رئيسي

اقبال متواضع على «انتخابات الخارج»: تفكيك اربع خلايا ارهابية عشية الانتخابات الرئاسية المصرية

تشير التقديرات الاولية لعدد المصريين المقيمين في الخارج الذين مارسوا حق الانتخاب بحدود 170 الف مصري، ما يعني رقماً متواضعاً جداً من حيث المبدأ. لكنه رقم يزيد بمقدار مرة ونصف المرة عن عدد الذين شاركوا في الاستفتاء على الدستور الذي اجري العام الحالي 2014. لكنه يقل عن عدد المشاركين من المصريين في الخارج في الانتخابات الرئاسية  عام 2012 والذين بلغ عددهم 306 آلاف ناخب من أصل 586 ألف سجلوا انفسهم للتصويت، بنسبة  مشاركة بلغت 52 بالمئة.

جرت الانتخابات الرئاسية فى الخارج على مدى ستة ايام من  11 الى 17 آيار (مايو)  2012 فيما جرت الانتخابات هذه المرة خلال اربعة  ايام فقط من 15 الى 18 آيار (مايو).  ويصل عدد المصريين في الخارج إلى 8 ملايين شخص. لكن نسبة قليلة جداً منهم سجلت للانتخاب. وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي شدد على أنه لا داعي للقلق من أي محاولات قد يقوم بها أعضاء جماعة الإخوان المسلمين أو مناصريهم لعرقلة تصويت المصريين بالخارج في الانتخابات الرئاسية.
وأوضح عبد العاطي أن «الخارجية» أبلغت رسمياً السلطات في جميع دول الاعتماد بوجود محاولات لعرقلة التصويت وتم أخذ جمي
ع الاحتياطات وتأمين مقار إجراء الانتخابات الرئاسية في القنصليات والسفارات المصرية بالخارج لضمان إتمام عملية الاقتراع بشكل آمن.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الوزارة اتخذت استعدادها لتصويت المصريين بالخارج على مستوى 141 بعثة مصرية في 124 دولة.
وظهرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل بعض عناصر جماعة الإخوان ومناصريها بالخارج لحصار مقار إجراء الانتخابات الرئاسية بالخارج لعرقلة عملية التصويت.

مشاركة دولية
وعن الجهات التي ستتابع انتخابات الداخل التي ستجرى يومي 26 و 27 من الشهر الجاري، أوضح عبد العاطي أن هناك عدداً من المنظمات والوفود ستشارك، منها الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي وتجمع الساحل والصحراء والكوميسا فضلاً عن المراسلين الأجانب والسفارات الأجنبية.
في الاثناء، تتواصل الحملة الانتخابية في مختلف انحاء البلاد، وسط توقعات بان تكون النتائج محسومة لصالح المرشح عبد الفتاح السيسي، الذي تميز عن خصمه صباحي، بتقديم وعود جريئة، والاقتراب من مستوى الغزل بالولايات المتحدة الاميركية، وسط تحليلات تؤشر على احتمالية تدني مستوى الاقبال على الانتخابات بحكم المقاطعة التي اعلنتها الجماعات الاسلامية وخصوصاً المناصرة للرئيس المعزول محمد مرسي.
فقد اكد السيسي في اطار حملته الانتخابية ان «كل يوم يمر يزداد تفهم الولايات المتحدة للواقع المصرى  والتطورات الحاصلة، ويتأكد لهم أن ما حدث هو إرادة شعب وليس شيئاً آخر». وقال السيسي – فى حديث صحفي ضمن الحملة، ان الأميركيين بدأوا يشعرون بقلق من مخاطر تطور  خريطة العنف والإرهاب ليس فى المنطقة فقط بل فى العالم.
في الاثناء، تعهد السيسي، في مقابلة تلفزيونية، أن يحل أبرز المشاكل التي يعاني منها المصريون «خلال عامين»، مؤكداً انه سيرضخ لطلب الجماهير اذا خرجت تظاهرات تطالبه بالاستقالة.
وقال قائد الجيش السابق في المقابلة «إذا سارت الأمور طبقاً لتخطيطنا فسيرى الشعب المصري تحسناً خلال عامين»، مضيفاً أن «المشاكل ستحل خلال عامين».
وأكد السيسي أنه لو خرجت تظاهرات حاشدة تطالبه بالاستقالة، كما حصل مع الرئيسين السابقين حسني مبارك ومحمد مرسي، فإنه سيستجيب لرغبتها ويترك السلطة، دون «انتظار الجيش كي ينزل»، مستدركاً ان «الجيش يتصرف طبق إرادة شعبه».
ورفض السيسي التعليق على الأحكام القضائية التي صدرت أخيراً بحق انصار جماعة الاخوان المسلمين وأثارت موجة احتجاجات دولية. وقال «ليس من حقي أن أعلق على أحكام القضاء، علينا جميعاً الا نعلق على أحكام القضاء».
وعن جماعة الإخوان المسلمين التي اعتبرتها السلطات جماعة «إرهابية» وبات القسم الأكبر من قياداتها خلف القضبان يواجهون تهماً تصل عقوبتها إلى الإعدام، أكد السيسي ان لا «خصومة» بينه وبين هذه الجماعة.
وقال «القضية ليست قضية خصومة أو ثأر بيني وبينهم، هم قدموا أنفسهم للمصريين خلال السنة وخلال الفترة الماضية بشكل جعل المصريين غير قادرين أبداً على أن يتصوروا أنه من الممكن أن يعيشوا معهم مجدداً.

شكاوى
وفي الاثناء، اتهمت اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية في مصر المرشح عبد الفتاح السيسي، بتقديم رشاوى إنتخابية للمصريين، بسبب توزيع حملته الإنتخابية مصابيح موفرة للطاقة على المواطنين بالأحياء الشعبية. فيما ردت حملة السيسي بنفي الإتهامات، معتبرة أنها حملة للتكافل الإجتماعي، وليست رشوة انتخابية.
وقال السيسي إن برنامجه لتوفير الطاقة في مصر يتلخص في الإضاءة بالمنازل من خلال المصابيح الموفرة للطاقة، وهو ما أثار عاصفة من السخرية على مواقع التواصل الإجتماعي، واعتبر النشطاء أن هذا الحل يعتبر حلاً سطحياً، فيما أفاض آخرون في القول بأن المصابيح الموفرة تصيب بالسرطان.
وما إن بدأت عملية الإقتراع في الخارج، حتى دشنت حملته الرسمية تحركات واسعة النطاق في أحياء شعبية عدة، تستهدف توزيع نحو 600 ألف مصباح موفر للطاقة على المصريين. واستهلت لجنة الشباب في حملة السيسي عمليات توزيع المصابيح الموفرة من مسقط رأسه بحي الجمالية بالقاهرة، وسلمت الحملة نحو 60 ألف مصباح للمواطنين بالقاهرة، في أحياء شعبية عدة، وقام بالعملية شباب يتبعون حملة السيسي، وكانوا يرتدون تيشيرتات بيضاء، رُسم عليها شعار الحملة «تحيا مصر». بينما حملت سيارات نقل ضخمة الكراتين التي تضم المصابيح، وعلى صناديق السيارات من جميع الجوانب شعار حملة السيسي «بالتوفير تحيا مصر»، على خلفية زرقاء، تتدلى منها مصابيح موفرة.
في موضوع آخر، قال وزير الداخلية المصري، ان الاجهزة الامنية فككت ثلاث «خلايا ارهابية» بينها خلية تابعة لجماعة «اجناد مصر» والتي تبنت معظم الهجمات الاخيرة ضد رجال الامن في القاهرة واخرى تضم طلابا مؤيدين للرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي.

ضبط خلايا ارهابية
وقال وزير الداخلية محمد ابرهيم في مؤتمر صحافي في القاهرة ان اجهزة الامن تمكنت اخيراً من «ضبط الخلايا والعناصر الارهابية المتورطة في استهداف رجال القوات المسلحة والشرطة».
واوضاف الوزير انه «تم ضبط عناصر خلية ما يسمى عناصر اجناد مصر بينهم ثلاثة من ابرز كوادر التنظيم، بالاضافة لاربعة اخرين».
وقال الوزير ان المقبوض عليهم اعترفوا بالالتحاق بالتنظيم وانهم «تورطوا في تنفيذ الحوادث التفجيرية الاخيرة التي شهدتها محافظة القاهرة، واستهدفت التمركزات الامنية ونقاط المرور وسيارات ضباط القوات المسلحة والشرطة».
وسبق واعلن تنظيم اجناد مصر مسؤوليته عن هجمات بالعبوات الناسفة في القاهرة في الاشهر القليلة الماضية، متوعداً الشرطة بمزيد من الهجمات رداً على ما سماه «قمع السلطات لانصار مرسي».
وقال الوزير ان الخلية التابعة لاجناد مصر قامت بالتفجيرات الاخيرة التي استهدفت اغتيال رجال الامن في القاهرة وخلفت قتلى بينهم ضباط كبار.
وبحسب الوزير فان هذه الخلية مسؤولة ايضاً عن تنفيذ هجومين قاتلين بالعبوات الناسفة على نقاط لشرطة المرور اسفرت عن مقتل ضابط ومجند في القاهرة في نيسان (ابريل) ومطلع ايار (مايو) بالاضافة لهجمات اخرى بعبوات ناسفة في القاهرة.
وعرضت وزارة الداخلية مقاطع فيديو لاشخاص قالت انهم كبار قيادات هذه الخلية.
وقال الوزير ان الاجهزة الامنية «تمكنت خلال الايام القليلة الماضية من كشف واجهاض تحرك خليتين عنقوديتين تعتنق عناصرهما افكار تكفير العاملين في القوات المسلحة والشرطة وحتمية استهدافهم وتكفير الاقباط، واستهداف المنشات الهامة والحيوية».
واضاف الوزير «تربط عناصر تلك الخلايا صلات وطيدة بين بعضهم البعض لمشاركتهم السابقة في اعتصام النهضة” لانصار مرسي والذي فضته قوات الامن في اب (اغسطس) الفائت ما ادى الى سقوط مئات القتلى.

الخلية الاولى
وتضمنت الخلية الاولى بحسب الوزير طالباً، عاش فترة في قطر، وسبق وانضم لحركة «احرار الشام» احدى الجماعات الاسلامية التي تشارك في الحرب الدائرة في سوريا لاسقاط نظام بشار الاسد.
وتلقى الطالب ويدعى عبدالله هشام تدريبات على إستخدام السلاح وإعداد المتفجرات في سوريا قبل عودته لمصر منذ ثلاثة أشهر، بحسب الوزير.
وشكل الطالب خليته من افراد سبق والتقاهم في اعتصام الاسلاميين في النهضة.
وتلقى الطالب دعماً من قيادي اخواني مقيم في قطر، وجرى القاء القبض على طالب اخر في هذه الخلية.
وقال الوزير ان الشرطة فككت خلية اخرى من ثلاثة اشخاص بينهم قيادي في جماعة الاخوان المسلمين مسؤول عن تمويلها وكانت تخطط لمهاجمة رجال الامن من الجيش والشرطة.
واشار وزير الداخلية الى ان الشرطة فككت 40 خلية ارهابية منذ مطلع نيسان (ابريل) الفائت بالإضافة لإلقاء القبض على 225 من المتورطين في الهجوم على المنشات الشرطية و41 من المتهمين بحرق سيارات الشرطة، وهي الظاهرة التي انتشرت اخيراً في القاهرة وعدد من المدن.
وقال اللواء عبد الفتاح عثمان مساعد وزير الداخلية المصري بعد انتهاء المؤتمر الصحافي ان «ما يربط تماما بين الإرهاب والإخوان المسلمين، ان العناصر التي كانت في اعتصام رابعة العدوية والنهضة من الإخوان المسلمين هي ذات العناصر التي تقوم بتشكيل خلايا إرهابية وترتكب العمليات الإرهابية الآن».

مصر – «الاسبوع العربي»

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق