دارين حمزة: أؤيد الزواج المدني وزياد الرحباني مرشحي في الانتخابات

هي نجمة صف اول، وإن كانت اطلالاتها الاعلامية أقل مما يجب أن تكون مقارنة مع نجوميتها. في رصيدها 7 أفلام ايرانية وأعمال تلفزيونية وسينمائية سورية. أما لبنانياً فيكاد اسم الممثلة دارين حمزة يرتبط بالأعمال السينمائية التي تحفر علامة متمايزة، سواء على مستوى النص أو الآداء أو حتى الجرأة الراقية التي تصب حيث يجب. حالياً هي الفتاة التي تلعب دوراً كوميدياً لا يخلو من التعقيد في مسلسل «غزل البنات»، أما سينمائياً فموعدها مع الجمهور في فيلم «بيترويت» الذي يبدأ عرضه في 13 آذار (مارس) في كل صالات لبنان ومنها الى العالمين العربي والأوروبي. دارين حمزة في لقاء صريح وجريء مع «الاسبوع العربي» تماماً كما شخصيتها.
لماذا «بيترويت» على رغم كل التقاطعات الإجتماعية والإختلافات الثقافية بين بيروت وديترويت؟
ولدت الفكرة أثناء جلسة تبادل أفكار بين المخرج عادل سرحان وأنا. وعندما تطرقنا إلى قضية العنف ضد المرأة استوقفتنا التباينات الإجتماعية والقانونية في مسألة التعاطي مع هذه القضية. ففي وقت تحاول المرأة في ديترويت أن تستغل كامل حقوقها كإمرأة ضد الرجل، نراها في لبنان لا تزال تخشى الإعتراف بأي اعتداء تتعرض له على يد زوجها، وتخفي كل مظاهر العنف النفسي والجسدي خوفاً من العار أو من أن يصل بها الأمر إلى حد الطلاق وخسارة حقها في حضانة الأولاد. واللافت أنه حتى اليوم لا يوجد قانون يحمي المرأة اللبنانية من العنف.
لماذا ديترويت دون سواها من المقاطعات الأميركية؟
لأنها تضم أكبر نسبة من الجاليات العربية واللبنانية تحديداً. هذا لا يعني أن القضية محصورة ببقعة جغرافية دون سواها، لأنها تشمل كل المجتمعات وتطاول كل النساء. وهذا ما شجعني على قبول الدور وتأديته بإحساس مختلف.
لكن قضية العنف ضد المرأة ليست طارئة وهناك الكثير من الأفلام والوثائقي والندوات التي عالجتها والباقي على الطريق؟
صحيح وقد يكون العالم تخطى هذه المسألة، اما عندنا فلا، لأننا لا نزال نعيش في ذهنية المجتمعات الذكورية. لكن تحركات المجتمع المدني اليوم حركت الملفات النائمة في ادراج المسؤولين ولا يجوز السكوت عنها بعد اليوم، خصوصاً أننا بلد متحضر ونلتزم باتفاقية حقوق الإنسان.
من لبنان الى كل العالم
هل سيشمل العرض دولاً أخرى وهل من تعاون مع الجمعيات التي تعنى بقضية العنف ضد المراة؟
13 آذار (مارس) هو الموعد الرسمي لانطلاق فيلم «بيترويت» في كل الصالات اللبنانية وسيكون هناك عرض أول مخصص للصحافة في قاعة الأونيسكو. وقد تبنى عدد من الجمعيات الفيلم، منها جمعية «كفى» وأنا متفائلة جداً بنجاحه. وسيعرض لاحقاً في دبي وديترويت ومختلف الدول العربية، كما سيوزع على الصالات في أميركا وكندا وأستراليا، ليكون أول فيلم لبناني يعرض في مختلف صالات العالم.
هل يشمل تفاؤلك حركة وجمهور السينما اللبنانية؟
طبعاً لأن حركة الفن السابع بدأت تظهّر كتاباً وطاقات فنية وتمثيلية جديدة. أما على مستوى الجمهور فالأكيد أنه جمهور ذكي وقادر على تقويم الأعمال السينمائية كما أنه تعود على فكرة مشاهدة أفلام ناطقة باللهجة اللبنانية.
لكن شهرتك انطلقت من السينما الإيرانية حتى إن إسمك رائج أمام شباك تذاكرها أكثر منه في لبنان؟
صحيح. ففي رصيدي 7 أفلام إيرانية ولا يمكن تجاهل أهمية السينما الإيرانية في الفن السابع وانتشارها على مستوى العالم وما حققته من جوائز في مهرجانات السينما العالمية. كل هذا يزيد من قناعاتي بالخطوات التي أقوم بها وقد وقعت عقداً جديداً للمشاركة في فيلم يضم فريق عمل فيلم “The Separation” الذي نال جوائز كأفضل فيلم على مستوى الإخراج والإنتاج.
واضح أن النجاح الذي حققته الأفلام الإيرانية التي شاركت فيها ومنها «كتاب القانون» و«صياد السبت» وراء حماستك في التوجه نحوها؟
ربما فالنتائج التي يحصدها الممثل الذي يشارك مع فريق عمل على مستوى عالمي يضيف إلى رصيده الكثير من الفرص ويفتح أمامه أبواب العالمية والتعرف إلى ممثلين عالميين. وهذا غير وارد من خلال السينما اللبنانية لأن الصناعة لا تزال متواضعة مقارنة مع المحيط.
أحب الأدوار السياسية
اللافت أن أدوارك في السينما الإيرانية هي في غالبيتها سياسية أو عقائدية، ألا تخشين أن تؤطرك بأدوارها في المستقبل؟
لا أنكر أنني أحب الأدوار السياسية لأنها تستفزني وتحثني على تأدية شخصيات غريبة وجديدة وهذا لا يحدث كل يوم. وأنا من المؤمنين بأن أبواب الشهرة لا تفتح أمام الممثل إلا إذا تبنى أدواراً صعبة، وأعترف بأنني برزت في أدوار المرأة الأجنبية ومنها دور الإسرائيلية في فيلم «33 يوم» ودور الأم اليهودية التي تحمل الجنسية الأميركية في فيلم «صياد السبت». مع ذلك لا أخشى أن أكون رهينة أدوار مماثلة، لأنني أملك حرية الإختيار والممثل الذي يؤدي دوراً لا يكون ملزماً به إن على مستوى الإلتزام السياسي والعقائدي.
تتقنين اللغة الفارسية وهذا ما بدا واضحاً في فيلم «كتاب القانون»؟
من دون شك هي لغة صعبة وأثابر على تعلمها قبل بدء تصويرالفيلم الإيراني الجديد «شمس منتصف الليل». ولا أنكر أن هناك تحدياً في إتقان لغة جديدة، خصوصاً أنها بعيدة تماماً عن البازل الإجتماعي الذي عشت وتربيت فيه لكن عندما ننظر إلى النتائج نرى أنها كانت تستحق هذا العناء.
اعتزال الاغراء
مع أن قضية الجرأة لم تكن وراء منع عرض «بيروت أوتيل» إلا أنك قررت اعتزال أدوار الإغراء؟
صحيح فعملية منع فيلم «بيروت أوتيل» جاءت على خلفية مشاهد وأفكار سياسية وأنا تقبلت الوضع وتفهمت الأسباب. لكن قرار الإعتزال جاء بعدما بدأت تنهال علي عروض الإغراء من مصر ولبنان وأوروبا، لكنني رفضتها لأنني قادرة على تأدية ادوار مغايرة تماماً لأدوار الإغراء كمثل دور الراهبة أو الجاسوسة.
لكن بات معلوماً أن المخرجين العالميين يتوجهون نحو الفتاة اللبنانية لـتأدية أدوار الإغراء؟
هناك نظرة خاطئة نحو الفتاة اللبنانية ربما لأننا نعيش في بلد ديمقراطي والمرأة عندنا تتمتع بمساحة واسعة من الحرية وتقول رأيها بصراحة وتتبع خطوط الموضة. هذا لا يمنع من وجود بعض الفتيات اللواتي يعبرن عن هذه المساحة بطريقة خاطئة لأنهن ربما غير متصالحات مع أنفسهن. لكن التعميم لا يجوز لأن المرأة اللبنانية إمرأة صادقة مع نفسها وتدرك ما تريد ولا يجوز إطلاق الأحكام من خلال المظهر الخارجي وحسب. وهذا ما يجب أن يؤخذ في الإعتبار.
هل تشعرين أن التغييرات الحاصلة في العالم العربي ستنعكس سلباً على عملك وعلى عالم الإنتاج الفني؟
نعم هناك تغييرات كثيرة تحصل في عالم الإنتاج والتصوير بسبب الأحداث التي تجري في سوريا ومصر وهذا ما أدى إلى تأجيل عملين كان مقرراً أن اصورهما، أحدهما في مصر والثاني مع المخرج السوري نجدت أنزور. ومبدئياً هناك عملان دراميان لشهر رمضان، لكنني لم اتخذ القرار النهائي بعد في شأنهما.
الملاحظ أنك بعيدة عن الدراما اللبنانية لماذا؟
هناك أسباب عدة منها ما يتوقف على وجودي في أغلب الأوقات خارج لبنان، إضافة إلى مسألة العروض وطبيعة النصوص، لأنني أرفض تأدية أدوار لا تترجم طموحاتي وكفاءاتي. قد أكون متطلبة في هذا المجال لكنني أفتش دائماً عن الأدوار الصعبة والمركبة والأهم ألا أكرر نفسي في أي دور.
فاجأت الجمهور
تؤدين اليوم دوراً مختلفاً في مسلسل «غزل البنات» الذي عرض على إحدى الشاشات المحلية، فكيف استطعت إقناع الجمهور بعدما تعود عليك في أدوار سياسية وعقائدية؟
في البداية فاجأني النص الذي كتبته نادين جابر لكن الصدمة كانت إيجابية لأن فكرة النص جديدة وكذلك الشخصية المركبة التي تجمع بين الكوميديا والعقد النفسية. قد أكون فاجأت الجمهور لكنني على الأقل كشفت عن شغفي في تأدية أدوار الكوميديا خصوصاً إذا كانت بعيدة عن الهزلية وتعالج من خلالها مواقف إنسانية ونفسية.
أعلنت أنك ضد فكرة الترشح لكنك رشحت الفنان زياد الرحباني؟
لأنني أشعر بأنه إنسان وطني أكثر من أي رجل سياسي ولا يخشى التكلم في أي من المواضيع الوطنية الكبرى بجرأة وصراحة.
وايضاً ووسط الصراع الديني والقانوني القائم حول مسألة الزواج المدني أعلنت صراحة موقفك المؤيد له؟
أنا أؤمن بالزواج المدني واعتبره خياراً إضافة إلى خيار الزواج الديني. وطالما أنه لا يهدد أحداً فلماذا الإعتراض عليه وتشويه صورتنا الحضارية ودورنا الريادي في مجال حرية الرأي والمعتقد؟
ج. ن