القدس ذاكرة تاريخ وحق لن يموت
كتاب «القدس: في الخطاب الشعري العربي والخطاب الشعري العبري الحديث 1967 – 2012» للدكتورة نهال مهيدات، والصادر عن «المؤسسة العربية للدراسات والنشر» في بيروت، يتناول هذه المدينة التاريخية الفريدة من نوعها، من زاوية جديدة… أي من زاوية قراءة «القدس» و«اورشليم» في الخطاب الشعري العربي والعبري المقارن… حيث يتم التجاور بين موقفين تاريخيين وعقائديين وثقافيين وسياسيين متناقضين ومستقلين يقطنان المكان نفسه.
تشير المؤلفة، الى ان القدس لدى العربي الفلسطيني، هي ذاكرة تاريخ وحق لا يموت، وهو ضرب من تذكّر موجع للخطة التاريخية الحاسمة (1967). وهي كذلك افصاح عن عصيان كل اشكال النفي لتاريخ الفلسطيني ووجوده، وذلك عبر المقاومة بشتى صورها. اما اورشليم فهي مسألة سياسية محض. تختزلها مقولة رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو: «عليكم الا تثقوا في مساعدة الغرباء، وألا تثقوا في الكرماء، وألا تتوقعوا أن الأحجار ستلين… وعلى الشعب الذي يريد ان تكون قامته منتصبة، ان يضع ثقته في نفسه فقط». انها مقولة تثير تساؤلات جوهرية حول المكان «اورشليم» عن انبثاقه، متى وكيف؟ عن الزمان في حركته وهل يرجع الى الوراء؟ وعن نسيج التاريخ وتعاقبه، والشعب عن ماهيته وتشكّله.
وترى المؤلفة، ان قراءة القدس (1967) هي تأمل مستمر للجهد الشعري العربي عند الشاعر محمود درويش وعبد الرحيم محمود وسميح القاسم وخالد محادين وحيدر محمود وتميم البرغوثي وعبد الوهاب البياتي ومحمد الفيتوري.
اما اورشليم في الشعر العبري فلها حضور شعري لافت للقصائد وزخم كبير في دواوين الشاعر يهودا عميحاي تحديداً، وبصورة اقل عند شعراء آخرين مثل حاييم جوري، وأهارون شيبتاي وآجي مشعول.
لذلك، فمفردة القدس واورشليم في الشعر ستشكلان في الدراسة نقطة انطلاق هدفها اعادة التقاط «الذات» في النص الشعري لدى الطرفين وتمحيصها في اطار مرجعيات الخطاب ومصادرها المتنوعة.
يقع الكتاب في 285 صفحة من القطع الكبير، ويتألف بعد المقدمة والتمهيد والمدخل، من ثلاثة فصول وخاتمة.
اسم الكتاب:
«القدس: في الخطاب الشعري العربي والخطاب الشعري العبري الحديث (1967 – 2012)».
تأليف: الدكتورة نهال مهيدات.
منشورات: المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت.
تجربة هشام شرابي الفكرية
من ضمن سلسلة «اوراق عربية» التي تعنى بنشر مادة فكرية ميسّرة لقاعدة واسعة من القراء، في موضوعات وشؤون مختلفة… صدر عن «مركز دراسات الوحدة العربية» كتاب بعنوان «هشام شرابي ونقد النظام الأبوي في المجتمع العربي». أعدّها الدكتور عبد العالي معزوز.
يعتبر هشام شرابي نموذج المثقف العربي الملتزم بقضايا عصره وواقعه. وهو من المثقفين القلائل الذين دعوا صراحة الى نقد اليسار العربي والقومية المؤسسية من اجل فتح أفق جديد. وقد ساهم بكتاباته بالعربية والانكليزية في انشاء وعي عربي جديد خارج كليشيهات اليمين واليسار، وتوصل بنقده الحضاري للمجتمع العربي الى ان مشكلات العرب ثقافية وحضارية اكثر منها ازمات سياسية ضيّقة… فالمهم بالنسبة الى هشام شرابي هو التغلب ليس على الهزيمة بل على الوعي المهزوم، وليس على الأزمة بل على الفكر المهزوم. وهو يعزو الوعي المهزوم الى البنية البطركية أو النظام الأبوي، الذي هو أساساً بنية ثقافية معادية للحداثة والنقيض الجذري لها، باعتبار هذه الاخيرة منظومة فكرية وتجربة تاريخية واكتشاف علمي ونظرة علمانية الى العالم.
إذاً، في هذه الورقة، يضيء الباحث جانباً أساسياً من تجربة هشام شرابي الفكرية، وذلك في بيان أوجه النقد الحضاري الشامل لكل شيء، ولا سيما الانتقال من النظام الأبوي الى الحداثة، على صُعد الدولة والاقتصاد والحضارة والفكر. ويروم شرابي من وراء هذا النقد تفكيك مفهوم السلطة في المجتمعات البطركية…
ولفت الدكتور عبد العالي معزوز الى انه يمكن ان تلقي بعض العناصر من سيرة شرابي الذاتية، الضوء على اقتران الفكر عنده بالممارسة، والتصاق الحياة بالفكر، فرغم إقامته في الولايات المتحدة الأميركية والتحاقه بها للدراسة في مرحلة اولى سنة 1948 – حيث صادفت هجرته اليها ضياع فلسطين او ما صار يُعرف بالنكبة – وللتدريس سنة 1953 في مرحلة ثانية في جامعة جورج تاون في واشنطن، فانه ظل مسكوناً بقضايا الوطن العربي وهمومه عموماً، وبمصير وطنه فلسطين بشكل خاص. ففي اثناء تدريسه تاريخ الحضارات في الجامعة المشار اليها، كان عضواً ناشطاً في القضايا العربية والفلسطينية.
اسم الكتاب:
«هشام شرابي ونقد النظام الأبوي في المجتمع العربي».
اعداد: الدكتور عبد العالي معزوز.
منشورات: مركز دراسات الوحدة العربية – بيروت.
وظيفة القانون الأنثروبولوجية
عن «المنظمة العربية للترجمة» صدر حديثاً، كتاب «الانسان القانوني: بحث في وظيفة القانون الأنثروبولوجية». تأليف: ألان سوبيو (أستاذ القانون في جامعة نانت (بيت العلوم الانسانية اونج غيبان) وعضو في معهد فرنسا الجامعي). ترجمة: عادل بن نصر (أستاذ في علوم الترجمة والمصطلح في جامعة تونس «المنار»، وباحث متخصص في انثروبولوجيا القانون).
يعتبر التوق الى الحرية، في الاحوال كلها، معطى انثروبولوجياً أساسياً، لأن تعايش الناس في ما بينهم يقتضي الاتفاق على منح الحياة معنى واحداً، في حين لا وجود لحياة واحدة يمكن اكتشافها الطريقة الغربية في ربط الناس بعضهم ببعض، وذلك يطرح معنى يُفرض على الجميع. ان القانون هو النص الذي تكتب فيه معتقداتنا الاساسية اي قوة الاعتقاد في معنى الكائن البشري، وفي سلطة القوانين، او في قوة العهد. وبما ان القانون ليس تعبيراً عن حقيقة منزلة او اكتشاف علمي، فانه يلوح بمثابة تقنية بامكانها ان تخدم غايات متنوعة ومتغيرة، سواء كان ذلك في تاريخ الانظمة السياسية او تاريخ العلوم والتقنيات، ولكنها تقنية الممنوع التي تضفي على علاقات كل فرد بغيره وبالعالم، معنى مشتركاً يتجاوزه ويلزمه. ان كل واحد منّا بحاجة فعلاً الى ان يطمئن لوجود نظام كي يمنح حياته وعمله معنى.
يقع الكتاب في 384 صفحة من القطع الوسط. توزيع «مركز دراسات الوحدة العربية» في بيروت.
اسم الكتاب:
«الانسان القانوني: بحث في وظيفة القانون الأنثروبولوجية».
تأليف: ألان سوبيو.
منشورات: المنظمة العربية للترجمة – بيروت.