلال معركة «النورماندي» هو اعتراف رسمي من الجمهورية الفرنسية بالتضحيات التي قدمها سكان هذه المدينة الساحلية والتي هدم 80 بالمئة منها تقريباً.
وواصل هولاند «نظراً لما عاشته فرنسا من آلام ومآسي خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، فقد اختارت اليوم أن تتضامن مع جميع الشعوب التي تعاني من نفس الآلام والمآسي، مضيفاً أن فرنسا ستعمل دائماً من أجل نشر قيم السلام والأمن في العالم وستعمل بكل ما في وسعها لإنهاء الحروب والنزاعات التي تشهدها العديد من الدول عبر العالم».
وقال الرئيس الفرنسي: إن «فرنسا تريد أن تساعد الإنسانية وتقلل من معاناتها، مؤكدا مرة أخرى أن معاناة سكان «النورماندي» لم تأخذ بعين الاعتبار مقارنة بالجنود الذين قتلوا خلال المعارك. وهذا يجب الإشارة إليه اليوم في هذا الاحتفال».

مشاركة قادة ورؤساء حكومات عشرين دولة
ويلتقي اليوم كبار القادة في العالم على شواطىء النورماندي لتكريم الجنود الذين شاركوا في انزال قوات الحلفاء ابان الحرب العالمية الثانية في مراسم يخيم عليها التوتر بين روسيا والغربيين في اوكرانيا.
ويشارك قادة ورؤساء حكومات عشرين دولة تقريباً من بينهم باراك اوباما وديفيد كاميرون وانغيلا ميركل وفرانسوا هولاند الى جانب 1800 جندي من قدامى المقاتلين في مراسم التكريم امام نصب كاين.
وبعد عزلة تقارب الشهرين بعد ضم روسيا للقرم، يعود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى الساحة الدولية حيث كان محط انظار كل المراقبين الذين يتساءلون عما اذا كان سيتحدث الى اوباما رغم التوتر بين البلدين والذي يذكر بالحرب الباردة. او اذا كان سيصافح الرئيس الاوكراني الجديد بيترو بوروشنكو الذي يواجه في الشرق تمرداً موالياً لروسيا تزداد قوته يوماً بعد يوم مما يهدد بتقسيم البلاد.
وافتتح هولاند المراسم بتكريم الضحايا الـ 20 الفاً من المدنيين الذين سقطوا في معركة النورماندي ليتوجه بعدها مع اوباما الى المقبرة الاميركية في كولفيل سور مير التي ووري فيها اكثر من عشرة الاف شخص.
وبعد غداء في قصر بينوفيل المقر الرمزي للمقاومة انذاك، يتوجه القادة وبينهم ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية بعد الظهر الى ويسترهام حيث ستقام مراسم بحضور الف من قدامى المقاتلين على شاطىء سورد بيتش.

باريس ما قبل المراسم
وفي الساعات التي سبقت المراسم، كانت باريس مسرحاً لتحركات دبلوماسية عدة محورها اوكرانيا.
فقد استقبل هولاند اوباما وبوتين من بعده. وكان كاميرون دعا قبل ذلك الرئيس الروسي الى الاعتراف رسمياً بشرعية الرئيس الاوكراني الجديد والى العمل معه.

عشاء اوباما وهولاند في مطعم باريسي فخم
وحل اوباما ليل امس ضيفاً على مائدة هولاند في مطعم شيبرتا الفاخر قرب قوس النصر في باريس، وشارك في العشاء خصوصاً وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والفرنسي لوران فابيوس.
وشملت محادثات الرئيسين خصوصاً ملف بنك «بي ان بي باريبا» الفرنسي المهدد بعقوبات قاسية من قبل القضاء الفرنسي، وكذلك بيع سفينتين حربيتين فرنسيتين من نوع ميسترال الى روسيا، اضافة الى ملفات اوكرانيا والشرق الاوسط وايران.
وقال مصدر في قصر الاليزيه ان «فرانسوا هولاند بحث ملف بي ان بي في اطار احترام المؤسسات الاميركية بالتأكيد وبالتفصيل».
وتسعى فرنسا للحد من العقوبات التي قد يفرضها القضاء الاميركي على هذا المصرف الفرنسي المتهم بخرق الحظر الاميركي من خلال قيامه بعمليات مصرفية بالدولار مع دول مثل ايران والسودان.
واضاف ان صفقة بيع سفينتين حربيتين فرنسيتين من نوع ميسترال الى روسيا كانت ايضاً مدار بحث، ولكن «دون التوصل الى اي شيء جوهري».
وبالنسبة للملف الروسي-الاوكراني، قال البيان ان «الرئيسين بحثا كيفية استعمال الخيارات خلال الايام المقبلة من اجل نزع فتيل التوتر».

ومع بوتين في الاليزيه
وبعد العشاء مع اوباما، تناول هولاند ايضاً العشاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر الاليزيه.
وتواصلت اليوم اللقاءات الثنائية مع اجتماع خلال الصباح بين بوتين والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل في دوفيل.
واللقاء الوحيد غير المقرر على جدول الاعمال حتى الان هو بين اوباما وبوتين اللذين وصلت العلاقات بينهما الى ادنى مستوياتها منذ اشهر.
وقد وجه الرئيس الاميركي تحذيراً لروسيا خلال قمة مجموعة السبع الخميس في بروكسل قائلاً «سنرى ما سيقوم به فلاديمير بوتين في الاسبوعين او الثلاثة او الاربعة اسابيع المقبلة» بشأن الازمة الاوكرانية قبل ان يتخذ قرار بفرض عقوبات جديدة محتملة.
واضاف اوباما «اذا تواصلت الاستفزازات الروسية، فمن الواضح (…) ان دول مجموعة السبع مستعدة لفرض اثمان اضافية على روسيا».
من جهته، اكد بوتين «امل الا ندخل في مرحلة جديدة من «الحرب الباردة». كما اعرب عن «استعداده للحوار» الا انه انتقد السياسة الخارجية الاميركية في الوقت نفسه».

قمة مجموعة السبع
وخلال قمة مجموعة السبع اكد القادة الغربيون انهم «متحدون» في رد فعلهم على الازمة الاوكرانية، قائلاً «نحن متحدون للتنديد باستمرار انتهاك روسيا سيادة ووحدة اراضي اوكرانيا. ان ضم روسيا القرم بشكل غير شرعي والاعمال الهادفة الى زعزعة استقرار شرق اوكرانيا غير مقبولة ويجب ان تتوقف».
وهدد الغربيون بتشديد عقوباتهم «بهدف فرض كلفة اضافية على روسيا في حال تزايدات الاحداث».
وهذه العقوبات التي يرجح ان تطال الاقتصاد الروسي يمكن ان تتقرر في القمة الاوروبية المقبلة التي ستعقد في 26 و27 حزيران (يونيو) كما اعلنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل.
ومع ان الغربيين منقسمون حول طبيعة وحجم العقوبات التي يجب فرضها على موسكو، الا انهم سيحافظون على الوحدة ولو ظاهرياً على الشاطىء الذي شهد قبل سبعين عاماً اهم عملية انزال في التاريخ.

احتفالات
ومساء الخميس اطلقت العاب نارية هائلة كرمز للمعارك التي دارت في العام 1944.
وفي السادس من حزيران (يونيو) تم انزال 130 الف جندي في النورماندي. وفي اواخر تموز (يوليو) 1944 كان عدد الحلفاء 1،5 ملايين عنصر. واوقعت معركة النورماندي 37 الف قتيل بين صفوف الحلفاء وبين 50 و60 الفا بين صفوف الالمان.
وقدامى المقاتلين الذين تجاوزا التسعين يشاركون في غالبيتهم للمرة الاخيرة في المراسم التي تقام على شواطىء باتت تعرف اكثر بالاسماء الرمزية التي اطلقت عليها وهي يوتا واوماها وسورد وجونو وغولد.
وقال جوك هاتون (89 عاماً) بعد ان قفز مجدداً بالمظلة فوق النورماندي كما فعل قبل سبعين عاماً «في سني الحياة يمكن ان تصبح رتيبة احياناً لذلك علينا استغلال اي مناسبة للشعور بالحماس من جديد».

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق