أبرز الأخبار

ورشة الاستحقاق الرئاسي انطلقت والرئيس «صنع في لبنان»

بعد الانتهاء من مخاض تشكيل حكومة تمام سلام الذي استغرق عشرة اشهر وعشرة ايام، يقول وزير في الحكومة الجديدة ان الملف الرئاسي فتح انطلاقاً من الحرص على اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري.

يعتبر الوزير ان تشكيل الحكومة قطع الطريق على احتمال حصول فراغ في سدة الرئاسة. وأكد على ضرورة انجاز الاستحقاق انطلاقاً من ان المجتمع الدولي حريص على الاستقرار في لبنان، لان الفراغ في سدة الرئاسة في هذا الظرف يفتح الباب على احتمالات كثيرة، ويطرح مصير لبنان الدولة والوطن على المحك، كما قال ديبلوماسي بارز يسعى لتقديم المساعدة لانجاز الاستحقاق. ويؤكد ديبلوماسي غربي ساهم في تذليل العقبات الاقليمية من طريق تشكيل الحكومة، ان ورشة الاستحقاق الرئاسي انطلقت. ويتوقع ديبلوماسي لبناني ان يكرر سفراءغربيون المبادرة التي قاموا بها لتأليف الحكومة، والجهود التي بذلوها لدى عواصم اقليمية نافذة سهلت التشكيل من دون ان يكون لتأليف الحكومة اي ربط بمؤتمر جنيف او غيره من الملفات، كما لن يكون للاستحقاق الرئاسي اي ربط بالملفات الخارجية. وقد نستفيد من اللحظة المتاحة لتمرير الاستحقاق كما حصل في التشكيل، يقول ديبلوماسي بارز.

خيار اللبنانيين
كيف سيتم انضاج الاستحقاق؟
في تقدير احد الديبلوماسيين اللبنانيين وهو على تواصل مستمر مع السفراء الاجانب بحكم مسؤولياته، ان مهمة اختيار المرشح تقع على عاتق اللبنانيين، مشيراً الى انها المرة الاولى وقبل اسابيع على بدء المهلة الدستورية للانتخاب لا اسماء مرشحين يتداولها الديبلوماسيون او حكوماتهم، خلافاً لما كان يحصل في الماضي، وفق ما اتضح حتى الان. لا بل ان الديبلوماسيين البارزين يسألون القوى السياسية عن المرشحين. لقد اعلن الرئيس سعد الحريري بعد اجتماع مع البطريرك الراعي في روما خصص للبحث في الاستحقاق الرئاسي «انه سيكون لقوى 14 اذار مرشحها». واعلن النائب سليمان فرنجيه في مقابلة تلفزيونية انه سيكون لقوى 8 اذار مرشحها، مؤيداً العماد ميشال عون لهذا المنصب. وتقول اوساط سياسية انه قبل اختيارالشخصية يجب معرفة مهمة ودور الرئيس العتيد و«البروفيل» ليتم على هذا الاساس اختيار الشخص الملائم، لان لكل دور اختصاصياً او خبيراً. ويحدد مسؤول غربي المواصفات المفترض توافرها في المرشح وهي ان يكون على قدر من الذكاء وان يتمتع بالكفاءة ويكون مؤهلاً للمنصب، وان يتمتع بدعم خصوصاً في الشارع المسيحي او ان يحظى بدعم قوى مسيحية وازنة. ويقول ديبلوماسي اوروبي: اننا نترك للبنانيين مهمة الاختيار ليتولوا المسؤولية ونحن نساعدهم، ولا نريد ان نحل محلهم او ان نفرض عليهم رئيساً قد لا تتوافر فيه هذه المعايير.
من هنا يقول سياسي لبناني ان احداً من الديبلوماسيين لا يسوق اسماً معيناً انما يكتفون بسؤال القيادات عن المرشح المقبول والمعقول، بمعنى ان يكون وفاقياً – توافقياً لا رئيس تحد بل يرضي اللبنانيين ويقبلون به بمعنى ان يكون رئيساً «صُنع في لبنان».
ما هو دور الرئيس المقبل هل هو امني ام اقتصادي ام سياسي؟
يقول سياسي مطلع انه وفق تحديد الدور يصار الى اختيار المرشح، لان لكل من هذه المهام اختصاصيين مؤهلين للقيام بالدور المطلوب منهم، بمعنى ان للرئيس مهمة ورسالة؟ ويعدد وزير سابق الاسماء التي يتم التداول فيها استناداً وهي: الامنية العماد ميشال عون وقائد الجيش العماد جان قهوجي والوزير مروان شربل، ولكل منهم ظروف اختياره التي تملي مقاربة الموضوع، والاقتصادية حاكم مصرف لبنان رياض سلامه ورئيس اتحاد المصارف العربية جوزف طربية، السياسية الوزير بطرس حرب والوزراء السابقون زياد بارود، جان عبيد، روبير غانم، فارس بويز، جهاد ازعور، روجيه ديب، دميانوس قطار. ان الاختيار بعد تحديد المهمة المشار اليها يعود الى كل من 8 و14 اذار. ويعرض سياسي مخضرم السيناريو الآتي: ترشيح 8 اذار عون يقابله  ترشيح الدكتور سمير جعجع من قبل 14 اذار، ولن ينال احدهما الاصوات المطلوبة من الدورة الاولى، عندها تبدأ الاتصالات للتوافق على مرشح وسطي يكون توافقياً  تقترحه القيادات المسلمة، وتسعى للحصول على تأييد كتل مسيحية وازنة عليه، حتى يتأهل لنيل الاكثرية النيابية. ان الاستحقاق وان كان مسيحياً الا ان التزكية الاسلامية لأي مرشح ضرورية لحصوله على تأييد الشارع، لان الاتفاق المسيحي على مرشح واحد مستبعد رغم محاولات بكركي المتكررة في هذا المجال.

لقاء عون – الحريري
ويقول ديبلوماسي مخضرم ان للرئيس ميشال سليمان كلمة وازنة في الاستحقاق. ويتخوف البعض من ان يؤدي تشبث بعض القوى السياسية في الشارع المسيحي الى تعطيل الاستحقاق اذا ما تمسك هذا البعض بمرشحه، مع علمه بأنه لن يتمكن من الوصول ونيل العدد الكافي من اصوات النواب. ويأتي اجتماع عون بالرئيس الحريري في باريس في سياق  التحضير للاستحقاق. لقد ترك الاجتماع مضاعفات داخل 14 اذار بعدما حاول المحيطون بالحريري التكتم بشأنه. وتؤكد مصادر في تيار المستقبل ان البحث بين الحريري وعون لم يتطرق الى موضوع الرئاسة بل اقتصر على الموضوع الحكومي. وتشير هذه المصادر الى ان التيار الحر وضع في مؤتمره السنوي خريطة طريق تقضي بالانفتاح والتواصل مع القوى السياسية. واتخذ الحزب مسافة من الاطراف السياسيين من خلال مواقفه، خصوصاً خلال تشكيل الحكومة ومناقشات البيان الوزاري. ويحاول التيار ان يتمايز عن حلفائه ويكون على مسافة واحدة من الجميع، وهذا ما عكسته مواقفه. ويكشف قيادي في المستقبل ان التواصل بين عون والمستقبل مستمر عبر نادر الحريري مدير مكتب الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل، الا ان لا افق للبحث بعدما حدد الحريري سقف التواصل، تاركاً الاتفاق في موضوع الرئاسة الى حلفائه في 14 اذار الذين قد يجتمعون قريباً وقبل الاحتفال السنوي في 14 اذار للبحث فيه والاتفاق على مرشح هذه القوى.

بورصة مرتفعة
يقول وزير سابق ان بورصة المرشحين مرتفعة الا انه بعد بدء الحراك الجدي لمقاربة الموضوع وانتاج الاستحقاق قد تتقلص لائحة المسترئسين وتنحصر بعدد محدود، مع ابقاء امكان التمديد للرئيس سليمان مطروحاً، بعدما تبين ان هناك توجهاً الى الاتيان برئيس توافقي والدعوة للالتفاف حول الشرعية والمؤسسات لمواجهة المخطط الارهابي الذي بدأ يضرب لبنان والاستقرار. ويستبعد احد المراقبين وصول مرشح لاي من الاطراف السياسية المتخاصمة، بل مرشح توافقي، تماماً كما حصل عام 2008 عندما تم الاتفاق على الاتيان بقائد الجيش العماد ميشال سليمان. ولكن السؤال المطروح الان هو: هل ان المرحلة هي لرئيس امني ام لرئيس يولي الشأن السياسي – الاقتصادي الاهتمام مع دخول لبنان نادي الدول النفطية بعد بدء التنقيب عن الغاز والنفط في البحر وعلى اليابسة؟ ان الاجابة على هذه الاسئلة تتبلور مع التطورات على الصعيد السوري بعد ان تتوضح معالم المرحلة المقبلة في سوريا وما اذا كان الرئيس بشار الاسد سيترشح لولاية جديدة ام لا، لان الساحة اللبنانية قد تتناغم مع التطورات في سوريا والانتخابات ستكون على وقع ما قد يتم في سوريا نظراً لوجود اطراف لبنانيين ملتزمين بالسياسة السورية ويدعمون الاسد والنظام من خلال مشاركة مقاتليهم في الحرب في سوريا.

فيليب ابي عقل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق