فناننجوم ومشاهير

كارلا بطرس: نعم أنا جريئة في أدواري لكن برقي

تأسرك بشخصيتها الجريئة جداً وقناعاتها في ترجمة هذه الجرأة والحزن الساكن فيها برقي واحترافية. قد تكون امرأة الهوى التي باعت جسدها في «مدام كارمن»، والمثلية في «أجيال» التي اجتازت كل الخطوط الحمراء ونالت تقدير كبار المخرجين، وبائعة الهوى اليوم في «كيندا»، لكنها ايضاً ستكون زوجة الحاكم في مسرحية «قمر وشمس» التي ستقدم على خشبة كازينو لبنان، والمرأة المميزة في أدائها في «العائدة» الذي سيعرض في شهر رمضان. بكلمتين هي الممثلة كارلا بطرس التي استضافتنا في الوقت الفاصل بين المسرح وبلاتو التصوير، لتقول ما عندها بصراحتها وجرأتها المعهودتين…

تقفين على خشبة المسرح للمرة الأولى  لتأدية دور زوجة الحاكم المستبدة والعنيدة في مسرحية «قمر وشمس» فكيف وصل الدور إليك؟
المفاوضات استغرقت يومين فقط، فقد اتصل بي مؤلف المسرحية وجدي شيا وعرض علي المشاركة في مسرحية «قمر وشمس»، علماً أنني كنت أشارك في تمارين مسرحية «طريق الشمس» للفنان الكبير روميو لحود. وبعد قراءة النص وافقت لأن العمل جذبني إضافة إلى الدور المسند إلي.

واجهت نفسي
ما هي المعايير الفنية المعتمدة في شخصية زوجة الحاكم؟
الشرط الأساسي كان أن يسند الدور إلى ممثلة تتمتع  أولاً بالقامة الطويلة وبالشخصية الفذة والصوت الجميل. وهذا هو التحدي الأهم بالنسبة الي في هذه التجربة المسرحية، لأنني لم اتخيل نفسي يوماً أغني باللغة العربية لكنني تخطيت هذه العقدة وواجهت نفسي في الغناء كما في التمثيل.
كيف واجهت نفسك امام مجموعة من كبار الفنانين والممثلين المحترفين؟
صحيح فهناك مجموعة كبيرة من الفنانين أذكر منهم على سبيل المثال، عاصي الحلاني ونادين الراسي وفايق حميصي وجان قسيس وجيلبير جلخ، إضافة إلى أسماء أخرى تشكل ثقلاً في عالم الغناء والتمثيل. لكن أعترف انني لم أجد صعوبة على مستوى الوقوف على خشبة المسرح لأنني عشت هذه التجربة على مدى 20 عاماً من خلال مهنتي في عرض الأزياء ولست خائفة من التمثيل لأن الدور في غالبيته مغناة. لكن الإستحقاق الأكبر هو في غنائي باللغة العربية حتى انني تفاجأت من نفسي عندما دخلت الأستديو وسجلت أغنيتين في يوم واحد. فهذا هو التحدي وأتمنى أن ألقى استحساناً عند الجمهور.

إلى الغناء؟
هل يمكن أن تكون هذه التجربة الغنائية بمثابة محطة للإنتقال مستقبلاً إلى عالم الغناء؟
ولمَ لا إذا اكتشفت أن الجمهور يتقبلني. وبذلك أكون كسرت حاجز الخوف الذي كان يسيطر على عقلي من فكرة الغناء باللغة العربية.
لكن دخول الساحة الفنية اليوم فيه الكثير من المخاطرة والحذر؟
صحيح ولست مستعدة لأن أحرق تاريخي الفني بأعمال لا تتمتع بالمستوى الراقي الذي بنيت على أساسه إسمي وتاريخي. وهذا يتطلب الكثير من الحذر والنضوج.
لماذا اعتذرت عن دور سيدة القصر في مسرحية «طريق الشمس» للفنان روميو لحود بعد شهر من التمرينات؟
حصل خلاف في وجهات النظر على بعض التفاصيل بعدما كنا اتفقنا على الخطوط العريضة وبدأنا التمارين. لكن هذا لا يعني أنني خرجت «على زعل». فأنا أقدر الفنان روميو لحود واعتز بمعرفتي بالفنانة ألين لحود وكل فريق العمل. وأشكر الله أنني أملك ما يكفي من النضج الكافي حتى أتفادى الغلط وأضع نفسي في المكان المناسب.
هل حدد موعد عرض المسرحية على خشبة كازينو لبنان، وماذا عن إمكانية عرضها في مهرجانات بعلبك كما تردد؟
أولاً تستحق مسرحية «قمر وشمس» أن تدخل برنامج مهرجانات بعلبك لأنها من أرقى اعمال المسرح الإستعراضي الغنائي. لكنني لا أعرف شيئاً عن تفاصيل الخبر. أما تاريخ عرضها في كازينو لبنان فحدد في 13 آذار (مارس) ولمدة شهر واحد فقط.
إلى جانب التمارين المسرحية تصورين اليوم «العائدة»؟
فكرة المسلسل رائعة وهذا ما دفعني إلى قبول العرض. ويكفي أن يكون موقعاً بإسم الكاتب شكري أنيس فاخوري، والإخراج لكارولين ميلان التي خضت معها تجربة ناجحة ومميزة في مسلسل «كيندا».

ادوار نافرة
تتميزين بأدوارك الجريئة جداً فهل يعود ذلك إلى شخصيتك أم إلى الممثل الموجود في داخلك؟
الى الإثنين معاً. لكنني أحاول ان أكسر هذه الصورة من خلال تأدية أدوار مغايرة تماماً لهذه الشخصيات وهذا ما حصل في مسلسل «روبي» حيث لعبت دور الزوجة الساذجة والعادية والفتاة المهضومة في «آخر خبر».
لكنك في «مدام كارمن» كنت فتاة الهوى وفي «أجيال» المرأة المثلية وفي «كيندا» المرأة التي تبيع جسدها لتأمين مورد عيشها…
صحيح فهذه الأدوار النافرة تغريني لأنها تحفر في ذاكرة الناس وبشكل إيجابي على عكس ما يصوره البعض. ولو لم أكن أمتلك المخزون الكافي من النضج الشخصي والفني لما وافقت على تأديتها وباحترافية تامة بشهادة كبار المخرجين.
ألا تخشين من أن تؤطرك هذه الأدوار وتحد من خيارات المستقبل؟
إطلاقاً لأنني عندما أقرأ النص أحاول أن أتذكر أشخاصاً عاشوا هذه التجربة مما يفجر طاقة الإحترافية على المستوى التمثيلي. حتى عندما اؤدي ادواراً مغايرة يكون الإنطباع عينه. المهم أنني اقدم دوري الجريء على درجة عالية من الرقي لأنني متصالحة مع نفسي ولا أحمل عقد المجتمع ومحرماته.
ما هي الادوار أو النصوص التي ترفضينها؟
الرفض يأتي على خلفية الوقت. فإذا شعرت بأن قبولي لهذا الدور سيأتي على حساب بيتي وعائلتي أو على حساب مسلسل آخر أصوره، أرفضه. وهذا ما حصل في العرض الذي قدم إلي لتصوير فيلم في إيران. كما أصر على أن يكون العمل راقياً ويضم مجموعة من المحترفين ليس على مستوى الأسماء طبعاً، إنما لجهة الإحترافية في العمل.
واضح أنك جريئة حتى في قناعاتك؟
لأنني واثقة من مرحلة النضوج التي اكتسبتها من تجارب الحياة. هذا لا يعني أنني لا أقبل النقد ولا أستمع الى نصائح من سبقوني على درب النجاح والشهرة، لكنني لا أعير اهتماماً للمواقف والتعليقات التي تحاول النيل مني أو من سمعتي.
معلوم ان الدراما اللبنانية اليوم باتت شبه حصرية إن على مستوى الكتّاب أو المنتجين. ألا تخشين من أن تصيري خارجها في حال حصلت المنافسة؟
شخصياً لا أشك في قدراتي ولا أخشى من أن أكون خارج دائرة الدراما اللبنانية يوماً ما. أما على مستوى الحصرية فالمشكلة تتوقف على صغر مساحة لبنان وقلة عدد المنتجين. والمطلوب تعزيز الإنتاجات العربية المختلطة لفتح الباب أمام هذا الكم الهائل من الممثلين، وخصوصاً أن الغالبية تتمتع بطاقات تمثيلية مهمة.
عينك على السينما العالمية؟
طبعاً لكن ليس من خلال أدوار الإغراء التي طبعت صورة الفتاة اللبنانية في الخارج. وهنا ألقي اللوم على الإعلام الذي فتح باب الفساد والوقاحة على الخارج مما يتطلب إعادة النظر في مسألة الرقابة.
كيف ترجمت حالة الحزن التي عشتها بعد وفاة زوجك في حادث سير، خصوصاً أنك واجهت بدورك صراع الموت والحياة بسبب الإصابة والصدمة اللتين تلقيتهما؟
الحزن حالة تتطور عند الإنسان وكل يترجمها بحسب شخصيته وثقافته. فعندما عدت إلى البلاتوهات بعد الحادث، اتهمني البعض بأنني نسيت. يومها لم أعر الأمر اهتماماً لأنني قررت أن أكمل الحياة من أجل ابنتيّ. أما في المجال الفني فقد أعطاني الحزن قدرات فائقة للدخول في أدوار الحزن بسرعة فائقة. واكتشفت أنني إمرأة إيجابية وإلا لما كنت أكملت بهذا النبض اليومي، سواء في حياتي اليومية مع عائلتي أو على المستوى المهني
.

 

ج. ن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق