سينما

Iron Man 3… طوني ستارك يعود اكثر انسانية وطرافة

بفضل ميزانية ضخمة بلغت 200 مليون دولار، نجم مارفيل وأحد اشهر ابطالها الخارقين طوني ستارك أو «الرجل الفولاذي»، يعود في جزء ثالث هو الاجمل والاكثر انسانية وطرافة بين اجزاء سلسلة مغامرات الابطال الخارقين العلمية الخيالية Iron Man.

من هو طوني ستارك الفولاذي؟
طوني ستارك لم تلدغه حشرة مثل «سبايدرمان» بل لدغت الانسانية ضميره فحوّلته «سوبرمان» على «سبايدرمان» على «باتمان» على كل ما قد يخطر ببالكم من أبطال خارقين شاهدتموهم في القصص المصورة وتابعتم مغامراتهم في السينما. في أية حال الرجل الفولاذي ليس غريباً عن القصص المصورة، لأنه إبن ستان لي والد الابطال الخارقين امثال Fantastic Four وHulk وX-Men و«سبايدرمان» وDaredevil، الذي انجبه عام 1963 في قصة مصوّرة فكان منذ ولادته متميّزاً عن أخوته الابطال، لأنه بطل بقدراته الشخصية وعبقريته وذكائه وبراعته في صنع الاسلحة المتطورة، وليس بعضلاته لأن حشرة لدغته ومنحته قوى خارقة.
«الرجل الفولاذي» حقق منذ ظهوره الاول وحتى بعد مرور 50 عاماً على ولادته، استحساناً كبيراً لدى القراء، وخصوصاً القارئات اللواتي اعتبرنه بطلهن المفضّل لأنه وسيم وذكي وثري وأنيق ومخترع، أي مثالي ما عدا مشكلة في قلبه نتيجة إصابته بأحد اسلحته، وهذه الإصابة جعلت جمهوره النسائي يتعاطف أكثر معه ويقلق عليه ويشعر بأنه انسان فعلاً.

ثلاثة اجزاء والهدف واحد
نجاح «الرجل الفولاذي» نقله من الورق الى السينما عام 2008، واللافت أن الوالد ستان لي الذي كان يبلغ الـ 85 عاماً يومها، لم يتردد من اجل عينيّ بطله المفضل Iron Man في أن يتحوّل المنتج والمنفذ لهذا الفيلم الاول الذي اخرجه جون فافرو وانتزع لباسه الفولاذي الاحمر والذهبي الممثل القدير روبرت داوني جونيور الذي تألق في تقديم شخصية طوني ستارك بكثير من الجاذبية والسحر والكاريزما والاقناع بعدما رغب كثير من نجوم هوليوود بهذا الدور وابرزهم طوم كروز ونيكولاس كايج. في الجزء الاول خطفت مجموعة من الارهابيين طوني ستارك في افغانستان حيث كان يجرّب سلاحاً جديداً، وظن العالم كله أن الاسطورة انتهت. ولكن الخاطفين طلبوا منه صناعة صاروخ لهم،
ولكنه بدل ذلك بنى رجلاً آلياً فولاذياً ضخماً يشبه ترسانة أسلحة متنقلة، مكّنه من الفرار والعودة الى عالمه المتحضّر وهو مصمم على نبذ صناعة الاسلحة التي تدمّر العالم وتطوير إختراعه الجديد «الرجل الفولاذي» حتى يتمكن من إحلال العدالة وحماية الابرياء. أما الجزء الثاني الذي اخرجه جون فافرو ايضاً عام 2010 فشهد الضغوطات التي مارستها الحكومة والاعلام على طوني ستارك لتقاسم اختراعاته التكنولوجية مع الجيش، ولكنه رفض كشف اسرار تقنياته خوفاً من ان تقع في ايد الاشرار فيستعملونها لتدمير العالم. وقد واجه في هذا الجزء مع سكرتيرته بيبر (غوينث بالترو) وصديقه الكولونيل جيمس رودز (دون شادل)، تحديات جديدة واعداء خطرين مثل المجرم الروسي ايفان فانكو أو وايبلاش الذي أدى دوره الرائع ميكي رورك بمظهر غريب يذكّر بفيلمه The Wrestler. أما اليوم، فتتابع السلسلة السينمائية مسيرتها مع مغامرة ثالثة من اخراج شاين بلاك بدل جون فافرو الذي يرافق الجزء الثالث كمنتج منفذ وممثل بدور مسؤول الحماية لدى ستارك. القصة لا تزال مشوقة وايقاعية، والترفيه مضمون والحماسة تصاعدية، والضخامة الانتاجية تترجم مغامرات ومؤثرات رائعة وديكورات ضخمة وتصوير خلاب اداره جون تول الفائز بالاوسكار مرتين عن Braveheart و Legends of the Fall. ولكن اللافت فعلاً في هذا الجزء هي الطرافة الكبيرة والمواقف المضحكة التي سيفجرها طوني ستارك قنابل ضحك في صالات السينما. مع العلم ان الجزء الجديد يشهد مأساة خاصة سيعيشها طوني الذي لن يتمكن بعد الان من استخدام اسلحته وابتكاراته وزيه الفولاذي للتغلب على عدوه الجديد الارهابي ماندارين (بن كينغسلي). الفيلم الثالث لا يتضمن مشاهد حركة كثيرة بكميتها، لأن  الفيلم لا يسلط الضوء على ستارك البطل الخارق، بل الانسان الذي سيتحرى ماضي الارهابي وكيفية ايجاده والايقاع به. ولكن رغم قلة مشاهد الحركة الا ان ما سنتابعه منها يبدو لافتاً فعلاً بقوته وابهاره وتصويره المبتكر، خصوصاً مشهد انفجار الطائرة الرئاسية  وسقوط ركابها في الجو وقيام الرجل الفولاذي بانقاذهم في عملية رائعة مشهدياً.

نجوم فولاذيون
منذ بدء السلسلة السينمائية والنجم روبرت داوني جونيور يتألق في اداء دور طوني ستارك بكاريزما وسحر كبيرين، وكأن الدور فصّل على مقاس موهبته وطرافته الاستثنائيتين. روبرت داوني جونيور حقق مع هذا الدور عودة قوية الى الساحة الفنية واصبح الممثل الاعلى اجراً في هوليوود، بعدما عانى طويلاً من مشكلات الادمان على المخدرات والكحول والسجن اضافة الى محاولة انتحار، وكلها عوامل ابعدته لسنوات عن السينما وكادت أن تقضي على مستقبله الفني. ويدين داوني جونيور بالفضل الى مخرج الجزء الثالث من Iron Man شاين بلاك الذي اعاده الى السينما مع شريط Kiss Kiss Bang Bang عام 2005، وهو يعتبره شجاعاً جداً للمخاطرة باسناد الدور اليه في فترة حرجة من حياته، حيث

كان الجميع يعتبره شبه منته وفي قاع العدم. ومنذ تلك العودة وروبرت يعيش حياة صحية سليمة بعدما تخلص نهائياً من ادمانه، وتزوج من منتجة سينمائية منحته طفلاً في العام الماضي. أيضاً من ابطال الشريط النجمة غوينث بالترو الفائزة بالاوسكار عن دورها في فيلم Shakespeare in Love عام 1998، وهي الاخرى حققت مع «الرجل الفولاذي» عودة قوية الى السينما بعد انشغالاتها العائلية واقامتها في لندن مع زوجها واطفالها. تؤدي غوينث دور سكرتيرة طوني ستارك وحبيبته، ودورها في الجزء الثالث اصبح اكثر اهمية بعدما تحوّلت شريكته في القتال ومشاهد الحركة. بدوره دون شادل بطل من ابطال السلسلة وقد شارك في الاجزاء الثلاثة بدور الكولونيل جيمس رودز صديق طوني، وهو سبق ان شارك في افلام مثل Boogie Nights وTraffic وOcean’s Eleven  وDevil in a Blue Dress. من ابطال الجزء الثالث ايضاً ثلاثة نجوم بريطانيين هم: النجم بن كينغسلي الرائع في دور مفاجئ لا يخلو من الطرافة رغم ان الشخصية ستبدو لنا في البدء رمزاً للشر المطلق. وأيضاً الممثل والموسيقي الاوسترالي من اصل بريطاني غي بيرس نجم فيلم Memento لكريستوفر نولن الذي يشارك بدور الشرير الفعلي في الفيلم، إضافة الى  الممثلة ريبيكا هال بطلة فيلم وودي ألن الشهير  Vicky Cristina Barcelona التي تؤدي دور عالمة النبات مايا هانسن، وهو الدور الذي عرض اولاً على كل من جيما ارترتون ودايان كروغر وايزلا فيشر وجسيكا شاستاين.

مايا مخايل

 

 


اسرار وكواليس
– اضطر فريق عمل الفيلم الى تأجيل التصوير لمدة اسبوع خلال شهر أب (اغسطس) 2012 بسبب اصابة تعرض لها روبرت داوني جونيور في كاحل رجله اثناء قيامه بتصوير احدى المطاردات.
– يؤدي الممثل غي بيرس دور الدكتور الدريخ كيليان، وهو الدور الذي عرض اولاً على النجم البريطاني جود لو.
– الجزء الثالث من «الرجل الفولاذي» هو الجزء الاول الذي يغيب عنه الممثل سامويل آل جاكسون بدور نيك فوري.
– الجزء الثالث شهد تغييراً في شركة المؤثرات الخاصة، فبعدما اهتمت مؤسسة Light & Magic التي يملكها المخرج جورج لوكاس باعداد مؤثرات الجزءين الاول والثاني، انتقلت المهمة الى كل من مؤسستي Digital Domain لصاحبها المخرج جيمس كاميرون وWeta Digital التي يملكها المخرج بيتر جاكسون.
– قبل ان يتولى شاين بلاك مهمة اخراج الجزء الثالث، اتصل المنتجون بطوم هوبر مخرج The King‘s Speech الذي رشح لـ 12 جائزة اوسكار وفاز بـ 4 من ضمنها افضل فيلم وافضل اخراج. ولكن هوبر اضطر الى رفض المشروع لانه كان بصدد التحضير لفيلم Les Miserables.
– لاول مرة ستقوم شركة استديوهات ديزني بتوزيع الجزء الثالث بعدما كانت شركة باراماونت هي من وزعت الجزءين الاولين من السلسلة. وقد اشترت ديزني حقوق التوزيع بمبلغ 115 مليون دولار، والعقد يشمل توزيع Iron Man 3 وAvengers مع الاشارة الى شرط اساسي وافقت عليه ديزني وهو أن يظهر لوغو شركة باراماونت وليس لوغو ديزني. اما جنيريك الختام فسيتضمن في آخره اشارة الى أن التوزيع تولته Walt Disney Studios Motion Pictures.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق