سياسة عربية

«داعش» تدشن سيطرتها على الفلوجة بتاسيس محاكم شرعية وسجن مركزي

وسط انشغال النخبة السياسية في العراق بالانتخابات التشريعية، يتوقف المتابعون عند سلسلة من الضربات التي تلقتها السلطة المركزية في مجال مواجهتها مع التنظيمات المتطرفة في محافظة الانبار.

الجدل يتركز هذه الايام حول ما اذا كان من الممكن اجراء الانتخابات التشريعية في موعدها آخر شهر نيسان (ابرايل) الجاري. السبب في ذلك يتجاوز الاوضاع في البلاد بشكل عام، الى اوضاع الفلوجة تحديداً ومحافظة الانبار عموماً. حيث اعلن تنظيم داعش عن تاسيس امارة اسلامية فيها.
ويتوقف المتابعون عند ما يعتقدون انه ضربات من شأنها ان تهدد بتاجيل الانتخابات.
ففي الوقت الذي قدم فيه أعضاء مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات استقالاتهم يوم الثلاثاء، أحكم تنظيم داعش سيطرته على مدينة الفلوجة ومناطق أخرى في محافظة الأنبار المشتعلة، من خلال فتح أبواب محاكم شرعية، تابعة للتنظيم في مناطق عدة من المدينة، في تحدٍّ واضح لهيبة السلطة الحكومية، بعدما فشلت محاولات الجيش العراقي في اقتحامها.
فقد وزع التنظيم منشورات تدعو أهالي المدينة إلى تقديم الشكاوى للمحكمة، وحدد أوقاتًا محددة لاستقبالها، فضلًا عن إمكانية تنقل القضاة فيها من منطقة إلى أخرى. وبالتزامن، اكمل التنظيم إنجاز سجن كبير في الحي الصناعي لاحتجاز المحكومين من قبل المحكمة الشرعية.

ارتباط سياسي
في تلك الاثناء، يدور جدل عميق حول ما يجري في محافظة الانبار وانعكاساته على العملية الانتخابية، حيث يرى عدد من السياسيين أن حسم ملف محافظة الأنبار أمنياً يخضع لمزايدات سياسية، لها علاقة وطيدة بالعملية الانتخابية. فالنواب عن التحالف الكردستاني يرون أن عدم حسم الأمر في محافظة الأنبار مرتبط بالوضع السياسي والانتخابات المقبلة، وتبعا لذلك هناك ترجيحات بان يتحسن الوضع في الأنبار بعد إجراء الانتخابات النيابية المقبلة، خصوصاً وان البرلمان والكتل السياسية تفتقر لأية معلومات بشأن ما يجري في الأنبار لعدم شفافية الحكومة في هذا الشأن مع ان العمليات العسكرية في الأنبار تجري منذ ثلاثة أشهر وسط تعتيم تام.
ويتخوف مرشحو محافظة الأنبار من خسارتهم أصوات مناصريهم في المحافظة، ويرجّحون تأجيل الانتخابات في كل البلاد حتى حسم ملف المحافظة أو تأجيلها، بعد ان أكد مجلسها استحالة إجراء الانتخابات في 40% من مناطقها بسبب سيطرة المسلحين عليها.
من جانب آخر، ترددت تحذيرات من قياديين في تكتلات انتخابية من تأجيل الانتخابات في ظل استقالة مجلس المفوضين، محملاً رئاسة مجلس النواب مسؤولية الضغط على أعضاء المجلس. وقدم اعضاء مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات، الثلاثاء، استقالاتهم بشكل جماعي إلى رئيس مجلس المفوضين احتجاجاً على الضغوط التي يتعرّضون لها من قبل مجلس النواب.
الى ذلك، بدأت بعض القوائم والمرشحين حملة الانتخابات البرلمانية قبل اسبوع من موعدها المقرّر «الاول من نيسان (ابريل) وحتى الثامن والعشرين منه»، على أمل الفوز بأكبر عدد من اصوات الناخبين رغم معرفتها بان الخطوة تشكل خرقاً للقانون.
وانتشرت في العديد من شوارع بغداد الرئيسية ومدن أخرى بينها النجف والعمارة والبصرة وغيرها، ملصقات ولافتات تدعم كيانات سياسية ومرشحين بطرق مختلفة.
ووضع بعض المرشحين لافتات في شوارع رئيسية تتحدث عن دعم العشيرة لابنها في خدمة البلاد ومحاربة الارهاب، في اطار الحملة الانتخابية.

الفلوجة – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق