سياسة لبنانيةلبنانيات

الوساطة الفرنسية في لبنان تترنح والوساطة القطرية تتحرك فهل يكون نصيبها افضل؟

قائد الجيش المرشح الثالث الاوفر حظاً والحملات السياسية ضده تزيد نسبة التأييد له

هل يعود الموفد الرئاسي الفرنسي جان – ايف لودريان الى بيروت كما وعد، بعد تعثر عمل اللجنة الخماسية في اجتماعها الاخير في نيويورك، وقد ظهر التباين بين اعضائها الى العلن؟ على كل فانه في حال عاد فستكون الزيارة الاخيرة اذا لم تحقق انتخاب رئيس للجمهورية. وهذا يعني ان المبادرة الفرنسية بدأت تترنح لتحل محلها وساطة قطرية، ينتظر ان يقوم بها وزير الدولة للشؤون الخارجية محمد الخليفي الذي يصل الى بيروت في الخامس من تشرين المقبل كما تردد. الا ان التحرك القطري باتجاه لبنان مستمر ولم ينقطع، ان عبر السفير القطري في لبنان او عبر الموفدين. وفي هذا الاطار كانت الزيارة التي قام بها السفير الى قائد الجيش العماد جوزف عون في اليرزة. وعلم ان موفداً قطرياً وصل امس الى بيروت هو ابو فهد جاسم آل ثاني وسيجول على السياسيين اللبنانيين تحضيراً لمهمة الوزير الخليفي، وبتأييد من اللجنة الخماسية التي عهدت الى قطر بهذه المهمة بعد فشل المبادرة الفرنسية.
ازاء هذا الواقع بدأ البحث عن المرشح الثالث بعد تراجع حظوظ جهاد ازعور وسليمان فرنجية، والاوفر حظاً حتى الساعة هو قائد الجيش العماد جوزف عون، وهذا ما حمل بعض الجهات على شن حملات التجني عليه. وبدا واضحاً انها حملات سياسية لا اساس لها من الصحة اذ ان الوقائع على الارض تدحض كل ما ورد في هذه الحملات. ويكشف زوار المنطقة الحدودية التي يتم فيها تهريب النازحين، ان الجيش رغم قلة العدد المتوفر ورغم الصعوبات اللوجستية اعلن عن وقف موجة التسلل غير الشرعي. وتبرز في هذا الاطار زيارة قائد الجيش الى الحدود الشمالية حيث افتتح شبكة طرقات في عدد من القرى والبلدات التي لم يسمع باسمها معظم الذين يطلقون الحملات والنظريات حول ضبط الحدود. وهذه الطرقات تفيد البلدات التي هي بحاجة ماسة اليها، كما تفيد العسكريين، اذ انها تربط المراكز العسكرية ببعضها. وتفقد العماد جوزف عون المراكز العسكرية والتقى عناصرها واطلع على مهماتهم الهادفة الى مراقبة الحدود وضبطها ومنع التهريب، وخاطبهم قائلاً: حدودنا ارضنا وعرضنا وهي باتت مضبوطة بفضل تضحياتكم واستمراركم في تنفيذ المهمات المطلوبة، رغم طبيعة الارض الملائمة للتهريب. واضاف ان من يتحدثون عن حقوق الانسان معترضين على اداء الجيش لمهماته، فان حقوق الانسان وجدت لتحمي كرامته. لكننا لن نسمح ان تكون عنواناً يغطي دمار شعبنا ووطننا. لبنان لم يعد يحتمل. وقال مؤكداً ان كل لبناني مسؤول حيال الخطر الذي يواجهه وطنه. ويمكن القول ان الحملات السياسية هذه تفيد قائد الجيش وترفع من حظوظه في الوصول الى قصر بعبدا.
في هذا الوقت واصل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لقاءاته واجتماعاته في نيويورك، في سياق مشاركته في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، وعقد لقاء مشتركاً مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والرئيس الفلسطيني محمود عباس، تم خلاله البحث في القضايا ذات الاهتمام المشترك. كذلك عقد اجتماعاً ثنائياً مع عباس جرى خلاله البحث في الوضع الفلسطيني، ولا سيما الاحداث الاخيرة في مخيم عين الحلوة. وشدد على اولوية وقف الاعمال العسكرية والتعاون مع الاجهزة الامنية اللبنانية لمعالجة التوترات القائمة، وجدد التأكيد ان ما يحصل لا يخدم على الاطلاق القضية الفلسطينية، ويشكل اساءة بالغة الى الدولة اللبنانية بشكل عام، وخصوصاً الى مدينة صيدا التي تحتضن الفلسطينيين. والمطلوب في المقابل ان يتعاطوا مع الدولة اللبنانية وفق قوانينها وانظمتها والحفاظ على سلامة اراضيها.
كذلك اجتمع الرئيس ميقاتي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وجدد له الشكر على وقوف العراق الدائم الى جانب لبنان في كل المجالات، ومتابعته الدؤوبة للشؤون اللبنانية. وكرر الدعوة الى الرئيس السوداني لزيارة لبنان قريباً.
وفي حديث متلفز كشف ميقاتي ان احداً من المسؤولين الدوليين لم يفاتحه باسم قائد الجيش كمرشح رئاسي. واكد انه لم يسمع من المندوبة الاميركية بربارا ليف التي قابلها قبل اجتماع اللجنة الخماسية، اي كلام عن سقوط المبادرة الفرنسية، معتبراً ان هناك جموداً دولياً على صعيد مساعدة لبنان مادياً، الى حين انتخاب رئيس. وقال ان اسهل الطرق الى ذلك القبول بمبادرة الرئيس بري والمشاركة في حوار السبعة ايام، يصار بعدها الى جلسة مفتوحة للانتخاب. وحول النزوح السوري قال ان المجتمع الدولي بات يدرك خطورة هذه الموجة عليهم. وقال ان الجيش كشف عن سبب النزوح الجديد من السوريين، وهو ان المهربين الى اوروبا ينطلقون من لبنان بمعنى ان لبنان هو بلد ترانزيت بالنسبة الى هؤلاء.
كذلك بحث ميقاتي مع رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، في مقر البعثة القطرية في الامم المتحدة في العلاقات بين لبنان وقطر وفي الجهود التي تبذلها الدوحة لحل الازمة الراهنة في لبنان. فهل تنجح الوساطة القطرية في ايجاد حل لازمة الرئاسة اللبنانية حيث فشل لودريان، ام ان الازمة ستستمر الى زمن طويل؟ الاسابيع المقبلة تجيب على هذا التساؤل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق