سينما

The Wolverine الى عالم الساموراي والياكوزا

عشاق أفلام أبطال القصص المصورة الخارقين، وتحديداً عالم مارفيل وسلسلة X-Men، على موعد جديد مع احد اشهر نجومها وابطالها: وولفرين، من خلال شريط The Wolverine من اخراج جيمس مانغولد ومن بطولة وانتاج  النجم الاوسترالي هيو جاكمان.  ولأول مرة يصوّر شريط من ضمن سلسلة X-Men بتقنية البعد الثالث 3D، ولأول مرة لا يتقاسم المتحوّل صاحب المخالب الفولاذية البطولة مع أي من نجوم السلسلة الشهيرة.

الفيلم عن وولفرين ونساء حياته وصراعاته الداخلية. المتحوّل صاحب المخالب الفولاذية سينطلق هذه المرة في مغامرة تدور حوادثها في قلب اليابان التي لم يزرها منذ الحرب العالمية الثانية، اي الى عالم مختلف تماماً بمشهديته ومناخه ونبرته عن عالم سلسلة X-Men.

الوحش والانسان
انه عالم الساموراي والياكوزا الذي ستكثر فيه المعارك القتالية حتماً، ولكن اقواها سيظل اختيار لوغان بين ان يكون وحشاً أو يتحوّل انساناً. ايضاً في الفيلم وولفرين سيضطر الى مقاتلة عدو خطير في معركة حياة أو موت. معركة وولفرين لن تكون سهلة، لأنه محطم ويشعر بأنه مسؤول عن مقتل حبيبته جان غراي (فامكي جانسن) التي ماتت في نهاية شريط  X-Men: The Last Stand عام 2006. وولفرين الهائم في غابات كندية المكسوة بصقيع الثلج  يشعر بأن خلوده تحوّل لعنة. ولكن ماضيه سيمسك به وسيحمله الى اليابان حيث سيضطر لمقابلة حبه القديم ماريكو (تاو اوكاموتو) ولايجاد حل لمشكلاته. ايضاً هو سيجبر على مواجهة التساؤلات الغامضة والمقلقة حول خلوده.
في شريط The Wolverine، وولفرين سيتعامل مع رموز الشرف الخاصة بعالم محاربي الساموراي مثل الساموراي الفضي الذي سيذكرنا بفيلم Iron Man، ومع اشرار مافيا الياكوزا، والنساء مثل الحارسة الشخصية يوكيو (ريلا فوكوشيما) وفايبر (سفلتانا كودتشنكوفا) وخصوصاً ماريكو (تاو اوكاموتو) الضائعة بين حبها للوغان وولائها لوالدها شينغان التابع لقبيلة ياشيدا.

للمرة السادسة بملامح هيو جاكمان
صحيح ان فيلم X-Men Origins: Wolverine الذي ركز بشكل كبير على شخصية البطل المتحول لوغان عام 2009 لم يكن «خارقاً» ورائعاً مثله، ورغم ذلك قررت شركة فوكس أن الشخصية الاسطورية تستحق شريطاً اخر لها وحدها بعيداً عن ابطال السلسلة.  الفيلم الجديد عن سيناريو لمارك بومباك (كاتب نص  Die Hard 4 و Unstoppable) وسكوت فرانك (كاتب نص  Minority report وOut of Sight  وThe Interpreter من اخراج سيدني بولاك). اما الاخراج، فقد طرح في البدء اسم المخرج الشهير دارن ارونوفسكي لتولي المهمة، مما اسعد عشاق السينما الذين أملوا بمتابعة مغامرة يابانية يلونها ارونوفسكي بلمسته الداكنة والعنيفة والمتوحشة الملائمة تماماً لوولفرين. ولكن المخرج اعتذر بحجة الرغبة في التركيز على شريط Noah، فكلف جيمس مانغولد بالمهمة وهو سبق ان قدم سيلفستر ستالون في فيلم Copland عام 1997 واخرج شريط Walk The Line الذي رشح عنه يواكين فينيكس لاوسكار افضل ممثل وفازت من خلاله ريز ويزرسبون باوسكار افضل ممثلة. وصحيح ان الممثل الاوسترالي هيو جاكمان لم يفز باوسكار عن تجسيده لشخصية وولفرين، ولكنه يبدع في كل مرة بآدائها، فهو يعشقها كما قال وهو يؤديها منذ عام 2000 مع اول جزء من X-Men وسبق أن جسّدها 6 مرات في السينما وقريباً يقدمها للمرة السابعة من خلال شريط  جديد مع سائر ابطال السلسلة بعنوان X-Men: Days of Future Past عام 2014. وهذا يعد رقماً قياسياً لأنه الممثل الوحيد الذي قدم حتى الان في تاريخ السينما، الشخصية نفسها في هذا العدد من الافلام. في اية حال شخصية لوغان وولفرين المتحول المتوحش بمخالبه الفولاذية الشهيرة لا تليق سوى بجاكمان وكأنها فصلت على قياسه هو فقط لا غير. نفسياً النجم مقنع  ومؤثر كعادته، وجسدياً هو لم يكن يوماً افضل حالاً وامتن عضلات. إنه رائع ومستعد تماماً وكأن العمر لا يؤثر فيه وبلياقته التي تطلبت منه استشارة النجم دواين جونسون اثناء تحضيره الدور. نجم الاكشن والفنون القتالية دواين جونسون نصحه بضرورة اتباع نظام غذائي خاص لمدة ستة اشهر قبل بدء التصوير، واكتساب كيلوغرامين كل اسبوع من خلال أكل ما يعادل 6 آلاف وحدة حرارية يومياً من الدجاج واللحوم والارز الاسمر.

وولفرين  يدمي ولا يدمّر
The Wolverine مزيج من العلم الخيالي والمؤامرات العائلية ومافيا الجريمة المنظمة اليابانية الياكوزا والاختبارات العلمية والبحث عن الخلود. بلغت ميزانيته 100 مليون دولار،  وهي تعد متواضعة رغم ارتفاعها، في حال قورنت بافلام من النوعية نفسها شاهدناها في الفترة الاخيرة مثل X-Men: First Class (160 مليون دولار ) وAvengers  (220 مليون دولار). بهذه الميزانية «المتواضعة» اذا جاز التعبير، لم يستطع المخرج مانغولد ربما تفجير شريطه باكشن على الطريقة الاميركية . في الفيلم لا معارك لا تعد ولا تحصى، ولا مؤثرات خاصة مبهرة، ولا هدم ناطحات سحاب ونقل الجبال على اكتاف وحوش ضخمة وابطال خارقين ورجال آليين لا يخدشون ولا يرف لهم جفن كما في  Man of Steel وIron Man 3 وPacific Rim. لقد فضل تقليل الدمار الاميركي، والتركيز على الاكشن الياباني، مع اضافة بعض العنف والدم. صحيح ان الفيلم لا يصنف كشريط دموي، ولكنه الاكثر دموية بين افلام السلسلة، اذ سنرى الدماء تسيل على المخالب الفولاذية والاجساد المطعونة. أيضاً فضل المخرج التقليل من الابهار المشهدي الاستعراضي كما في الافلام التي ذكرناها اعلاه، وركز اكثر على وولفرين  وقدمه في مشاهد اكثر حميمية  وحبكات درامية فيها الكثير من المفاجآت رغم انها محدودة، من خلال قصة تدور حوادثها بعد عامين تقريباً من حوادث شريط X-Men: The Last Stand الذي تابعناه عام 2006 من اخراج برت راتنر. الفيلم بذلك مختلف كثيراً عن سلسلة X-Men، ولكن مانغولد يستعيض عن الاستعراضية الضخمة بمشاهد حركة متنوعة رغم انها ليست مبهرة، مثل مشهد القطار والمعارك القتالية بالسهام والكاتانا (سلاح الساموراي).

اليابان الاوسترالية
للمرة الاولى تدور القصة في اليابان، ولكن معظم التصوير تم في سيدني. هذا الامر شكل تحدياً كبيراً لفريق الانتاج من ناحية تأمين الكومبارس الياباني، فرغم ان الجالية الاسيوية كبيرة جداً في المدينة الاوسترالية إلا أن الجالية اليابانية تحديداً قليلة جداً. ويبدو أن الحكومة الاوسترالية قدمت منحة وقدرها 13 مليون دولار للفيلم، حتى يتم التصوير في اوستراليا. ويبدو أن منتج الشريط وبطله الاوسترالي هو من قام باقناع رئيسة الوزراء الاوسترالية جوليا جيلار بالموافقة من اجل المساهمة في تعزيز خلق فرص عمل في اوستراليا التي تعاني ركوداً اقتصادياً منذ اعوام عدة. ولكن رغم ان التصوير تم في سيدني، إلا أن المخرج اصر على جعل ممثليه اليابانيين يتكلمون بلغتهم الام، مما اكسب الفيلم مصداقية. بدورها ديكورات اليابان القديم مبهرة فعلاً، وقد ساهمت في بناء مناخ واقعي عابق بالسحر والاساطير على خلفية التحولات الجينية الاساسية في ولادة شخصيات X-Men. بدوره التصوير بدا لافتاً، والاضاءة جميلة جداً، والتمثيل مقنع وقوي رغم القصة المحدودة الحبكات والحوادث، ورغم الخاتمة الضعيفة.

مايا مخايل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق