سياسة لبنانية

ضغوط النصرة على دروز جبل السماق

تنشط اتصالات من مشايخ وفعاليات درزية في جبل السماق وآخرين في سوريا، ومع زعماء دروز في لبنان، من أجل إيقاف الضغط الذي تمارسه «جبهة النصرة» على الدروز في جبل السماق، علهم ينجون من تدمير ذاتهم وخصوصياتهم الاجتماعية والدينية، بعد أن قبلوا بما فرضته عليهم «النصرة» من أحكام للشريعة، إلا أنها ما زالت ترفضهم إلا إذا تخلوا نهائياً عن معتقداتهم.
دروز جبل السماق البالغ عددهم حوالى عشرين ألف نسمة والموزعون على 18 بلدة اربع منها  في الساحل و14 في الجبل، محاصرون من مجموعات مسلحة من تنظيمات مختلفة، وحصل تطور على المستوى العسكري تمثل بانكفاء «الجيش السوري الحر» عن بلداتهم والمناطق المجاورة لصالح «جبهة النصرة» التي قامت مؤخراً بتصفية مجموعات توحدت تحت اسم «حزم» و«ثوار سوريا» ومن قواتها «الجيش السوري الحر» لتصبح السيطرة التامة لها، وهو ما زاد من تعقيد وضع الدروز في جبل السماق، والذين كان «الجيش الحر» يتفهم خصوصياتهم الدينية والاجتماعية.
وكانت تجري اتصالات مع أطراف في المعارضة السورية، تنتمي الى «الائتلاف الوطني السوري» لمنع إيذاء الدروز الى أن قرر أمير «النصرة» أبو عبد الرحمن التونسي قبل أكثر من شهر تطبيق الشريعة الإسلامية وأحكامها «وفق فتاوى أصدرها ومنها إزالة المقامات الخاصة بأولياء الموحدين الدروز، ونبش القبور وفرض الصلاة عليهم في الجوامع، وفصل الشباب عن البنات في المدارس، ومنع الاختلاط بين النساء والرجال، ولباس النقاب الأسود بدلاً من لباس المنديل الأبيض الذي تستر بها المرأة الدرزية وجهها حتى عينيها، والتزام تعليم القرآن».
كل هذه الأحكام طبقها دروز جبل السماق ولم يكن لديهم مانع، باعتبار أن دينهم هو الإسلام ومذهبهم هو المذهب الفاطمي وأولياؤهم هم من صحابة الرسول النبي محمد الذي به يؤمنون ويرفعون الصلاة بالشهادتين. فإشهار إسلام الموحدين لا يشكل أزمة عند الدروز، وكذلك الصلاة واللباس وحفظ القرآن وغير ذلك، إلا أن ما يقلقهم هي العادات والتقاليد وبعض الأحكام التي لها علاقة بالزواج وغيره من مسائل لا توجد لها حلول وفتاوى.
الزعيم الدرزي وليد جنبلاط يشرح في شأن دروز سوريا معطياته وأبعاد موقفه من «جبهة النصرة» التي سبق له أن اعتبرها غير إرهابية، قائلاً: بعد دخول «النصرة» الى جبل السماق في ريف إدلب، كان همي الوحيد حماية الدروز في تلك المنطقة والحؤول دون تفريغ ريف إدلب من وجودهم التاريخي. وقد تمنيت على الأتراك الذين لهم نفوذ على بعض المجموعات المسلحة المساعدة في التخفيف من الضرر الذي قد يلحق بالدروز. أنا أحاول حمايتهم ليس إلا، وأسعى قدر الإمكان الى تأخير عملية تهجيرهم. هذا هو التفسير الوحيد لموقفي من «النصرة».. إذ ما يجري يقتضي الحكمة لا المزايدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق