أبرز الأخبار

مصر: شكوك حول نسبة المشاركة في الانتخابات، ومراكز القوى تقلم اظافر السيسي

تتقاطع التحليلات الخاصة بمجريات الانتخابات الرئاسية المصرية، وخصوصاً في ما يتعلق بمستوى المشاركة. فالبعض من انصار السيسي يشعرون بالصدمة لتلك النتائج. بينما يرى آخرون ان النتائج كانت منطقية. وانها تعبر عن واقع الحال المصري. غير ان الفريقين يتوقفون عند نقاط توافقية، مفادها ان السيسي الذي كان يطمح بالحصول على تفويض شعبي عارم يمكنه من فعل ما يريد، حتى وان كان ذلك تغيير وجه مصر، وجد نفسه مضطراً للتوقف امام معطيات ادواتها «تقليم الاظافر»، واهدافها الحد من اندفاعة الرئيس الجديد الذي تقاطعت تصوراته وبرامجه مع مصالح اشخاص، وتيارات، من اقرب الناس الى حملته.

في هذا السياق، تشير بعض التحليلات الى ان حملة السيسي التي ادارها بقدر من عدم المعرفة ببواطن الامور، وبتدن واضح في منسوب السياسة، تقاطعت مع ثلاثي رجال الأعمال بقوتهم المالية الهائلة، وقادة الحزب الوطني المنحل بقواعدهم الشعبية، وأباطرة الإعلام الذين يملكون عشرات القنوات الفضائية التي يشكلون بها وعي الشعب.
وتتوقف التحليلات عند ظهور السيسي في حواراته التلفزيونية التي سبقت انتخابات الرئاسة واثقاً بنفسه أكثر من اللازم، مفصحاً أكثر من مرة أنه سيضغط على رجال الأعمال الأثرياء لتحصيل مبالغ مالية كبيرة يحتاجها لمشروعات عملاقة، كما أنه طالبهم بدعمه اقتصادياً وتقليل أرباحهم بشكل بدا للكثيرين أنه ليس اختيارياً، وهو ما أقلق رجال الأعمال، وجعلهم يشعرون بأنه ينوي التقرب من الشعب على حسابهم.

مهاجمة الاعلام
وفي السياق عينه، تنكر السيسي لدور الإعلام في تمهيد الأرض له قبل الانقلاب – بتأليب الناس على الرئيس المنتخب محمد مرسي، حيث قال – في حوار تلفزيوني – إنه لا يدين بالفضل لأحد، بل هاجم الإعلام وقال إنهم سبب انقسام المجتمع المصري.
ومن اهم تصريحاته في هذا السياق، ما يتعلق بـ «الحزب الوطني»، حينما أكد أنه لا عودة لأوضاع ما قبل ثورة يناير، وشدد على أن حملته لا تضم أحداً من نظام مبارك، وهو ما أغضب كوادر الحزب الوطني الذين كانوا في صدارة المشهد يوم 30 يونيو وبذلوا جهداً بارزاً لحشد الناس ضد الإخوان.
هنا، يشير مراقبون الى إن ثلاثي رجال الأعمال والحزب الوطني والإعلام قرروا توجيه ضربة استباقية للسيسي قبل تنصيبه، فالجميع داخل مصر وخارجها كان يعلم أن السيسي سيفوز في الانتخابات، لكن هناك فرقاً شاسعاً بين أن يدخل قصر الاتحادية عبر انتخابات نزيهة تشهد إقبالاً كبيراً، او أن يحقق فوزاً هزيلاً يجعله يتخلى عن أوهامه، ويتراجع عن حلم «الجماهيرية المزعومة».
وبحسب خبراء في هذا الشأن، فإن فوزه بهذا الشكل يجعل مقاومته أسهل عند الجلوس على كرسي الحكم، كما أنه يجعل شرعيته محل شك، فيصبح في احتياج دائم لهم، ويجعله أضعف من أن يهدد مصالحهم السياسية والاقتصادية.
وبحسب متابعين، فقد تلخصت الخطة في امتناع قادة الحزب الوطني ورجال الأعمال عن الحشد للانتخابات مع تعليمات من مالكي القنوات الفضائية بعدم الكذب بشأن نسب الإقبال، وترك الصورة الحقيقية تظهر على الشاشات، بل والمبالغة في مناشدة الناخبين بالمشاركة لإنقاذ سمعة الرئيس القادم.

رد الدعوى
في الاثناء، قضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة بعدم قبول نظر دعوى تطالب اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بعدم اعتماد أوراق المشير عبدالفتاح السيسي واستبعاده من الترشح لرئاسة الجمهورية.
وكان محام أقام دعوى أمام محكمة الأمور المستعجلة، يستند فيها إلى أن السيسي أعلن استقالته قبل السن القانونية  لنهاية الخدمة من المؤسسة العسكرية، ولا يحق له الترشح للرئاسة.
ومن المقرر ان تعلن لجنة الانتخابات الرئاسية برئاسة المستشار أنور العاصي رئيس المحكمة الدستورية العليا النتيجة النهائية والرسمية للانتخابات الرئاسية الأربعاء المقبل وذلك بعد الفصل في الطعون.
وأكد المستشار عبد الوهاب عبد الرازق عضو لجنة الانتخابات الرئاسية ان اللجان العامة وعددها ٣٢٥ في كل المحافظات خصصته لتلقي الطعون على النتائج التي اعلنتها والفحص في هذه الطعون وان اللجان العامة و١٤ ألف لجنة فرعية سلمت صورة من محاضر الفرز تحوي عدد الأصوات الصحيحة والباطلة وعدد ما حصل عليه كل مرشح من أصوات إلى مندوبي المرشحين الذين طلبوها. وأكد المستشار د. عبد العزيز سالمان أمين عام لجنة الانتخابات الرئاسية ان اللجان العامة ارسلت صوراً من محاضر الفرز للجنة الرئاسية بالفاكس.
واستكملت الأمانة العامة باللجنة العليا للانتخابات الرئاسية تلقي الطعون على الانتخابات وتم الفصل فيها فور تقديمها.

ارقام
وكشفت مصادر قضائية عن المؤشرات شبه النهائية لنتيجة الانتخابات الرئاسية، حيث بلغ عدد من ادلوا بأصواتهم في الانتخابات داخل مصر على مدار ٣ أيام ٢٥ مليوناً و٢٣٠ ألفاً و٢٠٦ ناخبين بنسبة ٤٦،٨٪ من عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت وهم ٥٣ مليوناً و٩٠٩ آلاف و٣٠٦ ناخبين. ويضاف اليهم ٣١٨٠٣٣ ناخباً ادلوا بأصواتهم في الخارج ليصبح إجمالي المشاركة ٢٥٥٤٨٢٣٩ بنسبة ٤٧،٧٪. وبلغت نسبة الأصوات الباطلة في الداخل مليوناً و١٣ ألفاً و٩٦٤ ناخباً بنسبة ٤٪ وعدد الاصوات الصحيحة ٢٤٢١٦٢٤٢ ناخبا بنسبة ٩٦٪، وباضافة أصوات الخارج الصحيحة وهي ٣١٣٨٣٥ يكون عدد الأصوات الصحيحة ٢٤٥٣٠٠٧٧ بنسبة ٩٦٪، وباضافة أصوات الخارج الباطلة وهي ٤١٩٨ يكون عدد الأصوات الباطلة ١٠١٨١٦٢ بنسبة ٤٪.
وحصل المشير عبدالفتاح السيسي داخل مصر على ٢٣٤٦٥٩٤٨ صوتاً بنسبة ٩٦.٩٪ من عدد الأصوات الصحيحة، بينما حصل حمدين صباحي بالداخل على ٧٥٠٢٩٤ صوتاً بنسبة ٣،١٪.
وباضافة أصوات الخارج للسيسي وهي ٢٩٦٦٢٨ يكون إجمالي ما حصل عليه ٢٣٧٦٢٥٧٦ بنسبة ٩٦،٩٪ وباضافة أصوات الخارج لصباحي وهي ١٧٢٠٧ يكون إجمالي ما حصل عليه ٧٦٧٥٠١ بنسبة ٣،١٪.
وفور اعلان لجنة الانتخابات للنتيجة النهائية والرسمية ستقوم اللجنة بإخطار المرشح الفائز «المشير عبدالفتاح السيسي»، وبذلك سيؤدي الرئيس الجديد اليمين الدستورية أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا.ومن المتوقع أداء اليمين يوم السبت ٧ حزيران (يونيو) الجاري.

القاهرة – «الاسبوع العربي»
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق