رئيسيسياسة عربية

اسرائيل تدفن حل الدولتين في فلسطين

العالم يضغط مع الولايات المتحدة، من اجل مساومة تبعد ايران، عن معسكر الشر، ومن اجل التوصل الى حل مرضٍ، وربما ليس عادلاً للقضية الفلسطينية. واسرائيل ترفض، فما تحقق في جنيف لا يكفي في نظرها، حتى عندما يقول الرئيس الاميركي باراك اوباما، في مؤتمر يهودي، مثل منتدى صبان، الذي يعقده يهود اميركا، في كل سنة، في واشنطن، ان فرص النجاح، هي 50 في المئة، فحكومة نتانياهو تصر على التشكيك بنسبة مئة في المئة. وان التسوية مصيبة على العالم.

لا ندري لماذا يرتفع من هذه الصحراء، صوت رئيس الدولة، شيمون بيريز الذي تخطى التسعين، منادياً، بان اسرائيل ليست عدوة ايران، وانه على استعداد للقاء الرئيس الايراني، حسن روحاني
ولكن ليس لشيمون بيريز، اي شأن في سياسة اسرائيل التنفيذية، ويتجه نحو نهاية ولايته بينما جدّد بنيامين نتانياهو القول ان تخفيف العقوبات، في اتفاقية الشهر الماضي، شيء سيىء، لان ما حصل، سيسمح لايران، بالتقدم نحو حيازة السلاح النووي.
وفي الشأن الفلسطيني، هناك تناغم متجدد في مواقف  اليمين الاسرائيلي الحاكم في التميز. فبنيامين نتانياهو رئيس الحكومة، زار روما في الاسبوع الماضي، على رأس وفد حكومي وتجاري، حيث  عقد 12 اتفاقية، وتباحث مع رئيس الحكومة الايطالية، انريكو ليتا، حول كل المواضيع، ومنها سوريا وليبيا وايران وفلسطين.

اتفاقية جنيف
حول سوريا، توافق رئيسا الحكومتين، على ضرورة التوصل الى حل سلمي في اسرع وقت، وتدمير اسلحة بشار الاسد الكيميائية.
وتقاسما القلق «الجدي» حول الوضع الليبي بينما جدد نتانياهو، موقفه المعروف، من اتفاقية جنيف، مع ايران، التي لم تجعل ايران ابداً تتراجع عن طموحاتها النووية، مما يشكل تهديداً للسلام في العالم».
وفي القضية الفلسطينية، جدد نتانياهو القول، ان اسرائيل تريد السلام، ولكنه اثار القلق من التصرف العربي الذي لا تكفيه، المقترحات الاسرائيلية. ولكن المسؤولين الطليان، لاحظوا ان رئيس الحكومة الاسرائيلية. لم يشر – في اية لحظة – حتى اسمياً، الى صيغة «شعبين في دولتين»، التي شكلت في التسعينيات، قاعدة اتفاقيات اوسلو، والتي تشكل الهدف  النهائي، لخريطة الطريق، التي يسعى جون كيري، وزير الخارجية الاميركية الى اعتمادها.
بينما شرح وزير خارجية اسرائيل الى وزيرة خارجية ايطاليا، ايما بونينو، الى اي حد اسرائيل مستعدة، في نظره، لان تصل الى ان تجعل الاقتصاد يتنفس في الاراضي المحتلة. ومع «حل الصراع، على مدى طويل» فقط ومن الطبيعي، الا يكون ليبرمان وصل الى الحديث عن «حل الدولتين».
ولاحظت الديبلوماسية الايطالية انها النغمة الاسرائيلية الجديدة (للانتقام من عملية الاتفاقية مع ايران؟؟). ففي ختام القمة الروسية – الايطالية، التي انعقدت في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) في تريستا، لاحظ رئيس الديبلوماسية الروسية، سيرغي لافروف «ان الاسرائيليين. لم يعودوا يتحدثون عن الدولتين»، فاستنتج من هذه الاشارة (غير الصغيرة). ومن عناصر اخرى، ان الوصول الى حل، صعب.

تطرف ليبرمان
وفي منتدى صبان، جدد ليبرمان، مواقفه المتطرفة، واوضح اكثر، الشعور الذي انتهت اليه الديبلوماسيتان الروسية والايطالية، فقال: ان السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، لن يتحقق، ولكن المفاوضات يجب ان تستمر. ان لم يكن لتحقيق الحل لتجنب القتال.
وحذر «الصقر» الاسرائيلي، من «توقعات» عن نتائج ايجابية للمفاوضات لان «الثقة بين الطرفين توازي الصفر».
وقدّم الوزير الاسرائيلي، تقديرات للمفاوضات الدائرة، تتناقض تماماً، مع تلك التي قدمها، في اليوم ذاته، وزير الخارجية الاميركية، جون كيري، الذي قال ان الفريقين اقرب الى الاتفاق، من اي يوم مضى.
ورأى ليبرمان، ان كيري، لن يتوصل، كما توقع في حديث الى الصحافي الاميركي، دايفيد اغناتيوس، الى اتفاق بين الفلسطينيين والاسرائيليين، خلال سنة. ولكنه اعرب عن امتنانه لكيري الذي اعاد تحريك المفاوضات، لان الحوار اساسي لمنع عودة العنف، الامر الذي لم يمنعه، من وصف الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، باللا-ديموقراطي، الذي لا يمثل  احداً.
ورفض ليبرمان، في طبيعة الحال، وصف تسلّط اسرائيل على الضفة الغربية، بالاحتلال، كما يفعل العالم كله. «لان مثل هذا الوصف، هو مجرد سوء فهم، لتاريخ المنطقة، فانه لم يكن هناك، في يوم من الايام دولة اسمها فلسطين»، (احتلتها اسرائيل).
وبالنسبة الى سياسة حكومته، تجاه ايران، قال ليبرمان، ان الاختلاف  في وجهات النظر بين حكومتي اوباما ونتانياهو، واضح. ولكنه رأى، على نقيض تصرفات نتانياهو، عدم مناقشة الخلافات على شاشات التلفزيون.

 

نتانياهو رئيس حكومة مكلف
ان تكون رئيس حكومة، قصة مكلفة، خصوصاً في اسرائيل، بعد ان تحوّل امن المسؤولين، الى كابوس، منذ مقتل اسحق رابين، على يد احد الاسرائيليين، في سنة 1995، … والى غطاء يبرر كل النفقات مهما بلغ شأنها.
ففي سنة 2012، اهدر بنيامين نتانياهو، 3،3 مليون شيكل، اي حوالي مليون يورو، على صيانة وتشغيل، مقرات اقامته الثلاثة: اثنين في القدس، وواحد في مدينة قيصرية، على الشاطىء.
وكان نتانياهو، تعرّض في الماضي، الى انتقادات، بسبب غرامه بالاشياء المكلفة، وبحياة البذخ وبكميات الجيلاتي بالفستق، على حساب المكلف  وقامت القيامة، عندما جهز الطائرة التي يعتمدها في تنقلات العمل، بغرفة نوم.
وتبين انه كلف الخزينة في السنة الماضية 1250 يورو لشراء شموع معطرة و19800 يورو لشراء الزهور، فاثار غضب ناخبين فقراء يعجزون عن تأمين الحد الادنى، الذي تتطلبه معيشتهم.
وفي سنة 2011، كشف نتانياهو عن انه يتقاضى 9100 يورو، تعويضات شهرية، وانه لا يبقى له اكثر من 3000، بعد دفع اشتراك الضمان الاجتماعي، وتكاليف  سيارته المصفحة. بينما لا يتقاضى رئيس حكومة اسبانيا، مثلاً، اكثر من 6500 يورو، قبل حساب المصاريف.
وكشفت المصادر ان نتانياهو صرف 606 آلاف يورو، في سنة 2012، على مقر اقامته الرسمي في القدس.
ولكن نتانياهو، يعتمد على شاليه بحري، في القيصرية، مجهز بمسبح خاص، تبلغ فاتورة المياه التي تستهلكها 16000 يورو.
فارتفعت اصوات الصحف الاسرائيلية، لافتة الى ان كل عائلة اسرائيلية، تدفع 0،42 يورو، في السنة، مساهمة في تأمين معيشة نتانياهو.
ولفت الصحافي آريه ابلاتوني، الى ان القصة ليست في ان المبلغ مرتفع، ولكن في الصورة التي نعطيها للعالم، الى الرأي العام الداخلي، الذي ندعوه الى شد الحزام والقبول بتخفيض الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الدولة، لضمان صحته وتعليم اولاده».
واقترحت الحكومة الاسرائيلية في الواقع تخفيض ميزانية الضمان الاجتماعي 600 مليون يورو في السنة المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق