تحقيق

الـ «بيضا… رملتنا» في انتظارنا!

«الصيف على الأبواب، وبحرنا في انتظارنا. كل شواطئنا في بيروت خصصت. رملة البيضا الأمل المتبقي. تعالوا لنحيي المدينة ولنعد اليها نبضها. انضموا الينا في نزهة على الشاطىء لنستعيده ملكاً عاماً آمناً ونظيفاً».
بهذه الدعوة الحارة، وتحت عنوان «بيضا… رملتنا»، تطلق جمعية «نحن» أول نشاطاتها الميدانية لهذا العام يوم غد السبت 26
نيسان (ابريل) 2014 على شاطىء الرملة البيضاء في بيروت. داعية جميع المواطنين الى المشاركة في النزهة التي ستقيمها على شاطىء الرملة البيضاء تحت شعار استعادة وتفعيل المساحات العامة، في حملة هدفها مناهضة التلوث البيئي وخصخصة الشاطىء، والمطالبة بالاستقرار الامني، وتفعيل الشاطىء البيروتي…

دعوة «نحن» الى نزهة على شاطىء الرملة البيضاء موجهة لجميع المواطنين: صغاراً وكباراً. ولن يقتصر الامر على نزهة على شط البحر، بل سيتخللها ايضاً فقرات رياضية ترفيهية. كما تؤمن الجمعية حصيرة ومظلات مع طيارات من ورق فضلاً عن عروض لمهرجين. لذا يأمل أعضاء الجمعية من الأهالي إحضار أولادهم مع طعامهم وألعابهم وآلاتهم الموسيقية  لمشاركة اجواء البهجة مع الجميع.
ما الهدف من هذا النهار الترفيهي؟
يجيب المسؤولون في جمعية «نحن»: «يهدف هذا النشاط الى اعادة الحياة لشاطىء الرملة البيضاء، أي الشاطىء العام المتبقي من مدينة بيروت».
وكانت الجمعية قد أطلقت نشاطاتها مسبقاً في عيدها الخامس موضحة الأهداف والأسباب وراء كل نشاط. فحملة «بيضا… رملتنا» تباشر نشاطاتها السبت المقبل لمناهضة التلوث البيئي على شاطىء البحر، مطالبة بالاستقرار الامني، ومذكرة بخطر التخصيص لتفعيل الشاطىء البحري في بيروت.
لماذا بيضا… رملتنا؟!
البيضة رمز الحياة، وهدف الحملة إعادة الحياة، أي الإنسان، الى الرملة البيضاء. «رملتنا ملكنا، ومن حقنا الإستفادة منها» يقول منظمو الحملة. تهدف حملة «بيضا… رملتنا» إلى جعل شاطىء الرملة البيضاء في بيروت مساحة صالحة للإستعمال تستقطب الإنسان، كل إنسان.
ويتم تحقيق ذلك عبر:
– تأمين نظافة الشاطىء: من خلال معالجة التلوث.
– تأمين حق الإرتياد إلى الشاطىء: من خلال تطبيق قانون الاستملاك للمصلحة العامة.
– تأمين المحيط المناسب للشاطىء: من خلال إقرار تصميم مدني متكامل.

الرملة البيضاء…  القضية
-الرملة البيضاء، التي تشكل أقل من 10٪ من طول الساحل البيروتي، هي الشاطىء «العام» الوحيد المتبقي في «شبه جزيرة» بيروت. إلا أنها غير آمنة، ملوثة، وبات جزء مهم منها ملكاً خاصاً.
– التلوث:
– بحسب دراسة قام بها منظمو حملة «بيضا… رملتنا» يتبين ان مشكلة التلوث هي أول سبب يذكره الناس لدى طرح قضية الرملة البيضاء.
– نسبة البكتريا في مياه الرملة البيضاء هي 55000/100 م.ل، أما النسبة الصحية فلا تتعدى الـ 100/100 م.ل. (تقرير الـ UNDP عام 2010).
– حالياً هناك 3 أنابيب مجارير تصب في شاطىء الرملة البيضاء، وانبوبان لتصريف مياه الشتاء التي تحمل معها زيوت محطات الوقود.
– الملكية الخاصة:
– تدل الإفادات العقارية على أن من أصل حوالي 50000 م.م، أكثر من 80% من الشاطىء ملك خاص لشركات أو أفراد.
– الغياب الكامل للتصميم: هناك نقص في التصميم المدني والصيانة للشاطىء والمنطقة المحيطة به على معظم الأصعدة. وبحسب دراسة مدنية قام بها منظمو الحملة تبين ما يأتي:
– لا سبيل للوصول إلى الشاطىء من قبل المارة.
– الشاطىء ليس مجهزاً بالخدمات اللازمة.
– الشاطىء لا يخضع للمراقبة الكافية.
– الإضاءة غير متوفرة للشاطىء ومحيطه…  
لماذا تركيز الحملة على شاطىء الرملة البيضاء؟
تبغي جمعية «نحن» من خلال حملتها تحقيق ما يأتي:
– إعادة تفعيل الرملة البيضاء، ما يمكّن المواطن الفرد من الإستفادة من الشاطىء. وهو يشكل مساحة لتلاقي اللبنانيين وغير اللبنانيين بجميع فئاتهم.
– تأمين النظافة للشاطىء، فـ «النظافة من الإيمان، وهي شرط مبدئي لعدم نفور الناس».
– إعادة الشاطىء كملك عام يسمح للجميع بارتياده ويعيد الحق لأصحابه، أي الشعب اللبناني، وهذا من صلاحيات ومسؤوليات البلدية كما ينص القانون.
– التصميم المدني يسهل وصول الناس الى الشاطىء ويجعله متألقاً يستقطب الزوار.
من هنا تدعو «نحن» الى دعم مطالب حملة «رملتنا… بيضا» من خلال:
– المشاركة الفعالة في النشاطات التي سوف يتم الاعلان عنها عبر الإعلام وعبر موقع الجمعية على فايسبوك.

نحن…
ويذكر ان جمعية «نحن» تأسست منذ خمس سنوات وهي منظمة لبنانية  شبابية غير حكومية، تعمل من أجل تأمين مساحات مشتركة للشباب ذوي الخلفيات المختلفة للإلتقاء، التعبير عن أنفسهم و الضغط من أجل حقوقهم.
هدف «نحن» تفعيل المساحات العامة في كل لبنان. وهي اجتماعية تراعي الظروف البيئية. ولاجل تحقيق هذه الأهداف تعمل جمعية «نحن» على تنمية الأماكن العامة وخصوصاً الخضراء منها. وفي 2011، قادت حملة «ليش حرش بيروت مسكر؟» لإعادة فتح وتأهيل حرش بيروت ونالت قرار بلدية بيروت بفتحه خلال سنة 2014. وحالياً تنظّم الجمعية ثلاث حملات مطلبيّة في ثلاث مناطق لبنانية هي: حملة شاطىء رملة البيضا، حملة حديقة صور العامة وحملة قلعة بعلبك.
فالى الموعد غداً في نزهة على شاطىء الرملة البيضاء…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق