تشكيل

حسين ماضي يتسلى بالكولاج كطفل في وسط بيروت

«ان تجيد الرسم مثل طفل يتطلب منك الامر تعلم حياة كاملة» هذا ما استنتجته عايده شرفان صاحبة غاليري فاين ارت في وسط بيروت، حين عرضت الاعمال الاخيرة «الكولاج» للفنان حسين ماضي.

انتاج  فن ولو  بهدف المتعة  او التسلية  لا بد ان يتطلب عملاً جدياً وعقلاً راجحاً ودرجة عالية من النضج والكثير من الدراية والتمرس والخبرة، هذا ما لاحظته شرفان عند الفنان حسين ماضي من خلال معرضه، فهو  حتى حين يقرر ان يتسلى في قص ولصق الكرتون يحسب حساب كل شيء ولا يفوته اي تفصيل صغير. مما يعني ان «على المرء ان يكون كبيراً كفاية كي يخوض في هذه المغامرة من خلال هذا التمرين المخصص للصفوف التكميلية» وفق ما اكدت  شرفان للدلالة اكثر على درجة حرفية الرسام والنحات في  رسمه ونحته ولصقه وليبقى كل شيء تحت سيطرته.

اسلوب فريد
وفي كل الاحوال يدرك الناقد والمتابع لفن حسين ماضي  تماماً ان لا تمييز نهائياً عنده، اي بين كولاجاته  ولوحاته ومنحوتاته، فأسلوبه هو نفسه وطريقته ذاتها تتميز بالمتناقضات، بين العنف والعصبية والتوتر، والرشاقة والحركة. ونلاحظ ان رسمه اقرب الى النحت ونحته قريب من الرسم. واذا نظرنا الى الكولاجات المعروضة في الغاليري، أكانت عن المرأة او الزهرة او الطير التي تعتبر موضوعاته الاساسية،  نرى انها تستلهم مثال الجنة في الفن الاسلامي: دوائر وزوايا ومثلثات رشيقة وخفيفة الا انها غير اعتيادية، فالطير مثلاً  في كولاجات حسين ماضي الذي من المفترض انه جامد، شبه آلي  بسبب تركيبته من مثلثات وزوايا لكن نراه هنا يتحرك ويطير وهناك اسراب من الطيور الرشيقة الخفيفة وهذا ما يثير اعجاب الناظر.
واكثر ما يميز فن ماضي هو هذا الجمع بين الحضور الزخرفي للمفردات وحركتها وهروبها وتحويمها. انه لمزيج رائع بين الزخرفة واللقطة الآنية نراها مثلاً في هروب الطيور الى الخلف، في التفاتها وحضورها لاتمام حركة آنية بنت اللحظة، ولا شك في ان هذا التطعيم الزخرفي بالآني والحركة اليومية هو من ابرز مميزات فن ماضي.

رسام ونحات وحفار
حسين ماضي مواليد شبعا لبنان 1938، درس الرسم والنحت والطبع بين بيروت وروما، بين عامي 1973 و1986. سنة  1965 حصل على جائزته الاولى من متحف سرسق صالون الخريف. بين عامي 1982 و1992 ترأس جمعية الفنانين اللبنانيين. سنة 1984 شارك في بينال الكويت وسنة 1996 شارك في مهرجان البينال العالمي في ساو باولو البرازيل وفي العام 1999شارك في مهرجان فن الاورو في جنيف.
اصدر 4 كتب حول اعماله، ومنذ العام 1965 شارك في عدد لا يحصى من المعارض الفردية والجماعية بين بيروت وايطاليا والشرق الاوسط.

ك. ح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق