تحقيق

«جنينتنا، صورتنا»… لإعادة تأهيل حديقة صور

تفتقر مدينة صور الجنوبية الى حديقة عامة تجمع سكانها على أرض مشتركة آمنة وصحية. ولأن صور ليست آثاراً وشاطىء بحر فحسب، أطلقت جمعية «نحن»، رسمياً، حملة «جنينتنا، صورتنا» للمطالبة بإعادة تأهيل حديقة صور العامة فنظمت بالمناسبة نزهة في الحديقة شارك فيها أكثر من ألف شخص وتخللتها نشاطات ترفيهية منوّعة.
 

 


أكثر من ألف شخص من مختلف الأعمار شاركوا في إطلاق حملة «جنينتنا صورتنا» في حديقة صور العامة. الحملة تنظمها جمعية «نحن» للمطالبة بإعادة تأهيل الحديقة. الأطفال شاركوا في كرنفال الألعاب الذي استمر ساعات عدّة. شباب «نحن» أقاموا نشاطات كثيرة كالرسم على الوجوه والرسم الحرّ والدبكة. «ملتقى الشباب الثقافي في صور» شارك في النشاط وقدّم عروض مسرح دمى. بلدية صور تمثلت عبر رئيس لجنة البيئة والزراعة في البلدية، الأستاذ علي دبوق الذي القى كلمة أكد فيها على أهمية هذا النوع من النشاطات وأشار إلى عجز البلدية عن إعادة تأهيل الحديقة بسبب ضخامة مساحتها داعياً إلى تعاون المجتمع المدني في سبيل تغيير واقعها الحالي.

«جنّة خضراء مرتقبة»
تندرج حملة «جنينتنا، صورتنا» ضمن إطار مجموعة حملات أطلقتها جمعية «نحن» بهدف تفعيل المجالات العامة في لبنان. في صور، تبيّن للجمعية أن المدينة الجنوبية تفتقر إلى متنفس أخضر على الرغم من وجود حديقة عامة تبلغ مساحتها 120 ألف متر مربّع. ولكن هذه المساحة العامة تعاني من الإهمال وسوء التنظيم وتطاولها تعدّيات كثيرة كرمي النفايات داخلها واحتلال أجزاء من مساحتها ما أبعد عنها السكّان. من هنا أطلقت حملة تهدف إلى خلق «جنّة خضراء مرتقبة» ستشكل رئة للمدينة ومتنفساً للقاطنين فيها.
وبهدف إعادة تأهيل حديقة صور العامة، تدعو حملة «جنينتنا، صورتنا» إلى وضع تصميم أولي للحديقة يراعي حاجات الفئات المتنوّعة، وضع خطة مستدامة لأعمال الصيانة والإهتمام بالحديقة، وضع خطة لإدارتها وحمايتها (إجراءات تنظيمية، لوجيستية وأمنية)، إعادة الحياة إليها من خلال تنظيم نشاطات ترفيهية، بيئية، كشفية وثقافية داخلها.
ترى «نحن» أن الأماكن العامة الخضراء هي مساحات تُعدّ لاستقبال جميع شرائح المجتمع وتحتضن نشاطات إجتماعية وثقافية مختلفة فتساهم بذلك في تشكيل هوية المجتمعات المحلية. كذلك توفّر المساحات العامة متنفساً طبيعياً للأفراد ومكاناً للتجمع واللعب والترفيه عن النفس وغيرها من الأعمال التي تعزز التماسك الاجتماعي و تعطي الأفراد شعوراً بالإنتماء إلى المجتمع المحلي نتيجة تفاخرهم بما يتوفر في منطقتهم وبطبيعة العلاقة التشاركية بينهم وبين السلطات المحلية.

الحدائق تزيل الضغط
وبغية تأمين المناخ المناسب لإنجاح الحملة، بدأ عمل الجمعية على رفع الوعي لدى المواطنين بأهمية إعادة تأهيل الحديقة العامة وأثرها الإيجابي عليهم صحياً واقتصادياً كما تسعى إلى تنسيق الجهود بين المواطنين والسلطات المحلية وإطلاق حملات ضغط على أصحاب القرار لكي تسفر هذه الجهود المتضافرة عن ولادة حديقة عامة تعكس الهوية الحضارية لمدينة صور وتستجيب لحاجة أبنائها.
ووفق رئيس جمعية «نحن»، محمد أيوب أن «المجالات العامة توفّر البيئة الصحية اللازمة للمواطنين وتتيح لهم التنفس وتخفف من ضجيج المدن ومن كبتها وتجعلها أقل عنفاً. فاللون الأخضر يجعل الناس مسالمين وغيابه يحوّلهم إلى عدائيين. الحدائق تزيل الضغط وتزيد من جمالية المدينة وتجعلها قبلة سياحية. وهذا لمصلحة كل أبناء صور». يطرح أيوب ما وصل اليه الحال في مدينة بيروت التي اعتبرتها منظمة الصحة العالمية مدينة غير صالحة للسكن بسبب افتقارها إلى المساحات الخضراء.
في استقصاءات الجمعية، أشتكى أهالي صور من غياب المساحات التي تسمح لأطفالهم باللعب وهنا يؤكد أيوب أن «أطفال الجنوب، بشكل عام، يحتاجون إلى اللعب للتنفيس عن الحقن والكبت الناتجين عن الحروب التي عاشوها».
حول مستقبل الحملة، يؤكد أيوب أن الجمعية تواصلت مع بلدية صور وطرحت عليها المشروع وأن الأخيرة أبدت تجاوباً. الخطوة الثانية ستكون الانتقال إلى وضع خطوات عملية لتحويل الفكرة إلى واقع وسيتم ذلك بالتواصل مع المسؤولين ومع الجهات الفاعلة في المدينة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق