فناننجوم ومشاهير

جو أشقر: لا أؤدي أغنية اذا لم أعشقها لحناً وكلمات وتوزيعاً


متحمس لفنه الى درجة أنه مستعد لتبني كل أغنية يسمعها، شرط أن تعبر عن شخصيته وتأخذه الى مكان أبعد من حدود التقليد والمتداول. لا يتستر وراء فكرة ولا يساوم على رأي، يعترف بأنه الأكثر جرأة من بين الفنانين في تصوير الفيديو كليب، لكنه لا يقتنع بالتقليدي ولا يترجم الا ما يعكس شخصيته. هو جو أشقر الذي يأخذ جمهوره الى حيث يريد من خلال فنه ويضع حساباته الفنية في سلة والعائلية في سلة أخرى. معه كان اللقاء الذي يكشف عن الوجه الآخر.

قدمت تحية لأمك في مناسبة عيد الأم خلال الأسبوع الماضي وكانت لافتة في مضمونها على رغم انتقال الموجة إلى باقي الفنانين؟
مهما قلنا وفعلنا نبقى مقصرين مع أمهاتنا. والأغنية التي أديتها كانت بمثابة عربون شكر لها ولكل أمهات لبنان والعالم. واللافت أيضاً ان هناك موجة تظهرت هذه السنة في كم الأغنيات الخاصة بهذه المناسبة من قبل فنانين ومنهم من أدوها مع أمهاتهم، وهذا النوع من الموجات متداول في العالم، إذ يحصل أحياناً أن تكون الفكرة موجودة في ذهن الفنان لكنه لا ينفذها إلا بعد أن يؤديها فنان آخر، فيحدث حالة من الصدمة وهكذا تنطلق الموجة.

ألعبها صولد!
ألا تعتبرها مجازفة في هذه الأيام إنزال ألبوم يضم 15 أغنية إلى الأسواق؟
هذا الألبوم كان مقرراً إنزاله منذ عامين، لكن الظروف حالت دون ذلك. وعندما تأكد لي أن لا شيء سيتغير في المدى المنظور وربما البعيد أيضاً على الصعيد الأمني والسياسي والإقتصادي في لبنان والعالم العربي، قررت أن أضع حداً لحظري وألعبها صولد.
نفهم أنك تركت مصير الألبوم للحظ؟
إطلاقاً، فمن أصل 15 أغنية هناك 5 أغنيات متداولة كسينغل في السوق. ويبقى الرهان على الأغنيات العشر الباقية التي تتضمن تشكيلة واسعة، سواء في الكلمة أو اللحن أو التوزيع.

 

متحمس أكثر من اللزوم
كأنك مغامر بطبعك؟
أنا متحمس أكثر من اللزوم خصوصاً في عملي كفنان، فعندما اسمع أغنية تحرك إحساسي وتأخذني إلى حيث أريد أن أكون، أتبناها فوراً وأضعها في الدرج. ومع الأيام تتكدس الأغنيات مما ينعكس سلباً ويؤدي إلى خلافات مع الملحنين، خصوصاً عندما يصر أحدهم على إنزال أغنية تشبه واحدة من التي أخبئها في الدرج. فتحترق الأغنية قبل أن تصير في ألبوم موقع بإسمي.
هذا يعني أن أغنيات ألبوم آخر باتت جاهزة؟
نعم فبعد أيام قليلة على إصدار الألبوم الجديد، بدأت احضر لآخر يضم 12 أغنية وهذا يؤكد من جديد أنني لعملي.
– لمن تتوجه عادةً، خصوصاً أن أغنياتك في غالبيتها تحمل طابعاً شبابياً؟
أولاً لا أؤدي أغنية إذا لم أعشقها لحناً وكلمات وتوزيعاً. وهذه المساحة تجعلني مرتاحاً في عملي لأنها ترضيني على المستوى الشخصي. ومن هنا أتوجه في أغنياتي الى شريحة واسعة من الناس تبدأ من عمر المراهقة والشباب وصولاً إلى الستين.
هوية الأغنية اللبنانية صارت شبه تقليدية ومتداولة فأي جديد تضفي عليها؟
هناك التركيبة وهوية الفنان التي تعكس شخصيته. ولا أختار عادةً إلا الأغنية التي تشبهني وهذا ما سمح لي بتكوين هويتي الفنية بحيث بات يتعرف الجمهور إلي من خلال الأغنية التي تجمع بين الإيقاع والرومنسية والكاراكتير الشبابي.

مش غلط
غنيت باللهجة اللبنانية واليوم نسمعك بالمصرية والخليجية؟
مش غلط، مع الإشارة الى أنني أصر على أن ينطلق الفنان اللبناني من لهجته اللبنانية قبل أن ينتقل إلى المصرية والخليجية. لكن يحصل أحياناً أن يكون جمهور بعض الفنانين من العالم العربي  مما يضطره إلى الغناء باللهجة غير اللبنانية، إضافة إلى طريقة آداء البعض الآخر التي لا تناسبه إلا اللهجة المصرية أو الخليجية. وحالياً أنا في صدد التحضير لأغنية باللهجة المصرية بعد أغنية «كدى كدى» الموجودة في الألبوم، ويتوقع إنزالها إلى السوق بعد شهر ونصف الشهر.
هل الكلمة واللحن باتا حصرياً لملحنين وشعراء معينين كما الحال في الدراما اللبنانية؟
أبداً. فالأغنية الضاربة تعود إلى فكرتها بغض النظر عن إسم الشاعر أو الملحن.

أين الإنتاج اليوم؟
وماذا عن الانتاج، فالدور الذي تلعبه الشركات يتفوق أحياناً على نوعية الأغنية أو شهرة الفنان؟
أين هو الإنتاج اليوم؟ حتى الشركات الكبرى تعاني بسبب الأوضاع المحيطة بنا، عدا عن مسألة التزوير، وهي بالكاد تعمل لتحافظ على مكانتها وإسمها.
إلى أي مدى تتدخل في الفكرة عندما تصور أغنية على طريقة الفيديو كليب؟
إذا لم تعجبني الفكرة لا أدخل في عملية التصوير أياً تكن هوية ومكانة المخرج. لكنني عادةً أتوجه نحو المخرجين غير التقليديين وأختار من يذهب في أفكاره وخياله نحو التجديد والتمايز، لأن المهم عندي هو الفكرة التي تتماشى مع شخصيتي وهوية الأغنية.
لكنك تميزت بأنك الفنان الأكثر جرأة في تصوير الفيديو كليب؟
صحيح هناك جرأة في التصوير، وهذا جزء من شخصيتي ولن أغير خطي. وهذا ما سيلاحظه الجمهور في أغنية «كدى كدى» التي صورتها في مونتينيغرو ومن المتوقع عرضها بعد شهر ونصف الشهر. وحالياً أعمل على أفكار جديدة مع كبار المخرجين لتصوير أغنيات، وأتوقع أن تترك بصمة مميزة، لكن موعد عرضها سيتأخر حتى منتصف فصل الصيف.

برامج الهواة
هل تعتبر أن موجة البرامج التي تخرج فنانين صحية على الساحة الفنية؟
هذه الموجة تدعم الفنان أكثر من الهواة على المستويين المادي والإعلامي. أضف إلى ذلك أن إسم الفنان وشهرته يساهمان في دعم البرنامج، وهذا الأخير يروج للفنان الذي يعاني في هذه المرحلة من الغياب القسري بسبب الأوضاع السائدة في المنطقة، من خلال انتشاره على مساحة واسعة من العالم العربي.
لكن هل تتسع الساحة الفنية لهذا الكم الهائل من الفنانين الجدد؟
إطلاقاً، لكن من بين ألف فنان هناك 5 أو 6 فنانين يفرضون أنفسهم على الساحة الفنية، وهنا يلعب الحظ دوراً بارزاً لجهة انتشار الفنان. فإما يكون لديه مصدر دخل يسمح له بإنتاج ألبوم أو أغنية، ومنهم من يملك الحظ والمال لكنه يفتقد إلى الأساس، أي الى  الصوت الجميل والذكاء والكاريسما.
وهناك من يتكل على مدير أعماله؟
المسألة تتوقف على ذكاء الفنان، فإذا كان يتمتع بهذه النعمة سيختار حتماً مدير اعمال ناجحاً، وإلا ماذا ينفع مدير الاعمال الناجح إذا كان الفنان لا يتمتع بصفات الصوت والكاريسما والذكاء؟!
هل تلمّح بذلك الى مستوى الفن الهابط اليوم؟
هذه الصفة تنطبق اليوم على كل المستويات الإجتماعية والإقتصادية وتنسحب بالتالي على الفن، لكن الأنظار تتوجه نحو الفن لأن الناس يهتمون اكثر بأخبار الفنان وأعماله.

مطاعم الفنانين
ظاهرة افتتاح الفنانين مطاعم خاصة بهم وأنت واحد منهم (كاسينو) هل تعكس هاجس الفنان وخوفه من المستقبل أم لتأمين جمهور وشعبية إضافية؟
كنت من الأوائل الذين افتتحوا مطعماً قبل 15 عاماً ومنه استمديت جمهوري وشعبيتي كما ساعدني على تأمين رصيد مالي للإنتاج الفني. اليوم يحصل العكس. وهذا طبيعي لأن الفنان يحتاج إلى مدخول إضافي لتغطية تكاليف الفن وذلك من خلال المطعم وهذا الأخير يساهم في توسيع مساحة شعبيته وجمهوره.
تتكرر في حديثك عبارة الوضع السيىء في المنطقة، الى اي حد انعكست الثورات سلباً على الصناعة الفنية في العالم العربي؟
قطاع الفن هو من أكثر القطاعات التي تأثرت سلباً بالثورات الحاصلة في العالم العربي. وأخشى في حال طال أمدها أن تساهم في تدهور الأوضاع لأن عمر الفنان في العطاء محصور بمرحلة عمرية محددة وقد يمر العمر وهو ينتظر أن يعم السلام والبحبوحة في المنطقة.
هل تؤيد انخراط الفنان في مجال السياسة؟
السياسة والفن لا يتفقان، وحين يقرر الفنان أن ينخرط في مجال السياسة فهذا يعني أنه بدأ يفكر في إنهاء مسيرته الفنية، خصوصاً أننا نعيش في بلد منقسم بشكل عمودي ولا يمكن تجاهل الإصطفافات السياسية فيه.
هل تحبذ انخراط زوجتك غريس أيانيان في مجال الفن، خصوصاً أنها تملك صوتاً جميلاً ولديها محاولات غنائية؟
معلوم أن إطلالات غريس اقتصرت على مناسبات وإطلالات محدودة بهدف تعريف الجمهور على صوتها. من هذه الزاوية أنا من أول الداعمين لها. أكثر من ذلك لا أشجعها ولا هي متحمسة للإنخراط في مجال الفن.

ج. ن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق