أبرز الأخباردوليات

واشنطن وموسكو تعملان لتوسيع نطاق الهدنة السورية لتشمل حلب

قالت الولايات المتحدة وروسيا امس الاثنين إنهما تعملان على تمديد هدنة في سوريا لتشمل حلب المدينة الشمالية المقسمة التي تصاعدت فيها حدة العنف خلال الأسابيع الماضية مما يهدد بانهيار الهدنة وتقويض محادثات السلام.

وزار وزير الخارجية الأميركي كيري جنيف لإجراء محادثات مع مسؤولين كبار في محاولة لإنعاش أول وقف كبير لإطلاق النار في سوريا منذ نشوب الحرب فيها قبل خمس سنوات. وبدأ سريان الهدنة بدعم روسي وأميركي في شباط (فبراير) لكنها انهارت تقريباً.
وأعلنت سوريا عن تهدئة محلية في منطقتين الأسبوع الماضي لكنها لم تشمل حلب حتى الآن. وتتبادل القوات الحكومية ومقاتلو المعارضة القصف في المدينة مما أسفر عن مقتل مئات المدنيين خلال الأسبوع المنصرم وبينهم أكثر من 50 شخصاً في مستشفى يقول مقاتلو المعارضة إنه استهدف عن عمد من قبل النظام.
وينذر القتال في حلب بتقويض أول محادثات سلام تشارك فيها الأطراف المتحاربة والتي من المقرر أن تستأنف في موعد لم يحدد بعد أن تعثرت في نيسان (ابريل) عندما انسحب وفد المعارضة غاضباً.
وأبدى كيري أمله يوم الاثنين في أن يتضح الموقف بشكل أكبر خلال يوم أو نحو ذلك بينما اتفقت الولايات المتحدة وروسيا على إبقاء عدد أكبر من أفرادهما في جنيف للعمل على تحقيق ذلك.
وقال كيري «ساهم الجانبان.. المعارضة والنظام.. في هذه الفوضى وسنعمل خلال الساعات المقبلة بشكل مكثف من أجل محاولة استعادة وقف الاقتتال».
وبعد ذلك تحدث كيري هاتفيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزيرين طالبا جميع الأطراف باحترام الهدنة. وقال الجنرال الروسي سيرغي كورالينكو إن مباحثات تجرى لتمديد اتفاقات الهدنة المحلية لتشمل حلب.

حلب محورية لتحقيق السلام
وتضطلع الولايات المتحدة وروسيا بأدوار رئيسية في المبادرة الدبلوماسية الأخيرة التي انطلقت بعد أن انضمت موسكو إلى الصراع العام الماضي وبدأت حملة جوية جعلت كفة ميزان القوة تميل لصالح الأسد حليفها.
وواشنطن واحدة من القوى الدولية والإقليمية التي تطالب برحيل الأسد. وقال البيت الأبيض يوم الاثنين إن على حكومة الأسد الوفاء بالتزاماتها في الهدنة.
وأودت الحرب الأهلية في سوريا بحياة مئات الآلاف وشردت الملايين من منازلهم وأثارت أسوأ أزمة لجوء في العالم كما أتاحت لمتشددي تنظيم الدولة الإسلامية فرصة السيطرة على أراض والانطلاق منها لشن هجمات في أماكن أخرى.
وتعثرت جميع الجهود الدبلوماسية لحل الصراع بسبب الخلاف على مصير الأسد الذي يرفض قبول مطالب المعارضة برحيله.
وأعلنت سوريا حتى الآن عن «نظام تهدئة» أي هدنة محلية مؤقتة في ضاحية الغوطة الشرقية بدمشق وفي ريف اللاذقية الشمالي اعتباراً من صباح يوم السبت. وتستمر هدنة اللاذقية ثلاثة أيام فيما قررت دمشق تمديد هدنة الغوطة 48 ساعة أخرى بعد أن كانت مقررة لمدة 24 ساعة.
وشهدت المنطقتان قتالاً عنيفاً لكن بدون هدنة مماثلة في حلب – المقسمة منذ سنوات بين الحكومة والمعارضة المسلحة – فإن الأمل يبدو ضعيفاً في تطبيق الهدنة الشاملة من أجل السماح باستئناف المباحثات.
وقال دي ميستورا الذي ينتظر أن يسافر إلى موسكو لعقد مباحثات مع لافروف في بيان إنه لا يمكن إحراز أي تقدم في المباحثات السياسية بدون الهدنة وخطوات أخرى لتحقيق «منافع ملموسة على الأرض للشعب السوري».
ولا تزال حلب تمثل المكسب الأكبر بالنسبة للقوات الحكومية التي تأمل في استعادة سيطرتها الكاملة على المدينة. ويشمل ريف حلب آخر قطاع من الحدود السورية – التركية لا يزال في قبضة مقاتلي المعارضة.

مقتل مدنيين
وتتهم المعارضة الحكومة بتعمد استهداف المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في حلب لإخراجهم منها وتقول إن العالم يجب أن يفعل المزيد لإجبار دمشق على وقف غاراتها الجوية.
ومن جانبها تقول الحكومة إن مقاتلي المعارضة يقصفون المناطق الخاضعة لسيطرتها بشدة مما يثبت أنهم يحصلون على أسلحة أكثر تعقيدا من داعميهم الأجانب ومن بينهم تركيا ودول عربية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عشرات المدنيين قتلوا من الجانبين لكن العدد الأكبر من القتلى سقط في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.
وقال التلفزيون الرسمي السوري يوم الاثنين إن صاروخاً سقط في محيط مستشفى حلب الجامعي وإن عدداً من المدنيين أصيبوا في هجمات بالمورتر نفذها معارضون مسلحون على حي جمعية الزهراء في غرب حلب.
وأعلن المجلس المحلي لمدينة حلب الذي تسيطر عليه المعارضة حالة الطوارىء في المناطق التي يديرها نتيجة للقصف المكثف. ومن المعتقد أن ما يتراوح بين 350 ألفا و400 ألف شخص لا يزالون في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بالمدينة التي كان يبلغ عدد سكانها قبل الحرب مليوني نسمة.
وقال محمد معاذ أبو صالح العضو البارز في مجلس محافظة حلب التابع للمعارضة إن السكان لا يغادرون مناطق المعارضة برغم القصف المكثف.
وأضاف أن من كانوا يريدون مغادرة حلب قد رحلوا بالفعل وأن من بقوا فيها قرروا البقاء في ظل ظروف القصف والحصار.
وقال ساكن بمنطقة صلاح الدين الخاضعة للمعارضة يدعى عمار العبسي إن القصف العنيف استمر طوال الليل وإن صاروخا سقط على مبنى خال من السكان في المنطقة فسواه بالأرض دون وقوع إصابات بشرية.
وفي حماة بغرب سوريا قال المرصد السوري إن القوات الحكومية حاصرت السجن المركزي وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لإخماد انتفاضة النزلاء الذين احتجزوا عدداً من الحراس احتجاجاً على خطط لنقلهم إلى سجن عسكري.
وفي ريف حلب الشمالي تقاتل جماعات معارضة أخرى تنظيم الدولة الإسلامية الذي لا يشمله وقف إطلاق النار.
وقالت وكالة أعماق للأنباء التابعة للتنظيم إنه انتزع السيطرة على قرى دوديان وتل شعير وايكدة من جماعات معارضة مسلحة منافسة في شمال حلب قرب الحدود مع تركيا.
وأضافت أن مقاتلي التنظيم تمكنوا من قطع طرق إمدادات لمقاتلين معارضين آخرين في المنطقة برغم القصف المدفعي التركي دعما للمعارضة التي تقاتل التنظيم.
وقال المرصد السوري إن المتشددين قاموا بهجوم مضاد لاستعادة مناطق خسروها لصالح جماعات معارضة في معارك كر وفر لم يحقق فيها أي طرف مكاسب كبيرة.
وقال مصدر أمني تركي لرويترز إن بلدة كلس التركية الواقعة قرب مناطق تسيطر عليها الدولة الإسلامية على الجانب الآخر من الحدود مع سوريا أصيبت بصاروخين اليوم مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين. وأضاف المصدر أن الجيش التركي رد بإطلاق النار على مواقع للدولة الإسلامية.
وقالت أنقرة إنها قتلت 34 متشدداً يوم الأحد.
وتشارك تركيا في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويشن ضربات جوية ضد الدولة الإسلامية لكنها تعارض بشدة الجماعة الكردية المسلحة الرئيسية أقرب حلفاء واشنطن على الأرض. وأنقرة أحد الخصوم الرئيسيين للأسد والداعمين للمعارضة المسلحة في سوريا.
ومن بين الداعمين الرئيسيين للمعارضة السورية أيضا السعودية التي ندد وزير خارجيتها عادل الجبير بالتصعيد الأخير في القتال باعتباره انتهاكا لكل القوانين الإنسانية ودعا إلى تنحي الأسد.
وقال الجبير إن بوسع الأسد الرحيل من خلال عملية سياسية وعبر عن أمله في أن يفعل ذلك وإلا فستتم الإطاحة به بالقوة.

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق