رئيسي

الناطق باسم الخارجية الأميركية: لا خطة سرية مع السعودية لتسليح المعارضة

نحن نحتاج إلى روسيا لممارسة الضغوط على نظام الأسد

رفض جوشوا بيكر، المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية، الانتقادات الموجهة لبلاده، والتي تشكك في فعالية دعمها للمعارضة السورية بالوقت الذي تزود فيه موسكو نظام الرئيس بشار الأسد بالطائرات، مضيفاً أن الانتخابات الرئاسية المقررة «غير شرعية»، كما نفى وجود معلومات مؤكدة لديه حول الصواريخ المضادة للدروع لدى المعارضة، غير أنه نفى وجود اتفاقات سرية مع السعودية لتسليح المعارضة.

قال بيكر الذي يشغل أيضاً منصب مدير مكتب التواصل الإعلامي للقنصلية الأميركية في دبي، في حديث لشبكة «سي ان ان»، إن الولايات المتحدة تعتبر زيارة رئيس الإئتلاف الوطني السوري المعارض احمد الجربا «مهمة جداً وتاريخية» خصوصاً وأنها «الأولى من نوعها للائتلاف» مؤكداً أن لقاءات الجربا ستشمل وزارات الخارجية والدفاع والخزينة وكذلك الكونغرس، في أعقاب إعطاء مكاتب الائتلاف الصفة الجديدة وهي صفة البعثة الدبلوماسية.
ورفض بيكر الانتقادات التي تتهم الغرب بالتأخر في مساعدة المعارضة السورية والاكتفاء بالاعتراف بالائتلاف بالتزامن مع إعلان روسيا تسليم الأسد طائرات من طراز «ياك 130» قائلاً: «الأزمة السورية معقدة جداً ولا يمكن للولايات المتحدة أن تفعل كل ما تريده وعلى كل الصعد بل تركز على إنهاء الأزمة وإنهاء معاناة الشعب السوري».
وأضاف
: «لا يمكننا أن نقول بأن المساعدات أتت متأخرة لأن الولايات المتحدة لم تكن الطرف الذي بدأ هذه الأزمة، العالم يدرك أن الأسد هو المسؤول عما يحدث داخل سوريا فهو يقمع الشعب السوري ويتسبب بالمعاناة. أما في ما يتعلق بالطائرات الروسية فالولايات المتحدة لا يمكنها أن تعلق على هذا ولكنها تمارس الضغوط مع حلفائها في أوروبا وتواصل الحوار مع روسيا. ما تفعله الحكومة الروسية حتى الآن غير مجد للسوريين والحل الوحيد يكون عبر المفاوضات».
 

الأسد فقد شرعيته وأي انتخابات يشارك فيها غير شرعية

 

أميركا لم تبدل موقفها من داعش والنصرة
 

ولفت بيكر إلى أن الأحداث في أوكرانيا لن تؤثر على التعامل مع روسيا في سوريا قائلاً: «نتعامل مع روسيا في مجالات كثيرة، أوكرانيا ومفاوضات الملف النووي الإيراني، وسوريا وعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولذلك نقول إنه حتى الآن يمكننا أن نعمل مع الروس، ولكنهم يؤيدون القتل والقتال داخل سوريا، ونحن لا نعتقد أن هذا أمر مجد بل يجب العودة إلى المفاوضات. نحن نحتاج إلى روسيا لممارسة الضغوط على نظام الأسد».
وعن الموقف القانوني لنظام الرئيس بشار الأسد بعد انتخابات الرئاسة التي رفضت واشنطن مسبقاً الاعتراف بشرعيتها قال بيكر: «نحن لا نعتقد أن هذه الانتخابات حقيقية، لا يمكن إجراء انتخابات حرة ونزيهة بينما نصف البلد غير مستعد لها. نحن ندعو روسيا والمجتمع الدولي إلى ممارسة الضغوط على نظام الأسد لإقناعه أنه قبل أي انتخابات لا بد من توحيد البلد والقيام بالإصلاحات وتطبيق إطار جنيف إذ كيف يمكن إجراء انتخابات بينما غالبية السوريين يعانون من الجوع والعنف؟».
وتابع الناطق باسم الخارجية الأميركية بالقول: «هذا أمر غير منطقي، والولايات المتحدة لا تعترف بهذه الانتخابات ولا بنتائجها… أميركا تعتبر أن الأسد فقد شرعيته وأي انتخابات يشارك فيها غير شرعية».
وحول حقيقة ما يتردد عن تسلم الجيش الحر والمعارضة السورية صواريخ مضادة للدروع من نوع «تاو» أميركية الصنع وما إذا كانت الإدارة الأميركية على علم بذلك قال بيكر: «نحن نعرف أن هناك الكثير من الشائعات وهناك معلومات حول تسليم هذا النوع من الصواريخ ولكن موقف الولايات المتحدة تجاه التسليح للمعارضة في سوريا واضح منذ البداية، نحن نعتقد أن الطريق الوحيد لحل الأزمة هو عبر طاولة المفاوضات، هناك الكثير من الأسلحة داخل سوريا ونحن لا نعتقد أن تسليم المزيد من الأسلحة سيساهم بحل الأزمة».

وأردف بالقول: «نحن ندرك أن هناك أفكاراً أخرى ومطالبات لأميركا بتسليح المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات وصواريخ تاو ولكن أميركا لا تعتقد أن هذا سيسهل حل المشكلة والأزمة داخل سوريا».
وشدد بيكر على أن الزيارة التي قام بها الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى السعودية مؤخراً كانت «مهمة جداً» وركز فيها الرئيس أوباما على أهمية العلاقات الثنائية «موضحاً أن الحوار حول سوريا كان على المستوى العام ولم يكن هناك أي خطة سرية بين أميركا والسعودية لتسليح المعارضة».

بشار الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه وليس ضد إسرائيل


وحول إمكانية وجود تمييز لدى المعارضة السورية بين «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» نظراً لتباين مواقف زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، والمعارضة السورية منهما قال بيكر: «الوضع معقد جداً، ولكن أميركا وضعت النصرة وداعش على قوائم الإرهاب، ونحن نعرف أن الشعب السوري لا يريد التطرف ولذلك الولايات المتحدة تركز على تقديم المساعدات غير الفتاكة عبر الجيش السوري الحر وائتلاف المعارضة السورية».
وحول ما إذا كانت تلك التنظيمات قادرة على تهديد الأمن الأميركي أجاب: «أعتقد أن هذا القلق موجود دائماً وليس فقط في الولايات المتحدة، نحن نعرف أن مشكلة التطرف مشكلة عالمية وليست محددة فقط في سوريا، والتقرير كان يتحدث بشكل عام عن أن الأسلحة التي تسقط في أيد خطيرة قد تهدد الولايات المتحدة».
ونفى بيكر انتقاد البعض للإدارة الأميركية بالإفراط في التركيز على تدمير السلاح الكيميائي السوري من أجل حماية الأمن الإسرائيلي قائلاً: «أعتقد أن الإجابة واضحة، ليس هناك أي رابط بين موقف الولايات المتحدة في سوريا وما يحدث على الأرض بين سوريا وإسرائيل. من يعتقد أن العلاقة موجودة هو مخطىء لأن الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه وليس ضد إسرائيل».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق