مختبر طبي صغير يزرع تحت الجلد
اخترع فريق طبي سويسري رقاقة الكترونية يمكن زرعها تحت الجلد مباشرة وتعمل على اجراء تحليل للدم وارسال النتائج الى الطبيب مباشرة وبصورة لاسلكية عبر هاتف ذكي او جهاز للتطبيب عن بعد.
صحيح ان هناك فرقاً اخرى في العالم تعمل على الآلية عينها وربما الفكرة ذاتها، ولكن علماء الفريق السويسري يؤكدون ان اختراعهم هو الاول من نوعه في العالم وسيحقق ثورة في عالم التحاليل المرضية لانه قادر على اجراء تحاليل عدة لمؤشرات الدم في الوقت عينه.
والفريق من المعهد الفيدرالي للفنون التطبيقية في مدينة لوزان السويسرية ويقوده عالمان قالا انهما ما زالا يجريان نموذج هذا المختبر الصغير جداً ولكنه اثبت قدرته على تعقب واكتشاف آثار العديد من الاجسام الشائعة عند اجراء التحاليل.
كما انه سيكون مفيداً جداً للمرضى الذين يخضعون للعلاج الكيميائي وبامكانه ايضاً التحذير من تعرض الشخص لأزمة قلبية عن طريق مراقبة المواد الكيميائية الرئيسة في مجرى دمه.
ومن المعروف ان جسم الانسان عبارة عن عدد من المعامل الكيميائية التي تعمل على تصنيع آلاف المواد ونقلها عبر الدم في جميع انحاء الجسم، وبعض هذه المواد الكيميائية يمكن استخدامها كمؤشر على الحالة الصحية للانسان.
لذلك فان عمل هذا المختبر الصغير جداً والمتنقل تحت الجلد هو تحليل تركيز هذه المواد الكيميائية في الجسم للوقوف على سلامة او مرض الشخص.
مراقبة مستمرة
تعتبر هذه الطريقة افضل من عملية اجراء تحليل دم عادية كونها قادرة على مراقبة الشخص طوال اليوم، وترسل المعلومات عن حالته اولاً بأول الى الطبيب المعني.
تتكون الاداة من وحدتين، الاولى عبارة عن مختبر صغير جداً يتم زرعه تحت الجلد ورقعة ذكية توضع بالقرب من الرقاقة المزروعة ولكن خارج الجلد. ويبلغ حجم الرقاقة المختبر 14 ميلليمتراً وتحتوي على خمسة مجسات نانوية مهمتها المراقبة والكشف. وتتم زراعة هذه الرقاقة بواسطة ابرة داخل الانسجة الخلوية تحت جلد البطن او الذراع او الساق.
اما الرقعة الذكية فهي بحجم البطاقة المصرفية وتتولى توفير طاقة كهربائية للرقاقة المزروعة تحت الجلد من خلال طريقة الحث الكهربائي عبر الجلد، لذلك لن تكون هناك حاجة لعملية جراحية من اجل تبديل البطاريات. كما ان الرقعة مسؤولة عن استلام البيانات من الرقاقة عبر الموجات الراديوية كي تعالجها ومن ثم تنقلها بدورها عبر خاصية البلوتوث.
مواد مختلفة
نجح الفريق بالفعل في اختبار هذا المختبر لتحليل خمس مواد مختلفة واثبت فاعليته وامكانية الاعتماد عليه في عملية قياس هذه المواد كما هو الحال في عمليات تحليل الدم التقليدية.
والمشروع برمته جزء من مبادرة سويسرية تهدف الى جمع الباحثين من مختلف الميادين الطبية والبيئية. لذلك فان الفريق الذي طور هذا المختبر مكون من خبراء في الالكترونيات والحاسوب وعلم الاحياء والطب.
ويرى الاطباء ان من شأن هذا الاختراع تقديم يد العون لهم لتوفير رعاية طبية شخصية للمرضى من خلال مراقبة حالاتهم عن كثب وبصورة مستمرة بعيداً عما تقدمه عملية تحليل الدم العادية. فبواسطة هذه الطريقة سيتمكن الطبيب من مراقبة مريضه على مدار الساعة.
تحليل الدم
وهناك امكانية اخرى لاستخدام هذا المختبر تحت الجلد في مراقبة الاجسام والمواد في دم الشخص للمساهمة في الكشف عن الحاجة الى الخضوع لعملية جراحية او تناول دواء معين. وحينها سترسل الرقاقة انذاراً عندما تصل مستويات هذه الاجسام او المواد الى حد معين يعتبر خطيراً.
وفي فيديو نشره احد اعضاء الفريق الطبي اعطى مثالاً على مدى اهمية هذه النقطة بالذات حيث اظهر كيف انه قبل ساعات معدودة من اصابة الشخص بمشكلة في القلب مثل أزمة قلبية تفرز مواد التأيض في مجرى الدم.
لذلك فان هذا المختبر الصغير سيكون اول من يكشف مواد التأيض هذه ويرسل انذاراً الى الطبيب. وعلى المنوال عينه يمكن لهذا المختبر مساعدة مرضى السكري في السيطرة على مستوى السكر في الدم.
طنوس داغر