سياسة لبنانية

المطارنة الموارنة: السبب الأساسي للإنحدار يكمن في غياب رأس الدولة

عقد المطارنة الموارنة إجتماعهم الشهري في الكرسي البطريركي في الديمان، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، وبمشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية، وتدارسوا شؤوناً كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا بيانا جاء فيه:

– انطلاقاً من رسالة قداسة البابا فرنسيس عن البيئة وإعلانه عن إنشاء اليوم العالمي للصلاة من أجل العناية بالخليقة في الأول من ايلول (سبتمبر)، وتوصيته باتخاذ مبادرات للحفاظ على الأرض «بيتنا المشترك»، ونظراً إلى خطورة الأزمة البيئية التي يواجهها لبنان، وإلى المسؤولية التي تتحملها الكنيسة في هذا المجال، أنشأ الآباء لجنة بطريركية للبيئة مؤلفة من السادة المطارنة: منير خيرالله رئيساً، وبولس صياح وكميل زيدان عضوين، تعمل بالتعاون مع خبراء، على وضع استراتيجية للعناية بالخليقة في ضوء تعاليم الكنيسة، وبخاصة رسالة البابا فرنسيس والمجمع البطريركي الماروني.
– تقلق الآباء حال التأزم التي تجتاح البلاد، وهي تنذر بمستقبل قاتم، وتشير إلى مستوى العجز السياسي الذي يضرب عميقاً في الإرادة السياسية لدى المسؤولين، جراء الارتهان الضيق للخيارات المحدودة الأفق. فلا يمكن الخروج منها إلا بتوبة سياسية صادقة، تقر بالدرجة الأولى بأن السبب الأساسي للإنحدار الحاصل، يكمن في غياب رأس ناظم للدولة، ومحاولة بعض المسؤولين استغلال هذا الغياب، لفرض نفسه على أنه البديل الشرعي من الرأس. إن الآباء يطالبون الجماعة السياسية بالكف عن التلاعب بمصير البلاد، والذهاب إلى فراغ دستوري كامل، لا يخطر على بال أحد مقدار نتائجه الوخيمة.
– يذكر الآباء بأن لا أحد أكبر من لبنان، ولا يحق لأحد أو لمجموعة إخضاع مصير البلاد لمصالح شخصية أو فئوية أو مذهبية أو إقليمية. فلبنان محكوم بإرادة شعبه وبدستوره وميثاقه وصيغته. لذلك يطلب الآباء من الجميع إعلان ولائهم لهذا الوطن الذي أعطاهم هوية وكرامة ومقدرات، والذي يستعد على يد المخلصين له للاحتفال بعد خمس سنوات بالمئوية الأولى لإعلانه دولة مستقلة. ويذكرون بإسهام البطريركية للخروج من الأزمات التي يتخبط فيها لبنان، من خلال الوثائق التي أصدرتها، وهي: «شرعة العمل السياسي» (2009) و«الوثيقة الوطنية» (9 شباط 2014) و«الوثيقة الاقتصادية» (25 أذار 2015)، ويدعون الهيئات السياسية والاقتصادية للرجوع إليها.
– إن أثمن هبة من الله وعطية حباها التاريخ للبنان وارتضاها أبناؤه، هي الحرية التي يصونها الدستور، وتضمنها الشرائع الدولية. وإذ يأسف الآباء للعنف الذي استعمل في قمع التعبير عن الرأي، في مسائل حيوية تمس كل مواطن لبناني واع لخير المجتمع ولخيره الخاص، ولا سيما مسألة النظافة العامة، يدينون في الوقت عينه اندساس مجموعات بين المتظاهرين شوهت أهدافهم الوطنية المحقة، كما يستنكرون العنف الذي مارسوه على رجال الأمن. ويهيبون بالوسائل الإعلامية توخي الموضوعية والعمل على تهدئة الخواطر، ويناشدون السلطات مسك الأمن بعيداً عن الصراعات السياسية.
– يدعو الآباء جميع أبنائهم وبناتهم إلى المشاركة في قداس يومي عند الساعة السادسة مساء في معبد سيدة لبنان، وعبر إذاعة صوت المحبة وتلفزيون المحبة، يصلون خلاله لأجل انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وتفعيل المؤسسات الدستورية، وإحلال السلام في سوريا والعراق وفلسطين واليمن وليبيا، وعودة جميع المخطوفين والنازحين واللاجئين إلى بيوتهم وأراضيهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق