الاقتصادرئيسيمفكرة الأسبوع

السياحة العالمية تخطت المليار سائح للمرة الاولى

للمرة الاولى يتجاوز عدد السياح في العالم المليار في العام 2012 رغم سمة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والمالي وحتى الامني التي طبعت العام. فكيف توزع المليار سائح شرقاً وغرباً؟ وما صادفوه من صعوبات؟ وما هي التوقعات للعام 2013؟

اعلنت المنظمة العالمية للسياحة ان عدد السياح في العالم في العام 2012 تجاوز عتبة المليار سائح للمرة الاولى، اي بزيادة 4٪ عن العام الذي سبقه، على الرغم من «ظروف عدم الاستقرار الاقتصادي» التي طبعت العام، سواء على مستوى الدول المتقدمة او الدول النامية.
واشارت المنظمة، التي تتخذ من مدريد مقراً لها ان عدد السياح بلغ 1،035 مليار سائح، بزيادة 39 مليون سائح عالمي عن العام 2011. وقال امين عام المنظمة طالب رفاعي، خلال عرضه الارقام السنوية في مؤتمر صحافي: «ان العام 2012 كان عام عدم الاستقرار الاقتصادي المستمر في العالم اجمع، وبالاخص في منطقة اليورو». حيث اضطرت دول عدة لطلب الدعم الاوروبي عبر برامج الدعم، وخطط الانقاذ في الوقت الذي شارفت بعض الدول الاوروبية على الافلاس كاليونان وقبرص، والى حد ما البرتغال واسبانيا وايطاليا.
وعلى الرغم من الصورة الاقتصادية الكالحة عالمياً فقد نجحت السياحة العالمية في الاحتفاظ بخطها الانتعاشي الذي بدأته في العام 2010 الذي سجل زيادة في عدد السياح في العالم بنسبة 6،6٪، بعد سنة هي الاسوأ منذ 60 عاماً، حيث تراجع عدد السياح في العام  2009 بنسبة 3،9٪. واستمرت السياحة العالمية في تصاعد في العام 2011 لتسجل زيادة بنسبة 5٪.
واعتبر الرفاعي ان الفصل الاخير من العام 2012 جاء افضل مما كان متوقعاً. وقد استمرت الاقتصادات الناشئة في رأس القائمة مسجلة نمواً بنسبة 4،1٪ في مقابل 3،6٪ للاقتصادات المتقدمة.

التوزع الجغرافي
واذا نظرنا الى خريطة العالم السياحية في العام 2012، لوجدنا ان منطقة آسيا والمحيط الهادي استأنفت تقدمها حيث سجلت زيادة بنسبة 7٪ بعدما اصيبت بصدمة في العام 2011 بفعل الاحداث المأساوية التي شهدتها اليابان، وبالاخص التسونامي الذي هز البلاد على اكثر من مستوى. غير ان ثبات الصناعة والاقتصاد اليابانيين كان له تأثير ايجابي كبير على آسيا مع نمو في عدد السياح العالميين بنسبة 6،8٪.
وعلى مستوى اوروبا، التي تبقى المقصد السياحي الاول في العالم، «سجلت افضل مما كان متوقعاً»، على حد قول الرفاعي، بحيث نما عدد السياح فيها بنسبة 3٪ على الرغم من الركود الذي ضرب معظم المنطقة. وبصورة اجمالية بلغ عدد المسافرين الواصلين 535 مليون شخص بزيادة 17 مليوناً عن العام 2011.
وبخلاف ذلك، عانت منطقة الشرق الاوسط من الازمات، ولا سيما سوريا وليبيا، حيث تراجع عدد السياح العالميين بنسبة 5٪، وهو التراجع الذي يبقى افضل من تراجع العام 2011 الذي بلغ 7٪. وتبدو الصورة مختلطة بالنسبة الى دول اخرى مثل مصر حيث سجلت عام  2012 تحسناً طفيفاً عن العام 2011، من دون ان تصل الى مستوى العام 2010. ويشير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء الى ان شهر كانون الثاني (يناير) شهد تراجعاً في الحركة الوافدة الى مصر بنسبة 28،6٪ بالمقارنة مع الشهر نفسه من العام 2011. ورغم التراجع في اعداد السياح الوافدين من مجمل انحاء العالم، الا ان السياحة العربية لمصر خلال الشهر الاول من السنة 2012، على سبيل المثال، حققت زيادة بنسبة 20،5٪، كما حقق عدد الليالي ارتفاعاً بنسبة 17،4٪. واذا كان السياح السعوديون هم في طليعة الوافدين الى مصر (42٪)، فان العدد الاكثر انخفاضاً يتمثل بالوافدين من اوروبا الغربية تليها اوروبا الشرقية.
وعلى صعيد الفنادق في لبنان، تراجع معدل الاشغال بحسب الاحصاءات الرسمية الى60،1٪ في العام 2012، اي بتراجع 54،9٪ عن العام 2011. وذكرت مؤسسة «موتيل كومبست» ان نسبة الاشغال في فنادق لبنان هبطت 5،2 نقاط، بما يجعلها اكبر نسبة هبوط بين 14 سوقاً عربية في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، بالمقارنة مع نسبة هبوط على مستوى المنطقة بلغت 4،2٪.
وكانت نسبة الاشغال في لبنان سادس اعلى النسب انخفاضاً في المنطقة، لكنها بقيت اعلى من نسبة الاشغال في المغرب (54٪)، ومصر(53٪)، وتونس (46٪)، والبحرين (44٪)، واليمن (34٪). وعلى سبيل المقارنة، كان معدل الاشغال سنة 2011 سادس اعلى معدل، وحل بعدالمملكة العربية السعودية (60،4٪)، وسلطنة عمان (63٪)، وتركيا (64٪)، وقطر (67٪)، والامارات العربية المتحدة (77٪).

توقعات 2013
اعتبرت المنظمة العالمية للسياحة ان التوجه الارتفاعي سيستمر في العام 2013 «ولكن بوتيرة اخف واكثر تواضعاً» مع عدد سياح يقفز من 3٪الى4٪. والشيء نفسه على المدى الطويل، اذ ترى المنظمة عدداً متزايداًمن السياح مع ارتفاع بمتوسط نسبة تبلغ 3،8٪ على اساس سنوي بين عامي 2010 و2020، كما توقعت ان يصل عدد السياح في العالم الى 1،8 مليار سائح في العام 2030.
وكماكانت منطقة آسيا والمحيط الهادي في رأس قائمة المقاصد السياحية في العام 2012 يتوقع ان تحافظ على هذه الصدارة السنة الحالية، بحيث ستسجل زيادة بنسبة 5٪ و6٪ على التوالي، تليها افريقيا (من 4٪ الى 6٪)، فالقارة الاميركية (من 3 الى 4٪)، فاوروبا (من 2 الى 3٪).
وفي المقابل يمكن ان تعاني منطقة الشرق الاوسط، بحسب المنظمة، من هامش يراوح بين صفر و5٪. وتندرج هذه التوقعات في مناخ اقتصادي عالمي مرتبك ^

كادر
اميال جوية مجانية ام وهمية؟
تستخدم بعض شركات الطيران ولا سيما الاوروبية منها عروض الاميال الجوية «المجانية» في محاولة لاغراء المسافرين وانعاش حركتها. ولكن عندالتدقيق في اسعار تذاكر هذه الشركات يتبين ان الاميال المجانية ليست سوى تمويه لضرائب ورسوم على بعض الرحلات تفوق قيمة التذاكر نفسها، وهي الضرائب الاعلى في العالم، وتصل في بعض الاحيان الى 600 دولار للمسافر الواحد من لندن الى القاهرة او بيروت على سبيل المثال. وهذا ما يتضح من خلال ما تفرضه الحكومة البريطانية، مثلاً، من ضرائب متصاعدة على السفر الجوي تبدأ من 26 جنيهاً استرلينياً حتى مسافة ستة آلاف ميل. وتقسم هذه الضرائب العالم الى اربع فئات وفقاً لبعد المسافة عن بريطانيا وتنخفض هذه الضرائب ضمن الفئات الاربع الى 13 جنيهاً حتى تصل الى 92 جنيهاً لكل مسافر في الدرجة السياحية الاقتصادية. والغريب ان الحكومة تفرض هذه الرسوم على المسافرين وليس على المقاعد الشاغرة، ولذلك لا تعيد الشركات هذه الرسوم الى المسافرين الذين تخلفوا عن رحلاتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق