مهرجان

مهرجان كان 66… لمن السعفة الذهبية؟

بالأبيض والاسود، الثنائي الشهير بول نيومان  وجوان وودوارد ممددان يتبادلان قبلة في صورة التقطت منذ خمسين عاماً، ارادها منظمو مهرجان كان السينمائي الدولي شعاراً لدورته السادسة والستين التي تنطلق في 15 ايار (مايو) الجاري، وها هي «الريفييرا الفرنسية» ونخيلها الساحر يستعدان لاستضافة مهرجان السينما الاكثر اثارة وأهمية وترقباً، وعلى مدى عشرة ايام سيكون العالم، كل العالم مشدوداً الى سجادة حمراء وسعفة ذهبية وحدث فيه كل ما يلمع: افلام، نجوم ومشاهير، اثارة وفاشن شو، سحر و«غلامور»…

سحر مهرجان كان السينمائي لهذا العام بدأ قبل ان ينطلق اولاً مع كشف منظميه عن تشكيلة الأفلام الدولية والهوليوودية المشاركة فيه، وزاد سحره سحراً واثارة مع الاعلان  اخيراً عن اسماء النجوم ، اعضاء لجنة التحكيم،  ونبدأ من الآخر.

بقيادة سبيلبرغ
ستكون الممثلة الاسترالية نيكول كيدمان والممثلان الفرنسي دانييل اوتوي والنمسوي كريستوف فالتس ضمن اعضاء لجنة التحكيم في الدورة السادسة والستين لمهرجان كان التي يرئسها هذه السنة المخرج والمنتج الاميركي  العالمي ستيفن سبيلبرغ.
وهكذا سيكون سبيلبرغ محاطاً باربع نساء واربعة رجال من بينهم ايضاً المخرج التايواني انغ لي والروماني كريستيان مونغوي. وبدا واضحاً ان كلاً من اعضاء لجنة التحكيم له ماض ومحطات مع مهرجان كان:
– نيكول كيدمان التي توجت بأوسكار افضل ممثلة العام 2003 عن دورها في   “The  hours” اتت مرات عدة الى كان ومنها في العام 2001 لتقديم «مولان روج» للمخرج باز لورمان. وفي العام 2003 قدمت فيلم «دوغفيل» للي دانييلز.
– دانييل اوتوي ممثل ومخرج فرنسي حاز على جائزة افضل ممثل في مهرجان كان في العام 1996 عن دور في “Le 8eme Jour” مناصفة مع باسكال دوكين. وفاز ايضاً بجائزة سيزار افضل ممثل عن دوره في «جان دي فلوريت» (1987) و“La Fille sur le Pont”  (2000) كما حاز العام 2005 على جائزة السينما الاوروبية عن دوره في «كاشيه» لمايكل هانيكه.
– كريستوفر فالتس (56 عاماً) كان ممثلاً مغموراً قبل العام 2009 ودوره في «إنغلوريوس باستردز» للمخرج كوينتن تارانتيو الذي فاز على اساسه بجائزة افضل ممثل في مهرجان كان واوسكار افضل ممثل في دور ثانوي. بفضل كوينتن تارانتينو فاز هذه السنة ايضاً بجائزة اوسكار افضل ممثل في دور ثانوي عن فيلم «دجانغو انتشايند».
– المخرج التايواني انغ لي فاز بجائزة اوسكار افضل فيلم مرتين في العام 2006 عن دور في «بروكباك ماونتين» وهذه السنة عن «لايف او باي». وقد اشتهر بفضل فيلم «كراوتشينغ تايغر هيدن دراغون» في العام 2000.
– الروماني كريستيان مونغيو فاز بالسعفة الذهبية لمهرجان كان العام 2007 عن فيلم «اربعة اشهر، ثلاثة اسابيع، ويومان». وقد شارك العام الماضي في مهرجان كان بفيلم «ما وراء التلال».
– فيديا بالان هي احدى اشهر ممثلات بوليوود ويجسد حضورها خيار المنظمين الاحتفاء بمئوية السينما الهندية هذه السنة.
– لين رامسي مخرجة بريطانية قدمت العام 1999 اول فيلم روائي طويل لها «راتكاتشر» في مهرجان كان في فئة «نظرة ما». وعادت العام 2002 الى المهرجان مع فيلم «مورفرن كالار». وتشارك هذه السنة بفيلم قصير بعنوان «سويمر» في فئة «اسبوع المخرجين».
– المخرجة اليابانية ناومي كاوازي معروفة في مهرجان كان حيث فازت العام 1997 بجائزة الكاميرا الذهبية التي تكافىء اول عمل لمخرج، عن فيلم «سوزاكو»، وفي العام 2007 فازت بالجائزة الكبرى عن فيلم «غابة نوغاري».

في السباق الى السعفة الذهبية
اما بالنسبة الى الافلام المشاركة والمنافسة في مهرجان كان السادس والستين، فسيكون الافتتاح في15 أيار (مايو) بفيلم «غاتسبي العظيم» للمخرج الأسترالي باز لورمان من بطولة ليوناردو دي كابريو، الذي لم يزر مهرجان كان منذ العام 2007.
وسيتنافس  المخرجون: الشقيقان كوين وستيفن سودربرغ، اصغر فرهادي وستة فرنسيين بينهم فرنسوا اوزون ورومان بولانسكي من بين 19 سينمائياً، للفوز بجائزة السعفة الذهبية.
وسبق للشقيقين ايثان وجويل كوين ان فازا العام 1991 بالسعفة الذهبية عن فيلم «بارتون فينك» وهما يعودان الان مع فيلم «إينسايد لوين ديفيس» الذي يروي قصة حياة مغني فولك في غروينتش فيلدج في نيويورك في ستينيات القرن الماضي.
اما الاميركي سودربرغ الفائز بجائزة اوسكار افضل مخرج العام 2001 عن «ترافيك» والحائز على السعفة الذهبية العام 1989 عن فيلمه الاول «سيكس لايز اند فيديو تايبس»، فيأتي مع فيلمه «بهايند ذي كانديلابرا» من بطولة مايكل دوغلاس ومات دايمن والذي يتناول حياة المغني الغريب الاطوار ليبرايس وعشيقه الشاب.
المخرج الايطالي باولو سورينتنو، مع فيلم «الجمال الكبير»، والدنماركي نيكولاس ويندينغ ريفن (اونلي غاد فورغيفز)، يخوضان غمار المنافسة وكذلك الايراني اصغر فرهادي مع فيلم «الماضي» من بطولة الفرنسيين بيرينس بيجو وطاهر رحيمي في قصة ايراني يواجه مشاكل في طلاقه. وهذا هو الفيلم السادس للمخرج البالغ 41 عاماً الذي فاز فيلمه «انفصال» بجائزة اوسكار افضل فيلم اجنبي العام 2012.
وتخوض غمار المنافسة ايضاً ستة افلام فرنسية، فيقدم الفرنسي البولندي رومان بولانسكي (73 عاماً) “La Venus à la Fourrure” مع ماتيو الماريك وايمانويل سينييه المقتبس من الرواية الاباحية لليوبولد ساكر-مازوش الذي اعطى اسمه للمازوشية. وكان بولانسكي حاز على السعفة الذهبية العام 2002 عن فيلمه “Le   Pianiste” وفاز ايضاً بجائزة اوسكار افضل مخرج عنه.
اما فيلم “Johne et Jolie” لفرنسوا اوزون فيرسم بورتريه لفتاة في السابعة عشرة في اربعة مواسم واربع اغان.
وفي المنافسة ايضاً، فاليريا بروني-تيديسكي (فازت عن فيلم «ان شاتو ان ايتالي») شقيقة كارلا بروني ساركوزي والمرأة الوحيدة في المسابقة الرسمية. ويخوض ايضاً المنافسة للمرة الاولى ارنو دو باير عن فيلمه «مايكل كولاس».
وللمرة الاولى يصعد عبد اللطيف كشيش، وأصله من تونس، درج قصر المؤتمرات ليقدم فيلم  “La Fille Dadele” وهو اقتباس من قصص مصورة من بطولة لي سيدو. كما ويعود ارنو ديبليشان (52 عاماً) الى المهرجان حيث لم يسبق له ان فاز باي جائزة مع فيلم «جيمي بي» من بطولة ماتيو امالريك وبينيسيو ديل تورو الذي يغوص في التحليل النفسي لمقاتل هندي اميركي بعد الحرب العالمية الثانية.
ويعرض فيلما غيوم كانيه «بلود تايز» وجاي سي تشاندو «آل ايز لوست» خارج اطار المسابقة. واول فيلم اميركي لغيوم كانيه هو من بطولة كلايف اوين وماريون كوتييار ويتمحور حول المنافسة بين شقيقين احدهما مرتكب جنح والثاني شرطي. اما فيلم تشاندو فهو من بطولة روبرت ريفورد الذي يسقط في البحر ويخوض معركة النجاة.

على السجادة الحمراء
اما على صعيد النجوم الذين ينتظر مجيئهم الى كان، فقد اعلن حتى الآن عن حضور ليوناردو دي كابريو وماريون كوتييار وروبرت ردفورد ومات دايمن وريان غوسلينغ وبينيسيو ديل تورو ومايكل دوغلاس وبيرينس بيجو… فضلاً عن النجوم اعضاء لجنة التحكيم.

كيم نوفاك ضيفة الشرف
وتحل الممثلة الأميركية كيم نوفاك ضيفة شرف على الدورة السادسة والستين للمهرجان الشهير، الذي ستعرض خلاله نسخة مرممة من فيلم «فيرتيجو» الشهير لألفرد هيتشكوك، العائد إلى العام 1958. وستشارك الممثلة، البالغة 80 عاماً، أيضاً في حفل ختام المهرجان حيث ستسلم إحدى الجوائز في 26 ايار (مايو). وستحضر كيم نوفاك عرض «فيرتيجو»، الذي وصفه مخرجه بانه «قصة حب في أجواء غريبة». وسيعرض الفيلم في إطار «كان كلاسيكس». وبشأن دورها في الفيلم، قالت نوفاك في الماضي «السيناريو كان يعيدني إلى المرحلة التي كنت أمر بها في تلك الفترة، أي أن أكون امرأة ترغم على أن تكون شخصاً مختلفاً عما هي عليه في الواقع».
وكانت نوفاك معارضة كبيرة لإملاءات استديوهات هوليوود فابتعدت عن هذه الأوساط لتكرس وقتها للرسم.  وشاركت نوفاك للمرة الأولى في مهرجان كان العام 1959 لعرض فيلم «ميدل أوف ذي نايت» لديلبرت مان، الذي فاز بجائزة السعفة الذهبية مع فيلم «مارتي». ولفتت الأنظار خصوصاً في فيلم «بيل بوك آند كاندل» لريتشارد كوين.

تكريم بول نيومان وتحية الى جوان وودوارد
يذكر ان مهرجان كان للفيلم العام 2013  اختار صورة لبول نيومان وزوجته جوان وودوارد «الثنائي الذي يمثل خير تمثيل روح السينما» لوضعها على ملصقات دورته السادسة.
وتظهر الصورة بالابيض والاسود الممثلين ممددين ويتبادلان قبلة. وقد التقطت هذه الصورة خلال تصوير فيلم “A new kind of love” للمخرج ملفيل شافلسون (1963).
واوضح البيان الصادر عن المنظمين ان «الملصق يعكس صورة مشرقة وحنونة لثنائي عصري يتعانق في وضعية توازن تام. ورؤية هذين العاشقين التائهين تدفعنا الى عيش السينما كشغف لا نهاية له».
وقال المنظمون: «انها فرصة للمهرجان لتكريم ذكرى بول نيومان الذي رحل العام 2008 والقاء تحية تقدير لجوان وودوارد التي كانت زوجته وممثلته المفضلة».
واضاف المنظمون: «ان مهرجان كان استضافهما في العام 1958 سنة زواجهما من خلال اختيار فيلمهما “The long hot summer” للمخرج مارتن ريت وكان اول فيلم مثلا فيه معاً. وتواصل ارتباطهما بالمهرجان من خلال الافلام التي اخرجها بول نيومان الذي اعطى ادواراً رائعة جداً لجوان وودوارد في افلام عدة.
وكانت مارلين مونرو احتلت ملصقات دورة مهرجان كان الـ 65 العام الماضي وهي تطفىء شمعة على قالب حلوى.

اودريه توتو تفتتح وتختتم
واختيرت الممثلة الفرنسية اودريه توتو لتقديم حفلي افتتاح واختتام الدورة الـ 66 من مهرجان كان لتحل مكان الممثلة برينيس بيجو التي تولت هذه المهمة العام 2012.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق