رئيسي

اليمن: «القاعدة» يتخطى وثيقة الحوار، ويغزو معسكراً للجيش ومركزاً للامن

خلافاً لعمليات الترويج الرسمي التي تتحدث عن صفحة جديدة بدأت، واخرى طويت، بدا واضحاً ان تنظيم القاعدة الذي ينشط في محافظات الجنوب اليمني قد تخطى تلك الوثيقة، وواصل تنفيذ عملياته التي يصنفها المتابعون ضمن اطارين، الاول ثأري، انتقاماً ممن ساهموا في تحطيم حلم «الامارة»، والثاني، تكتيكياً ويتعلق بتوجيه رسائل مفادها انه يمتلك من عناصر القوة والتنظيم ما يؤهله للقيام بمهمات اكثر جراة ودخولاً في تفاصيل المشهد اليمني العام.

في هذا السياق، تبنى التنظيم الذي يوسع دائرة اختصاصه لتشمل جزيرة العرب الهجوم الذي استهدف الاربعاء الفائت مقراً للجيش في عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، مؤكداً انه استهدف مقر قيادة يمني – اميركي مشترك للضربات التي تنفذها الطائرات من دون طيار في البلاد.
واكد بيان للتنظيم نشر على الانترنت ان استهداف مقر قيادة المنطقة العسكرية الرابعة في عدن يأتة «استمراراً لعمليات التنظيم الرامية لصد «عدوان أميركا وحليفها نظام صنعاء» والمتمثل في الهجمات «الوحشية» للطائرات الأميركية المسيرة».
واوضح التنظيم ان الهجوم نفذته مجموعتان: الاولى استهدفت المدخل الرئيسي للمقر بما في ذلك عبر تفجير سيارة يقودها انتحاري، والثانية تسللت الى المقر من مدخل آخر. وذكر التنظيم ان الهجوم اسفر عن مقتل «قرابة خمسين عسكرياً». الا ان مسؤولا عسكرياً اكد ان الهجوم اسفر عن عشرين قتيلاً بينهم عشرة مهاجمين وستة جنود وثلاثة مدنيين بينهم طفل في السابعة من عمره. وسبق للتنظيم ان اكد انه كان يريد تدمير غرفة قيادة للطائرات الاميركية من دون طيار عندما هاجم مقر وزارة الدفاع في كانون الاول (ديسمبر) 2013، ما اسفر حينها عن 52 قتيلاً.
وكان بيان رسمي قد اعلن ان تنظيم القاعدة نفذ هجوماً استهدف مقراً للجيش في مدينة عدن، كبرى مدن الجنوب، ما اسفر عن مقتل 11 شخصاً بينهم ستة عسكريين ومدنيان، وذلك بالرغم من التدابير الامنية المشددة.

بيان عسكري
واعلن مصدر عسكري ان عناصر ينتمون الى تنظيم القاعدة شنوا الاربعاء هجوماً بقاذفات الصواريخ وبسيارة مفخخة على مقر قيادة الجيش اليمني في عدن. وتمكن المهاجمون من التسلل الى المبنى بعد ان شنوا هجوماً مباغتاً بالقذائف الصاروخية وفجروا سيارة مفخخة ما ادى الى ضعضعة حراسة المقر.
وقال المصدر العسكري ان المهاجمين استهدفوا مقر المنطقة العسكرية الرابعة المتمركزة في حي التواهي في عدن، وتمكن بعضهم من التسلل الى داخله بعد قصفه بقذائف مضادة للدروع. كما قاموا بتفجير سيارة مفخخة عند مدخل المبنى.
واضاف المصدر ان احد عشر شخصاً قتلوا في الهجوم. وهي ليست المرة الاولى التي تستخدم فيها القاعدة هذه الطريقة في الهجوم. وقال المصدر العسكري ان الهجوم اسفر عن «مقتل ستة عسكريين وثلاثة مهاجمين واثنين من المارة المدنيين خلال تبادل اطلاق النار» الذي اعقب الهجوم، مشيراً الى ان اطلاق النار كان مستمراً حتى بعد ثلاث ساعات من بدء الهجوم.
وارسلت تعزيزات عسكرية الى حي التواهي الذي اغلقت كل منافذه. ولم تتوافر معلومات عن عدد المهاجمين.
ويقع المبنى الذي تمت مهاجمته في منطقة تفرض فيها السلطات تدابير امنية مشددة اذ انها تحتضن مقار هامة للامن السياسي وللمخابرات وللقوات البحرية، اضافة الى مقر تابع لرئاسة الجمهورية.

اعتقال عناصر ارهابية
في سياق مواز، قتل شرطيان وعضوان مفترضان في تنظيم القاعدة في اشتباك وقع على اثر توقيف اربعة عناصر من التنظيم المتطرف في غرب اليمن، كما افادت وزارة الداخلية.
وفي بيان على موقعها الالكتروني، اوضحت الوزارة ان «الاجهزة الامنية تمكنت من ضبط 4 من عناصر تنظيم القاعدة في نقطة جبل رأس محافظة الحديدة في الساعات الأولى من فجر اليوم». واوضحت «وعلى إثر ذلك وبعد ساعتين من عملية الضبط هاجمت عناصر من تنظيم القاعدة بسيارتين أحداهما مفخخة في محاوله للافراج عن العناصر الارهابية المضبوطة. وتم تبادل اطلاق النار مع المهاجمين حيث تم التصدي لهم من قبل أفراد النقطة الامنية مما أدى إلى استشهاد فردين من رجال الامن واصابة ضابط وفرد اخر».
واضاف البيان ان الهجوم اسفر ايضاً عن «مقتل عنصرين من أفراد القاعدة وإصابة ثالث من المهاجمين». وأوضح المصدر ان «العناصر الارهابية لاذوا بالفرار إلى جبال وصاب مخلفين وراءهم سيارة مفخخة بالمتفجرات يجري حالياً التعامل معها من قبل المتخصصين بتفكيك العبوات والمتفجرات» مؤكداً «استمرار ملاحقة العناصر الارهابية في جبال وصاب لضبطهم وتقديمهم للعدالة».
وناشد المصدر «المواطنين للإبلاغ عن أي عناصر مشبوهة في المنطقة أو أي مظاهر إخلالات أمنية تكدر السكينه العامة والامن العام».

ا. ح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق