أبرز الأخباراضواء و مشاهيرنجوم ومشاهير

رقص النجوم ختامه مسك

وبعد 11 أسبوعاً كان لا بد من خاتمة. فكان ختامها مسكاً وان افترض البعض العكس، أو أكد على النتيجة التي كانت متوقعة. فهكذا الحال دائماً في كل برنامج يعتمد على تصويت الجمهور، ورأيه الذي يفتقد الى التقنية والخبرة. لكن اللعبة تدخل في شروط البرنامج، ولا مجال لتعديلها. فهل أنصف الجمهور في ابعاد المشتركتين روزاريتا طويل وندى أبو فرحات، وأصاب في منح المغنية نايا لقب الفائز الأول في برنامج «رقص النجوم»؟ تلك الليلة كل العيون كانت مصوبة نحو لجنة التحكيم التي أصابت فعلاً في تحكيمها، وفي أداء المشتركات اللواتي وصلن الى النهائيات بجدارة وربحن الى جانب الفائزة الأولى، قلوب المشاهدين وربما عروضات رقص جديدة. فالى الموسم الثاني ولقاء مرتقب مع نجوم جدد واختبار لشعبية كل منهم على وقع رقص النجوم.

منذ الحلقة الأولى أحدث برنامج «رقص النجوم» خضة مع دخول الفنانة مي حريري كمشتركة صف أول. هكذا تم الإعلان عن الحدث، لكن خروجها في الحلقة الثانية عند أول تصويت شكل لها صدمة وقامت الدنيا ولم تقعد. ومن حينه كثرت الشائعات التي ساهمت بطريقة أو بأخرى في رفع شعبية البرنامج ونسبة المشاهدين وازدادت المعركة حدة عندما وصلت القضية بين الحريري وإدارة تلفزيون «إم تي في» إلى القضاء، على خلفية اتهامها رئيس مجلس إدارة التلفزيون بقضايا تتعلق بشخصه تارة وإخلاله ببنود العقد تارة أخرى. وانتهت القضية حبياً كما فهم الرأي العام باعتذار الحريري عن كل ما صدر منها في لحظة غضب!. تحرز أو لا تحرز؟ في النهاية هناك دائماً خاسرون ورابح واحد، إلا في برنامج «رقص النجوم» الذي أثبت على مدى الشهرين ونصف الشهر أن كل المشتركين خرجوا بخبرة وتقنيات قد تكون بمثابة خطوة أولى نحو عالم الرقص والإستعراض.

التحدي الاخير
لكن في النهاية كان لا بد من خاتمة للبرنامج وشكلت الحلقة الأخيرة حدثاً على المستويين الفني والتجاري. فحرب التصويت بدأت قبل موعد بث الحلقة الأخيرة. والرهانات تفاوتت بين المشتركات الثلاث، روزاريتا طويل وندى أبو فرحات ونايا اللواتي وصلن إلى مرحلة التحدي الأخير بجدارة. لكن تصويت الجمهور جاء إما من منطلق عاطفي أو فني أو حتى سياسي ومنهم من صوت من منطلق شخصي ونكاية بمشترك ساهمت إحدى المشتركات الثلاث في إخراجه بعد وقوفهما في دائرة الخطر. في النهاية هي لعبة رقص وأصولها تفرض وصول مشترك واحد ليحمل كأس رقص النجوم وإن سلمنا بأن المشتركات الثلاث اللواتي قفزن إلى النهائيات فزن وبجدارة بشهادة لجنة التحكيم.
منذ بداية الحلقة بدا واضحاً ان المعركة حامية. المشتركات الثلاث أقفلن «السكور» ونالت كل منهن 40 علامة قبل الوصول إلى المرحلة الثانية. واللافت أن آراء لجنة التحكيم وعلاماتهم كانت متقاربة خلال كل مرور للمشتركات والكل اعترف بتقدمهن أشواطاً أسبوعاً بعد آخر. معادلة شبه طبيعية، وإلا ما كان ظهورهن على المسرح في النهائيات وارداً. وما سمي بمرحلة ما قبل الظهور الأخير كشف عن احترافية كل من روزاريتا طويل التي نالت مجموع 76 علامة وندى أبو فرحات التي نالت بدورها وللمرة الأولى 40 علامة وأثنت آراء لجنة الحكم على قدرتها على إثبات دورها كراقصة محترفة وواعدة كما هو حالها في عالم التمثيل.

اطلالة نانسي
ووفقاً لشروط البرنامج كان يفترض حضور فنانة من الصف الأول في الحلقة النهائية لكن الإعلان عن حضور الفنانة نانسي عجرم في الحلقة ما قبل الأخيرة أثار حفيظة ضيفتها الفنانة نجوى كرم وتخللها الكثير من المشاكل والإعتراضات لكنها مرت على خير، أقله أمام عدسات الكاميرا، لكن لا بد من الإعتراف بأن حضور الفنانة نانسي عجرم كان موفقاً في الحلقة الأخيرة، اكان لناحية اطلالتها الانيقة، ام لناحية ما قدمته من جديدها، ام لناحية مشاركتها اعضاء فرقة الرقص تابلوهات راقصة استعراضية، وذلك بغض النظر عن الاخطاء التقنية التي برزت في البلاي باك خصوصاً في إطلالتها الغنائية الأولى، وكانت اكثر من فاضحة. وقد ارادت عجرم إضفاء جو من المزاح في إطلالتها الثانية على أغنية «يا غالي عليي» من خلال  تقليدها أسلوب أحد أعضاء لجنة التحكيم «بيريك» الذي شاركها وزوجته ليليا رقصاً. يذكر أن الأغنية صدحت على إحدى الإذاعات منذ نحو اسبوعين مما ينفي ما أوردته المقدمة كارلا أبو جودة لجهة إطلاقها للمرة الأولى عبر برنامج «رقص النجوم». لكن في النهاية لا يمكن إلا الإعتراف بقيمة الأغنية الفنية إن على مستوى اللحن أو الاداء.
خروج الممثلة ندى ابو فرحات في مرحلة ما قبل النهائية أحدث غصة لدى مشجعيها الذين ملأوا الصالة، لكن تعليقها الأخير على النتيجة واعترافها بأهمية هذه التجربة التي خاضتها في البرنامج والتي ستحملها مدى العمر يؤكدان على نضجها الفني والشخصي. أما نتائج التصويت فلم تنشر على الشاشة على غرار باقي الحلقات ولم يتم تبرير ذلك مما أثار جواً من البلبلة والتساؤلات في اوساط الرأي العام، خصوصاً أن مجموع علامات لجنة التحكيم كانت تبشر بالخيرحيث نالت أبو فرحات 75علامة، في مقابل 76 لروزاريتا و70 لنايا. فهل أنصف الجمهور ندى أبو فرحات وإلى أي حد يمكن الوثوق بنتائج تصويت الجمهور وكفاءاته التحكيمية؟

تصويت الجمهور؟!
مصادر في برنامج «رقص النجوم» أوضحت أن شروط المنافسة عالمية وهي جاءت نسخة طبق الأصل عن النسخة الأجنبية. ولفتت إلى ان فريق الإعداد كان واضحاً مع المشتركات الثلاث حيث أبلغهن أن هناك ريبورتاجاً واحداً أعد لكل منهن، مما يؤكد أن النتائج غير محسومة سابقاً. كما أوعزت إلى المشتركات بضرورة حث جمهورهن على تكثيف التصويت الذي يبدأ من نقطة الصفر بدءاً من إعلان نتائج المرحلة الأخيرة، أي بعد خروج إحدى المشتركات. وهذا ما كان يحصل في كل حلقة حيث كان يتم تصفير نتائج تصويت الجمهور عند وصول مشتركين إلى دائرة الخطر. وعن سبب عدم عرض نتائج التصويت أمام الجمهور؟ كان الجواب: هذا من ضمن صيغة البرنامج. إقتنعتم كما نحن؟
تقنياً يؤكد رئيس شركة «ستاتيستيك ليبانون» ربيع الهبر أن ما يعرف بتصويت الجمهور أو “rowvote“ قابل للتشكيك وغير متداول أو معترف به في علم الإحصاءات. ويضيف الهبر «قد تكون النتائج صحيحة 100 في المئة أو ربما 1 في المئة. من يدري؟ لكن إذا أخذناها من الناحية العلمية فهي لا تعتمد على عينة أو على توصيف أو على التقنيات المتداولة في علم الإحصاء مما يفتح باب الشك على مصراعيه. وأشار إلى أن «هذه التقنية ممنوعة في 48 ولاية أميركية وعندما ترد في احد البرامج تذيل بتحذير أو توضيح يشير إلى عدم صحتها أو مصداقيتها».
قد تكون المعايير العلمية المعتمدة عالمياً مقنعة إلى حد ما. أما عندنا فالتشكيك صار أشبه بالقاعدة. لكن لا بد من التوضيح، فالمعايير المعتمدة في تصويت الجمهور لا تتعدى الغاية التجارية أما محفزات الجمهور فتتفاوت بين الدينية والسياسية أو الوطنية. واياً تكن هذه المحفزات، يتابع الهبر، «فهي خاطئة لأنها لا تعتمد على أي معيار تقني أو فني أو علمي وقد تكون في مجملها عاطفية. والهدف منها تجاري ومالي لكنها في المقابل تساهم في فتح خطوط التواصل بين الجمهور والمتنافسين وتحفزه لمشاهدة البرنامج مما يرفع من نسبة المشاهدين». ويختم: «عندما نقرأ أن الهيئة الناظمة لاستطلاعات الرأي حذرت من استعمال الـ row vote وتصنفه كأسوا محفّز للرأي العام، يصبح من البدهي طرح السؤال عن مصداقية تصويت الجمهور في غالبية البرامج المتداولة اليوم ولا سيما التي تقوّم مستوى التنافس الفني».
في النهاية كان ختامها مسكاً وتحديداً للجمهور الذي تركت له صلاحية التصويت النهائي كاملاً بعدما كان ينقسم مناصفة مع نتائج علامات لجنة الحكم. ومرة جديدة نسأل: هل أنصف الجمهور المشتركة روزاريتا طويل في حلولها في المرتبة الثانية؟ ووفق أي معيار اختار نايا كفائزة أولى في برنامج رقص النجوم واستبعد ندى أبو فرحات على رغم أدائها المتفوق وعلاماتها العالية بشهادة اللجنة؟
شروط البرنامج فرضت كل هذه المعايير وعليها يقفل الموسم الأول من رقص النجوم، المهم أن كلاً من المشتركات الثلاث طبعن في عالم الفن علامة إضافية عنوانها «الرقص على إيقاع النجوم». واستحقت كل من روزاريتا وندى كلمة «مبروك» من اللجنة والجمهور، ولنايا ومدربها عبدو كأس الموسم الأول

ج. ن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق