الأسبوع الثقافيرئيسي

تدشين النسخة العربية من كتاب «رحلة عُمان المعمارية» لمحمد بن الزبير

إحتضنت قاعة مسقط بديوان عام وزارة التعليم العالي في سلطنة عمان مساء أمس، حفل تدشين كتاب ومعرض «رحلة عمان المعمارية» لمحمد بن الزبير مستشار السلطان قابوس لشؤون التخطيط الإقتصادي، وذلك تحت رعاية الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي، بحضور عدد من الرسميين، ولفيف من المهتمين من فنانين وأكاديميين.


إنطلق حفل التدشين بكلمة الوزارة، قدمها قصي حسن بن مكي مستشار الدكتورة وزيرة التعليم العالي قال فيها: يعتبر محمد بن الزبير أحد أبرز رواد الحركة الفنية والمهتمين بالثقافة والفنون في السلطنة، وله العديد من الأعمال التي عرضت على نطاق واسع، وأقام العديد من المعارض، إضافةً إلى ظهور أعماله في العديد من الإصدارات في جميع أنحاء العالم. وها نحن اليوم نحتفل بتدشين كتابه الجديد «رحلة عمان المعمارية» الذي سيأخذنا إلى رحلة مصورة عبر الزمن، ابتداءً من مباني القبور التي كانت تبنى على شكل خلية نحل على قمم الجبال قبل الميلاد، إلى الأبنية الحديثة ذات الفنون المعمارية المتطورة التي تعكس التراث التقليدي المعماري الذي تكوّن عبر آلاف السنين.

حدث مهم
بعد ذلك قدم فهد بن محمود الحسني مدير المعارض في بيت الزبير، كلمة مؤسسة بيت الزبير توجه من خلالها بالشكر لوزارة التعليم العالي على إحتضان حفل تدشين الكتاب.
ثم قدم مقتطفاً من الكلمة التي قدم بها السيد هيثم بن طارق آل سعيد، وزير التراث والثقافة كتاب «رحلة عمان المعمارية» إذ قال: «يمثل صدور كتاب رحلة عمان المعمارية حدثاً مهماً في مجال توثيق التراث والثقافة في السلطنة، وهو يرصد مراحل تطور العمارة العمانية عبر آلاف السنين، منذ بداياتها الموغلة في القدم، وحتى تجلياتها المعاصرة. لقد كانت فكرة صائبة، أن جاء العمل في هذا الكتاب من منطلق أن العمارة تحمل في طياتها تاريخاً وثقافة أتاحا للكتاب سبر غور جوانب ثقافية وتاريخية غاية في الأهمية لهذا الوطن.
كما أحسن مقدم الكتاب عندما قدم العمارة العمانية، بإعتبارها داخلة في نطاق التراث الإنساني العالمي، ليس فقط من خلال إبرازه لإدراج بعض المواقع العمانية، ضمن مواقع اليونسكو للتراث العالمي، ولكن أيضاً من خلال إظهار الكتاب للمعاني العالمية المتضمنة مآثر كثيرة من أشكال العمارة، خصوصاً القلاع والحصون التاريخية العمانية وكذلك إبراز الأهمية العالمية لمباني عصر النهضة، مثل جامع السلطان قابوس الأكبر، ودار الأوبرا السلطانية مسقط».
كما قال مؤلف الكتاب: «آمل ومعي كل الذين ساهموا بشكل أو بآخر في هذا العمل أن يكون هذا الكتاب إضافة مهمة الى المكتبة العمانية، الآخذة في النمو بإستمرار، ومرجعاً يفيد الأجيال القادمة في معرفة الرحلة التي قطعها الفن المعماري العماني عبر العصور. وسيكون مرجعاً ودافعاً للبحث في هذا التراث الغني من قبل المهتمين بهذا الجانب، من مهندسين وطلبة وباحثين».

رحلة عبر أجزاء الكتاب
بعد ذلك قام المهندس زياد بن محمد بن الزبير بجولة في ثنايا الكتاب، مستعرضاً أجزاءه الخمسة، بدءاً بالمقدمة التي تلخص قيمة محتواه التاريخي والحضاري، وجمعه بين التراث والمعاصرة وهو جوهر الكتاب كما وصفه زياد بن محمد بن الزبير، مشيراً إلى أن التقاليد المعمارية مرتكز للعمارة المعاصرة، وأن الكتاب رحلة مصورة عن فن العمارة في عمان. كما قال زياد إن شرح الصور المصاحب يحمل جهداً واضحاً وعناية فائقة من قبل مؤلف الكتاب، مؤكداً على تكامل الصور مع الشرح، وأن الكتاب ذو صبغة تعريفية تنويرية.
يبدأ الكتاب بفن العمارة التقليدية العمانية منذ مراحلها الأولى حيث كان الإنسان العماني يستثمر ما يحصل عليه من ثروة على متن السفن التجارية في إنشاء مبان وقلاع وحصون. ثم الجزء الثاني الذي يتناول الفن المعماري الدفاعي. وأشار زياد بن محمد بن الزبير إلى أن الفن المعماري الدفاعي كان مصدر إلهام للفن المعماري المعاصر، مبيناً أن الكتاب خص جزءاً كبيراً منه ليظهر هذا الفن وتأثيره في المجتمع. أما الجزء الثالث فتناول الفن المعماري السكني من التقليدية الى الحداثة والتحدي الذي واجهه مؤلف الكتاب في تصوير المباني السكنية التي تحمل طابعاً تقليدياً. أما الجزء الرابع فتناول فيه المؤلف فن العمارة الدينية والمتمثل في المساجد التي جمعت بين الطابع الإسلامي العريق والطابع الحديث، مبيناً خصوصية كل مسجد. وتناول الجزء الخامس الفن المعماري المعاصر منذ بدايات ظهوره في السلطنة وتطوره. ومن المباني التي تضمنها الكتاب: حصن الشموخ وجامع السلطان قابوس الأكبر ودار الأوبرا السلطانية.
وفي ختام الحفل قام محمد بن الزبير بتقديم هدية تذكارية لراعية الحفل، ثم تجول الجميع في جنبات المعرض المصاحب الذي تضمن مجموعة من الصور التي احتواها الكتاب.
والجدير بالذكر أن كتاب «رحلة عمان المعمارية» يقع في 477 صفحة من القطع الكبير، ويتضمن حوالي ثمانمائة صورة ملونة مطبوعة. ويصدر باللغتين العربية والإنكليزية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق