سياسة عربية

ظاهرتان

تميزت احداث الذكرى الثانية لولادة الثورة على نظام حسني مبارك، بظاهرتين:

الاولى: حركة مقاومة شعبية عرفت باسم «المجموعة السوداء»: شباب لا ينتمون الى اي تنظيم معارض، يضع اعضاؤه عصبة سوداء على رؤوسهم، شاركوا في تأزيم اجواء التظاهرات، فرموا الحجارة على رجال الشرطة، الذين ردوا بقنابل مسيلة للدموع، وتحولت علامة العصبة السوداء الى علامة مميزة والى رمز، تسعى الحكومة الى محاربته، باحالة جماعته الى المحاكمة. وحمّل المدعي العام طلعت عبدالله، الذي تطالب المعارضة بتنحيته، هذه الجماعة مسؤولية اعمال العنف التي اجتاحت مصر.

وكانت ظاهرة العصبة السوداء ولدت في اوروبا، بين السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وسيلة مفضلة من كل انواع مجموعات الناشطين، سواء ضد النووي ام الفوضويين. وبدأت في الظهور في شوارع القاهرة في الاسابيع الاخيرة، مستغلة اجواء عدم رضى شعبي متزايد، على الاصلاحات الاسلامية الاتجاه التي يطلقها الرئيس الاخو اني، محمد مرسي.

احد المقربين من هذه الجماعة. احمد عمر (22 سنة)، يعتبر ان هذه الجماعة ليست سوى موجة يركبها النظام، ليفرغ فيها كل المشاكل التي يواجهها، وكان احمد عمر، دخل السجن خمس مرات في ايام الاضطرابات، ضد نظام حسني مبارك، ويعتبر ان هذه الجماعة تشكل مفتاحاً للولوج الى مستقبل الثورة، بتصميمها على المحافظة على وحدة خطها، ولن يكون من السهل على النظام المصري، التخلص منها.

وكان احد اعضاء المجموعة السوداء سرق سيارة مصفحة للشرطة قادها الى ميدان التحرير، واحرقها، خلال الاسبوع الماضي، اشارة الى انتماء الجماعة الى الحركة الاعتراضية المصرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق