رئيسي

بان كي مون يفكر باحياء «جنيف – 2»، والمعارضة تتمسك بوعود التسليح الاميركية

وسط قناعة عامة بان «جنيف – 2» انتهى، وانه لا امل باحيائه من جديد، وتأكيدات اطراف العلاقة بفشل ذلك المؤتمر بجولتيه الاولى والثانية، احدثت تصريحات الامين العام للامم المتحدة بان كي مون «خضة» في الاوساط المتابعة عندما اكد انه بصدد البحث عن سبل لاحياء ذلك اللقاء.

كي مون الذي يواصل البحث مع المبعوث الاممي والعربي الاخضر الابراهيمي في سبل اعادة ترتيب لقاءات ضمن «جنيف – 2»، ولاحقاً «جنيف – 3»، اثار زوبعة لدى الطرفين المتقاطعين «المعارضة والنظام»، خصوصاً ان تصريحاته جددت ادانة النظام السوري، وحملته المسؤولية الكاملة عن النتيجة التي تم التوصل اليها.
كي مون – بحسب تحليلات تابعت تطورات الملف – يرى ان المجتمع الدولي لم يمارس من الضغوط ما يكفي على النظام السوري من اجل ارغامه على القبول بمعطيات المرحلة الانتقالية. لكنه يتوقف ايضاً عند محطة رئيسية تمثلت بالتصعيد الذي م
ارسته قوات النظام ضد المعارضة، والعنف الذي ادى الى زيادة في اعداد قتلى المواجهات، وما اسفرت عنه من نتائج على الارض.

اتهامات النظام
النظام السوري من جهته، اتهم الامم المتحدة بعدم الموضوعية في ذلك الموقف، فاتهمت وزارة الخارجية السورية الامين العام للامم المتحدة بـ «الابتعاد عن الموضوعية» في الموضوع السوري، وذلك بعد ساعات على انتقاد بان كي مون لاداء الوفد الحكومي في مفاوضات «جنيف – 2».
وفي بيان لها، قالت الوزارة انه «من المؤسف أن نسمع من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كلاماً يجافي الحقيقة ويبتعد عن الموضوعية حول الأوضاع الإنسانية في سوريا وأداء وفد الجمهورية العربية السورية في مؤتمر جنيف». واشارت الوزارة في بيانها الى انه «كان جديراً بالأمين العام أن يؤكد على السعي لمعالجة جذور المسألة السورية بتنفيذ قرارات مجلس الأمن في مواجهة الإرهاب الذي تتعرض له الجمهورية». وطالبت دمشق الامين العام للمنظمة الدولية بإلزام الدول الداعمة لما اسماه «المجموعات الإرهابية» بالتوقف عن دعمها وتسليحها وتمويلها وإيجاد الملاذ الآمن لها.
وفي السياق ذاته، اكد امين عام الامم المتحدة بان كي مون انه مصمم على مواصلة الجهود من اجل تحقيق السلام في سوريا في اطار مؤتمر «جنيف – 2».
وجدد كي مون تأكيداته على ان «الحل الوحيد لانهاء النزاع يتم من خلال التفاوض»، بالرغم من عدم احراز تقدم في المؤتمر الذي انتهت جلسته الاخيرة في 15 شباط (فبراير) الماضي في جنيف. واضاف: «اننا مصممون على اعادتهم الى طاولة المفاوضات هنا في جنيف في اقرب وقت ممكن» من دون تحديد موعد.
وافاد امين عام الامم المتحدة انه التقى مطولاً مبعوثه الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي في سويسرا مع مبعوثيه الخاصين. وتوقع بان ان يزور الابراهيمي نيويورك الاسبوع المقبل.
وانتقد بان غياب الالتزام البناء بالحوار من قبل الوفد الحكومي السوري وشجعه على العودة «بموقف بناء». كما دعا روسيا والولايات المتحدة الى «ممارسة نفوذهما»، موسكو تضغط على الحكومة وواشنطن على المعارضة، لاعادة الطرفين الى المفاوضات «بموقف صادق وبناء». وشدد الامين العام على ان اتفاق 30 حزيران (يونيو) 2012 المبرم في مؤتمر «جنيف – 1» ينص على تشكيل سلطة حكومية انتقالية تملك كامل الصلاحيات بالتراضي، وان هذه هي «الطريق التي ينبغي الاتفاق عليها».

 دعم المعارضة
وفي السياق ذاته، وبينما يرى محللون ان الموقف الاميركي بشكل خاص، والغربي عموماً قد تأثر بتطورات الملف ال
اوكراني، والموقف الروسي من هذا الملف، بدت الولايات المتحدة اكثر نشاطاً في مجال التواصل مع المعارضة. واكثر حرصاً في مجال البحث عن حلول من شأنها ان تدعم المعارضة وتمكنها من مواجهة هجمات النظام. لكن الحلول – بحسب تلك التحليلات – لم ترتق الى مستوى التدخل العسكري المباشر.
فالتقارير المتاحة تشير الى ان الإدارة الأميركية تبحث حالياً عن استراتيجيات حاسمة تجاه سوريا، في وقت التقى رئيس المعارضة أحمد الجربا في عمان مساعدة وزير الخارجية الأميركي. واجرى مباحثات مع مسؤولين اردنيين واميركيين، قبل ان ينتقل الى تركيا ويبحث مع مسؤولين اتراك تطورات الموقف وسبل دعم المعارضة.
وبحسب مصادر دبلوماسية، التقى الجربا مع مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الأدنى
آن باتريسون التي زارت الأردن قبل ايام والتقت رئيس الحكومة عبدالله النسور.
وتأتي زيارة الجربا للعاصمة الأردنية اثر اعلان الإدارة الأميركية عن خيارات بخصوص إيجاد حل للأزمة السورية، بعد تعثر المفاوضات الأخيرة في مؤتمر «جنيف – 2»، وإلقاء الإدارة الأميركية اللوم على النظام السوري بخصوص هذا التعثر.
وكانت مساعدة وزير الخارجية الأميركي قد استبقت اللقاء بتأكيدات لصحافيين التقتهم في السفارة الأميركية في عمان، يوم الأربعاء الفائت إنها تنوي الاجتماع بمسؤولين في المعارضة السورية خلال زيارتها للمملكة، دون تحديد موعد.
وتابعت أن السياسة الأميركية في حالة مراجعة مستمرة بالنسبة الى الأوضاع في سوريا وأطراف النزاع، وجددت التأكيد على ما جاء به الرئيس الأميركي باراك اوباما ووزير الخارجية جون كيري بدعم الاردن وحمايته من أية تهديدات محتملة.

استراتيجيات حاسمة
وفي السياق عينه، قالت تقارير ان الإدارة الأميركية تتدارس حالياً استراتيجيات حاسمة تجاه سوريا، وانها في صدد ما يسمى «الاقتراب أكثر لدعم العمل العسكري ضد الرئيس السوري بشار الأسد»، و«استعدادات مقاتلي المعارضة السورية، المتواجدين جنوب سوريا للقيام بهجوم واسع النطاق على دمشق، بمؤازرة مجموعات مقاتلة تدربت في الأردن».
وبالتزامن، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية: إن الرئيس الأميركي طلب من مستشاريه مراجعة الخيارات القديمة والجديدة، لتقوية المعارضة السورية وتخفيف الأزمة الإنسانية، ولكن الصحيفة المذكورة اعتبرت أن تزويد المعارضة بالمال، ووسائل التنقل والاستخبارات، لن يغير موازين القوى على الأغلب.
وفي ما بعد، قام الجربا بزيارة الى تركيا، واجرى مباحثات مع مسؤولين اتراك. تناولت سبل دعم المعارضة، وما يمكن ان يقدم من تسهيلات من اجل ادخال اسلحة ومعدات لوجستية من شأنها ان تدعم الموقف العسكري للمعارضة.

ا. ح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق