سينما

افتتاح أيام بيروت السينمائية بشريط سعودي رائع: «وجدة»

كانت مفاجأتنا كبيرة وسعيدة ليلة افتتاح مهرجان ايام بيروت السينمائية ليل الجمعة 15 اذار (مارس). كان الافتتاح مع فيلم لم نكن نتأمل منه ولا نتوقع الكثير، فاذا به يخيّب توقعاتنا لحسن حظنا وحظ جميع عشاق السينما طبعاً، ويشعل اكفنا بالتصفيق الطويل له ولكل ما اثاره فينا من تأثر وطرافة واعجاب وقدرة على ملامستنا من الداخل ومجهود يستحق الثناء. انه أول فيلم سعودي يصوّر داخل المملكة العربية السعودية، إنه اول فيلم روائي طويل لمخرجة  سعودية متميّزة هي هيفاء المنصور الحائزة على ماجستير في الدراسات السينمائية من جامعة سيدني. إنه المشارك في مهرجان البندقية السينمائي الدولي والفائز بجدارة بالجائزة الاولى في مهرجان دبي السينمائي. إنه الرائع «وجدة» بفكرته البسيطة والقوية التي قدمتها هيفاء المنصور في معالجة مؤثرة فيها سلاسة وانسياب ملفتان واداءات اقل ما يقال عنها انها رائعة، خصوصاً تلك الفتاة الصغيرة المذهلة وعد محمد التي تستحق ان نرفع لها القبعة. وجدة (وعد محمد) فتاة سعودية في الثانية عشرة تنتمي الى الطبقة المتوسطة، وتعيش في الرياض مع امها (ريم العبدالله) ووالدها غائب معظم الوقت ويستعد للزواج من اخرى ستنجب له طفلاً.

وجدة فتاة  طموحة وذكية وجريئة، ستكافح من اجل شراء دراجة هوائية. كل الوسائل الممكنة ستستغلها للحصول على المال لتحقيق حلمها بشراء الدراجة من اجل ان تسابق جارها الفتى الصغير عبد الرحمن. كل الوسائل في متناول يدها، من اعداد اساور وبيعها لزميلاتها في المدرسة، الى حفظ القرآن من اجل الفوز بجائزة الالف ريال في المسابقة التي تنظمها مديرة مدرستها الانسة حصة (وعد). افكار وقضايا كثيرة، عرضتها هيفاء المنصور في حبكة واحدة فيها كثير من التأثر الذي لا يخلو من الطرافة والابتسامة، وقد جاءت كل تلك القضايا سلسة في سردها وغير متكلفة مطلقاً، ومتجانسة لانها تسير في خط واحد مع القضية الرئيسية للفيلم. وما زاد الفيلم قوة، الاداء المقنع والمؤثر والبعيد عن التصنّع، إضافة طبعاً الى التصوير الذي تم لاول مرة في السعودية، فدخلنا بذلك عالماً جديداً واكتشفنا الشارع السعودي والبيت السعودي المتوسط  الحال، وتعرّفنا على تقاليد مختلفة وغصنا في تفاصيلها. تبقى الاشارة الى امكانية عرض الفيلم امام الجمهور العريض قريباً في صالاتنا اللبنانية.

م. م
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق