سياسة لبنانيةلبنانيات

تأخير تسريح قائد الجيش امام جلسة الحسم وبكركي والمعارضة يتخوفان من «امر ما»

الوضع على الحدود الجنوبية اللبنانية على حاله، اشتباكات وقصف متبادل، وغارات جوية يشنها العدو الاسرائيلي، دون ان يوفر المنازل والاماكن الاهلة. ويرد حزب الله بقصف المراكز العسكرية للعدو. وهذا ما يقلق الولايات المتحدة والبيت الابيض بالذات بعدما اكتشف ان اسرائيل تتسلح بالتأييد الاميركي لتتجاوز كل الحدود في قصفها العشوائي ان في غزة التي تشهد معارك ضارية، او على القرى الحدودية اللبنانية. لذلك اوفد المستشار جايك سوليفان الى اسرائيل في محاولة لردعها عن الهمجية التي تمارسها على السكان الامنين ان في غزة او في لبنان.
وبمعزل عما يدور في الجنوب، العين اليوم على المجلس النيابي الذي يعقد جلسة تشريعية، يصفها البعض بانها غير دستورية، لان المجلس حالياً هو هيئة انتخابية، لا يحق له التشريع قبل انتخاب رئيس للجمهورية. الا ان الشك والحذر يلفان هذه الجلسة. فقد ابدت المعارضة وكذلك بكركي توجسهما من مؤامرة تدبر ويقصد بها فرض الشغور على قيادة الجيش اسوة بما يجري بالنسبة الى رئاسة الجمهورية. وبذلك توجه ضربة الى المؤسسة العسكرية، وجعلها عاجزة عن تسلم الحدود المشتعلة وتسقط كل المحاولات لتنفيذ القرار 1701. وعقدت الكتل المعارضة اجتماعات يوم امس خلصت الى قرار بالتواجد في محيط المجلس النيابي فاذا تبين ان التمديد سيحصل يدخل النواب الى الجلسة.
النائب ميشال معوض تحدث عن اجتماع كتلة التجدد النيابية فقال ان المعركة ليست معركة اشخاص، بل هي لحماية الجيش من الفراغ ومنع ضرب المؤسسة العسكرية. يريدون ضرب الجيش للامساك بورقة الجنوب. ونعرف خطورة ضرب الجيش والفراغ. نريد الحفاظ على ما تبقى من دولة لتطبيق الدستور. وقال ان توقيت مجلس الوزراء الجمعة مريب وسنكون في حرم المجلس لتأمين التمديد. هذا الموقف ينطبق ايضاً على نواب القوات اللبنانية. وتردد انهم سيبقون في محيط المجلس النيابي ويتخذون الموقف المناسب وفقاً لتطورات الجلسة.
البطريرك الراعي الذي ما زال منذ اشهر يوجه النداءات للتمديد لقائد الجيش، الى ان يتم انتخاب رئيس للجمهورية، اعرب امس عن ريبة وشكوك. فقد استقبل امس، وعلى مدى ساعة من الوقت في الصرح البطريركي في بكركي، سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد البخاري. هذه الزيارة وصفها مسؤول الاعلام في الصرح بانها للمعايدة، ونقل دعم المملكة لمواقف البطريرك الراعي السيادية. وقد ابدى السفير بخاري قلق المملكة واللجنة الخماسية المهتمة بشؤون لبنان (الولايات المتحدة، فرنسا، المملكة العربية السعودية، مصر وقطر) من الفراغ على رأس قيادة الجيش، معتبراً ان على النواب القيام بواجبهم لمنع الفراغ، وعلى اللبنانيين توحيد الجهود وتغليب مصلحة الوطن وانتخاب رئيس للجمهورية، ليعود لبنان الى موقعه وعصره الذهبي. واطلع بخاري البطريرك الراعي على جهود اللجنة الخماسية مع الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، لحث اللبنانيين على انتخاب رئيس من دون الدخول في لعبة الاسماء.
ويرى الراعي ضرورة التمديد لقائد الجيش من باب الموقف الوطني والحرص على موقع الرئاسة، وهو يشعر بان امراً ما يحاك ولديه شكوك في موضوع التمديد لقائد الجيش، لكنه ينتظر اتضاح النوايا، واذا حصل اي التفاف على مواقف بكركي فلكل حادث حديث. وحذر الراعي من تصوير الامر كأنه صراع ماروني – ماروني، لتمرير مخططات ما، في ظل لعبة سياسية لم تعد شريفة بنظر الراعي.
ان ما يثير الريبة والشك هو القرار بعقد جلسة لمجلس الوزراء يوم غد اي بعد جلسة المجلس النيابي، فاذا لم يتم التمديد ينقل الملف الى الحكومة فتؤخر التسريح ستة اشهر. وفي هذه الحالة يعمد وزير الدفاع الى الطعن بالقرار في مجلس الشورى فيبطل التمديد، وبذلك تتحقق اهداف البعض بضرب المؤسسة العسكرية كل ذلك يجري وقائد الجيش العماد جوزف عون يتابع عمله على اكمل وجه، غير عابىء بكل الحرتقات والحملات المشبوهة، وهو يعرف ان سجله ناصع وان ما يحاول البعض تصويره على غير حقيقته، مرفوض في الداخل والخارج. والكل بات يعرف اهداف هذه الحملات.
لو ان الوقت الذي يهدر على التلاعب بمصير البلد، يذهب في اتجاه الاصلاح والحفاظ على المصلحة الوطنية. لما كان اللبنانيون يعانون من الازمات المتلاحقة، وهي اساساً من صنع هذه الطبقة السياسية، البعيدة كل البعد عن مصلحة الوطن والشعب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق