سياسة عربية

التحرش والاعتداء الجنسي

والظاهرة الثانية، كانت عودة ظاهرة التحرش والاعتداء الجنسي على النساء في ميدان التحرير، وكانت احدى ضحايا هذه الممارسة، في تظاهرات الاسبوع الماضي، ضد حكم الاخوان، صحافية، تنشط في الشارع، منذ الثورة على حسني مبارك واستمرت ضد تسلط محمد مرسي، واكدت لنا على الهاتف، ان حوالي 15 رجلاً اعتدوا عليها (عمرها 40 سنة)، على مدى 40 دقيقة، ولم يستمع احد من مئات الآلاف الذين تجمعوا في الميدان، لان تكتيك الطغمة، يقضي بالاحاطة بالضحية بينما ينفذ احدهم جريمته. وهكذا دواليك، بالدور. وقالت على الهاتف: «شعرت وكأنني اموت، ممزقة الثياب، واغمي علي، الى ان استفقت في احد المستشفيات نقلتني اليه سيارة اسعاف!

وتصر، على ان النساء يبقين امل ميدان التحرير بالرغم من الاعتداءات الوحشية التي يتعرضن لها، والتي ليس في استطاعة احد ان يدعي انها لا تحصل وانها من بنات خيال عملاء اجانب للاساءة الى الرجل المصري.

وتقدمت الزميلة بشكوى الى القضاء باسمها واسم 19  امرأة اخرى، تجرأن مثلها، بينما تفضل الاكثرية من النساء السكوت، خوفاً ام حياء ولا تنتظر الزميلة المصرية ان تؤدي مبادرتها التي شجعها زوجها عليها، الى اعتقال الفاعلين، وانما الى كشف ما يحصل في الميدان، رمز الثورة، بعد ان تحولت القاهرة، الى عاصمة عربية، للتحرش الجنسي، حيث يقدر المركز المصري لحقوق الانسان، ان نصف عدد نسائها، يتعرضن لمثل هذه الاعمال يومياً، وان 83 في المئة، من نساء القاهرة يتعرضن للتحرش الجنسي، مرة واحدة على الاقل، في حياتهن، ولعل الذين شاهدوا فيلم «البوسطة» يذكرون شيئاً مما يحصل.

والجديد، كما في قصة البوسطة، هو تكاثر عدد اللواتي يرفعن الصوت، شكوى واستنكاراً واشارت احصاءات مواقع انترنيتية، الى وقوع 51 حالة في الاسكندرية، و9 في اسيوط، و776 في القاهرة، منذ اندلاع الثورة وفي ساحات هذه الثورة.

وتشدد الزميلة، التي تخضع حالياً، لعلاجات نفسية، ان مصر، هي شيء اخر، غير هذا الذي حصل لها، ولكن حان الوقت للتعمق في الداخل، في الدهاليز التي تغذي الغرائز الدينية، وتقول: ان الديموقراطية ليست مجرد تأسيس احزاب وانتخاب، وطلب اصلاحات، ولكنها كذلك الشجاعة، والشجاعة بالنسبة الى نساء مصر، هي الامل، الذي يبقى شعار الديمو قراطية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق