أبرز الأخبارسياسة عربية

حكومة وحوار «عيدية» الاستقلال

ما هي حقيقة الكلام عن عقد مؤتمر سان كلو جديد او «دوحة» جديد في اوروبا؟ وهل ستقدم فرنسا على هذه الخطوة منفردة؟ وهل ستنجح المحاولة؟ وكيف سيتعامل الاطراف معها؟

يقول سياسي لعب دوراً في التحضير لمؤتمر سان كلو في باريس عام 2007 ان الظروف التي عقد خلالها غير متوافرة الان. فالظرف اليوم مختلف عنه في العام 2007. يومها لم يكن لدى لبنان رئيس، وكانت حكومة فؤاد السنيورة مطعوناً في ميثاقيتها وشرعيتها، وبالتالي كان لا بد من ايجاد سلطة شرعية والاتفاق عليها. اما اليوم فلدى لبنان رئيس يحظى باحترام ودعم وتأييد عالمي ولدى لبنان حكومة تصريف اعمال معترف بشرعيتها وميثاقيتها، وهناك الرئيس تمام سلام مكلف من قبل 124 نائباً من اصل 128 بتأليف الحكومة، وهناك هيئة حوار يترأسها رئيس الجمهورية وبالتالي لا تجوز المقارنة بين عام 2007 واليوم.
ويروي احد الوزراء السابقين ان سفيرة الاتحاد الاوروبي انجيلينا ايخهورست قصدته يوماً من ايار (مايو) الماضي، بعد مرور ثلاثة اشهر على التكليف من دون ان يتمكن سلام من التشكيل، وسألته: ماذا يمكن للاتحاد الاوروبي ان يفعل، وهل بالامكان عقد مؤتمر في بروكسل كمؤتمر «الدوحة»؟ رد الوزير بالقول: «ان الوضع اليوم مختلف. فرئيس الجمهورية يرعى هيئة الحوار واي خطوة تعتبر قفزاً فوق صلاحياته وتجاوزاً للحوار. ان ما يمكن القيام به هي دعوة الرئيس سليمان واعضاء الحوار  الى بروكسل، اي نقل الحوار من بعبدا الى بروكسيل». ووضعت ايخهورست بروكسيل في المعلومات مشيرة الى ان اي مبادرة يفترض ان تمر بالرئيس سليمان وهيئة الحوار.

تعثر الدعوة
بدأت توجيه الدعوة لعقد المؤتمر، الا انها توقفت بعد القرار الذي اتخذته دول الاتحاد الاوروبي بادراج الجناح العسكري لحزب الله على اللائحة الاوروبية للارهاب، ولم يعد بالامكان عقد المؤتمر لئلا يعتبر تعويماً للحزب وضد القرار. وتوقفت المساعي وركز الاتحاد اهتمامه على دعم الرئيس سليمان ومساندة الخطوات التي يقوم بها. وعكس اجتماع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية وسفراء الاتحاد الاوروبي في بعبدا الاسبوع الفائت الموقف الغربي من خلال «التأكيد على رسالة دعم سياسة سليمان لجهة الحوار واعلان بعبدا وسياسة النأي بالنفس». وابلغت ايخهورست سلام دعم الاتحاد تشكيل حكومة حيادية للمرحلة الانتقالية من دون التدخل في التفاصيل، خصوصاً لجهة مشاركة حزب الله او عدمها لان ذلك شأن لبناني. ورحب الاوروبيون بدعوة الرئيس سليمان الى تشكيل حكومة جامعة وعادلة متجاوزاً بذلك الشرط الذي وضعته قوى  14 اذار بعودة مقاتلي الحزب من سوريا لاشراكه في الحكومة. وطالبت جهات عربية وغربية الحزب بسحب مقاتليه من سوريا حتى يدخل الحكومة. واعلن نواب في 14 اذار ان المقاومة انتهت بعد تورط الحزب في الحرب السورية الى جانب النظام ضد الشعب. وسأل هؤلاء عن اي مقاومة يتحدث البعض بعد ان تركت الشعب والجيش وبالتالي سقطت المعادلة التي يطالب النائب محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة باعتمادها في البيان الوزاري؟
وامام سقوط المبادرة الاوروبية تحركت دول منفردة لمساعدة لبنان على تشكيل حكومة لانه يخشى ان يؤدي الفراغ في السلطة الى انهيار الامن وبالتالي الاقتصاد في الوقت الذي يعمل المجتمع الدولي على تحصينهما لمواجهة التطورات لتبقى الساحة على استقرارها الى حين نضوج الحلول. فبعد التحرك الالماني عبر ملف المخطوفين، والاتصالات البريطانية للانفتاح على الحزب، حاولت فرنسا التي تعتبر نفسها معنية اكثر من غيرها بلبنان، ان تلعب دوراً وبدأت اتصالاتها مع الاطراف لجس النبض بشأن عقد مؤتمر سان كلو جديد بعدما ابلغت المعنيين حرصها على ان يتم اي تحرك  من خلال الشرعية اي بعبدا والرئيس سليمان. واجرت مع النائب في حزب الله علي فياض الذي شارك مع وفد نيابي لبناني في مؤتمر عقد في الجمعية الوطنية، جلسة حوار مع المسؤولين في الخارجية لفتح صفحة مع الحزب للتعرف على موقف الحزب من المسعى الحواري الا ان فياض ابلغ المعنيين انه غير مخول البحث في الموضوع وهناك مسؤول في الحزب عن هذا الملف الا انه اوضح الموقف من التطورات وتبين للفرنسيين ان الحزب غير جاهز لمثل هذه الخطوة. وانتقد مسؤولون اوروبيون الانفتاح الفرنسي على الحزب، خصوصاً ان باريس هي ضد النظام السوري وضد تورط الحزب في الحرب في سوريا، وهي مع المعارضة السورية.

دوحة لبنانية
يقول ديبلوماسي عربي ان الرئيس هولاند ووزير الخارجية لوران فابيوس غير متحمسين لمبادرة فرنسية على غرار سان كلو التي هندسها يومها وزير الخارجية برنار كوشنير، ويستبعد الديبلوماسي عقد اي مؤتمر في اوروبا من اجل لبنان. وينصح نواب من 14 اذار بان تعقد «دوحة لبنانية» في بعبدا لانضاج الحل. وتقول اطراف سياسية في 8 اذار ان لا داعي لدوحة جديدة طالما ان لا اتفاق اقليمياً. ويكشف ديبلوماسي عربي عن زيارة يقوم بها الرئيس الايراني حسن روحاني الى السعودية قبل نهاية الشهر تلبية لدعوة سعودية لان ايران لا تحبذ الاجتماع على هامش زيارة الحج بل من خلال زيارة رسمية. وتعلق اوساط سياسية اهمية قصوى على نتائج الزيارة على لبنان. ويقول الديبلوماسي: «ان سبب تأجيل زيارة الرئيس سليمان الى السعودية يعود الى تأجيل زيارة روحاني وقد تحصل بعدها. ويشير وزير سابق الى ان التطورات في المنطقة قد تحدث انفراجات على الساحة اللبنانية. ويسعى الرئيس سليمان الذي يواكب حركة الاتصالات لا سيما الاميركية – العربية والاميركية – الروسية، والاميركية – الايرانية، لتأليف حكومة جامعة ودعوة هيئة الحوار الى اجتماع وتكون الخطوتان «عيدية» الاستقلال بحيث يتاح الامر للرئيس سليمان ان يطلق مبادرة سياسية استناداً الى التطورات المرتقبة في المنطقة وعشية «جنيف – 2» للبحث في حل الازمة السورية.

فيليب ابي عقل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق