دولياتسياسة عربية

ايران: تعقيدات النووي تبدد الآمال بالحل الشامل

اجتماعات «المآتا» في كازاخستان قبل اسابيع بين مجموعة «5 + 1» وايران، اشرت على تغيير في التعاطي الغربي مع الملف النووي. فالمباحثات فتحت فجوة صغيرة للامل في جدار الازمة التي يعتقد محللون انها ما زالت مستعصية رغم ما حدث من تطورات تفتح باب الامل.

محور التفاؤل، ما بدا من تأكيدات غربية على عدم التمسك بالمطالب والثوابت عينها التي كانت قائمة من قبل، بما في ذلك المطلب السابق باغلاق موقع تخصيب (فوردو) الاستراتيجي والاكتفاء بمطلب التخفيف من مستويات التخصيب.
فقد عادت نغمة التفاؤل من جديد، وتبادل المسؤولون التصريحات التي تكشف عن هذه الحالة.  وتوقع وزير الخارجية الايراني بان تُرفع العقوبات الدولية عن ايران تدريجياً في وقت قريب، وتأكد الاتفاق بين ايران و«5 + 1» على استمرار المحادثات بين خبراء الطرفين في الشأن نفسه، بحيث تعقد في تركيا قريباً. بينما طالب وزير الخارجية الاميركي بعقد محادثات مباشرة مع مسؤولين ايرانيين.
محللون غربيون يرون ان كل هذه المقاربات تصب في صالح الرأي الذي يقول بان مشكلة المشروع النووي الايراني مع الغرب دخلت مرحلة التفاؤل، الا ان محللين آخرين يشككون بذلك، استناداً الى لقاءات سابقة لم تأت بالنتيجة المطلوبة،اضافة الى تعقيدات الملف وتشابكاته السياسية والاقتصادية والعسكرية، واقلها الدعم الايراني لنظام بشار الاسد، والتدخلات الايرانية في الشان العربي بشكل عام، والخليجي بشكل خاص، والعامل الاسرائيلي باطاره العام وخصوصاً اصرار اسرائيل على توجيه ضربة الى البرنامج النووي الايراني الذي ترى انه موجه ضدها وانه يستهدف وجودها.
وفي الجهة الثانية من التفاؤل هناك تأكيدات على ان الغرب لا يمكن ان يخطو خطوة نهائية في هذا الموضوع دون التفاهم مع اصدقائه من العرب، خصوصاً دول الخليج: الاردن، مصر، وحتى دول المغرب العربي، لاتصال ذلك بأمنهم القومي. والامر هنا اكثر تعقيداً بالحليف الاستراتيجي للغرب واميركا على وجه الخصوص، أي اسرائيل، فهي لن تقبل بأن تتخطى ايران الخط الاحمر، اي امتلاكها للنووي وهي التي ترى بأن ذلك يكلفها وجودها بالمطلق؟

اصرار اسرائيل
يساعد على ترسيخ تلك الرؤية اصرار اسرائيل على التشدد في موقفها، وادخال الموضوع النووي الايراني في كل تعاملاتها السياسية والامنية والعسكرية مع كل الاطراف، بما في ذلك ملف العملية السياسية المجمد بانتظار حسم الموضوع الايراني.
في المقابل، وبينما تؤكد ايران تفاؤلها، وتتوقف عند توقعات بان تشهد الساحة انفراجاً في المستقبل القريب، تشير المعطيات الى ان ايران تواصل استعداداتها لتطوير برنامجها العسكري وبحيث يكون قادراً على الردع. كما تواصل اعمال التحرش بالولايات المتحدة في منطقة الخليج العربي.
وقد اعلن البنتاغون خلال الاسبوع الفائت ان مقاتلة ايرانية من طراز اف-4 فانتوم حاولت اعتراض طائرة اميركية من دون طيار من طراز بريديتور فوق المياه الدولية في الخليج، لكنها تراجعت بعد وصول طائرتين حربيتين اميركيتين الى المنطقة.
واوضح المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل ان الطائرة الايرانية عادت ادراجها بعد تلقيها تحذيراً شفهياً من الطائرتين الاميركيتين، مذكراً بانه سبق في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 ان اطلقت طائرة حربية ايرانية النار على طائرة اميركية بدون طيار.
وكان المتحدث ذكر في وقت سابق ان احدى الطائرتين الاميركيتين استخدمت صاروخاً حرارياً لتحذير الطائرة الايرانية التي تراجعت عندئذ عن المطاردة.
من جهة اخرى، دشنت ايران المدمرة «جماران – 2» في مياه بحر قزوين شمال البلاد برعاية الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ورئيس هيئة الأركان المشتركة في القوات المسلحة الإيرانية اللواء فيروزآبادي ووزير الدفاع الإيراني احمد وحيدي.
وعلى هامش الحفل، قلل المتحدث باسم القوات المسلحة الايرانية العميد مسعود جزايري من شأن تهديدات بعض قادة اسرائيل ضد بلاده. واكد المتحدث في تصريحات صحافية، أن «القادة» مخولون بالرد الفوري على جميع التهديدات. وتطرق العميد جزايري الى تطورات الموقف في سوريا، حيث اكد ان بريطانيا وفرنسا و«الدول الرجعية بالمنطقة» والصهاينة، باتت الخاسر النهائي في الحرب على سوريا، مشيراً الى أن هذه الدول ستندم على ما قامت به من عمليات. واستبعد احتمال استسلام سوريا في مواجهة ما اسماه «العمليات الارهابية». من جهة اخرى، رد مسؤول عسكري ايراني كبير على تصريحات للرئيس الاميركي باراك اوباما، محذراً الولايات المتحدة من أن طهران هي ايضاً مستعدة لطرح كل الخيارات على الطاولة بشأن الملف النووي الايراني. وقال مساعد قائد القوات المسلحة الايرانية الجنرال مسعود جزايري مخاطباً اوباما: «لا تخطىء في الحسابات، نحن ايضاً لدينا كل الخيارات على الطاولة». مضيفاً «عد الى بلادك قبل ان تغرق اكثر فاكثر في مستنقع هذه المنطقة».
وكان الرئيس اوباما قد اكد في تصريحات صحافية انه «يأمل في التوصل الى حل دبلوماسي للازمة مع ايران الا انه يحتفظ بكل الخيارات على الطاولة» في اشارة الى الخيار العسكري.
واضاف اوباما: اذا تمكنا من تسوية الامر بالطرق الدبلوماسية، سيكون الحل اطول امداً والا فانا سأواصل الاحتفاظ بكل الخيارات على الطاولة.

صواريخ جديدة
وفي سياق آخر، أعلن قائد عسكري ايراني النية لاختبار ثلاثة انواع جديدة من الصواريخ في القريب العاجل. واشار نائب قائد القوة البرية للجيش الايراني العميد كيومرث حيدري، في تصريحات صحافية، الى ان القوة البرية للجيش الايراني تخطط لتنظيم مناورات صاروخية قبل نهاية العام الايراني الجاري الذي ينتهي في 20 اذار (مارس). في حال المصادقة على ذلك من قبل هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة في البلاد. واوضح بانه سيتم في هذه المناورات اختبار ثلاثة انواع جديدة من الصواريخ، مضيفاً انه في حال تجاوزت هذه الصواريخ الاختبار بنجاح في المناورات سيتم ضمها الى القدرات الصاورخية للقوة البرية للجيش. وتابع ان اقساماً من الوحدة الصاروخية للقوة البرية للجيش ستقوم في هذه المناورات بتنفيذ خطط قتالية وعملانية على نطاق واسع.  وعلى صعيد اخر، قالت وكالة فارس ان القوة البرية للجيش الايراني ستجري مناورات لمدة ثلاثة ايام في منطقة خوزستان باسم «خاتم الانبياء» بمشاركة جميع الوحدات المتواجدة في جنوب غرب البلاد ومن ضمنها وحدات مدرعة ومدفعية. وتأتي هذه التدريبات عقب مناورات اجرتها القوات البرية التابعة للحرس الثوري الايراني اواخر شباط (فبراير) الماضي.

عواصم – «الاسبوع العربي»

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق