سياسة لبنانيةلبنانيات

تحرك داخلي – عربي لافت فهل يطوي الصفحة السوداء لتشكيل الحكومة

يشهد هذا الاسبوع تحركات سياسية داخلية وعربية لعلها تكسر الجمود المسيطر على تشكيل حكومة انقاذ، تنهي هذه المأساة وهي الاسوأ بشهادة المنظمات الدولية منذ 150 سنة.
بدأ التحرك بزيارة قام بها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد جولة عربية شملت الامارات وتركيا ومصر. فهل هو عائد بفسحة امل عن قرب الخروج من المأزق، ام ان الامور لا تزال تراوح مكانها؟ لقد سقطت كل الاقتراحات من حكومة 18 وزيراً الى حكومة اربع ستات وحدها مبادرة الرئيس بري ثلاث ثمانيات لا تزال صامدة، رغم انها لم تثمر بعد. لقد ايدتها كل القوى السياسية تقريباً فئة واحدة لا تزال ترفضها بطريقة او اخرى متذرعة مرة بالمعايير واخرى بالميثاقية وثالثة بالصلاحيات بحيث تقول بعض الاوساط المحايدة انها محاولة للهروب من تشكيل حكومة.
ماذا دار بين الرئيسين بري والحريري؟ لقد تكتمت اوساطهما منعاً لتسريب المحادثات الى الاعلام فتفسد الطبخة. الا ان ما رشح يوحي بان الرئيس سعد الحريري اعد تشكيلة من 24 وزيراً عرضها على الرئيس بري وناقش الامور معه قبل ان يتوجه في نهاية الاسبوع الى بعبدا لعرض الاسماء على رئيس الجمهورية، فان وافق عليها نكون قد سرنا في طريق الحل والا فان الامور ستزداد تعقيداً.
الثنائي الشيعي يبدو متفائلاً او انه يوحي كذلك لتخفيف التوتر ولكن يجب انتظار الساعات المقبلة ليتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود. وحتى ولو لم يتم الاتفاق، فمبادرة بري باقية على الطاولة وهو لن يتراجع عنها الا اذا قدم اي طرف افضل منها. هذا فضلاً عن ان الثنائي متمسك بالحريري ولكن في حال اصر على الاعتذار فعليه ان يختار الشخصية التي ستخلفه في التكليف.
هذا ويستكمل الرئيس المكلف تحركه، فيلتقي كتلة نواب المستقبل والمكتب السياسي لتيار المستقبل، ثم يلتقي رؤساء الحكومة السابقين ويناقش معهم جميعاً اخر ما توصل اليه من خلال اتصالاته.
وكذلك قد يبدأ البطريرك بشارة الراعي تحركه باتجاه المسؤولين ساعياً الى تليين المواقف.
يقابل هذا التحرك الداخلي تحرك عربي تقوم به دولة قطر حيث يزور وزير خارجيتها بيروت. الاوساط المطلعة وصفت الزيارة بالمهمة وقالت ان الوزير القطري قد يحمل معه مبادرة تساعد على تشكيل حكومة، وربما هو يقوم بهذه الزيارة بتكليف خليجي. الا ان مصادر اخرى تقول ان الزيارة هي لتقديم الدعم المعنوي ودعم الجيش وتقديم المساعدات له.
على كل حال قد يكون في كل هذه التحركات بركة تسهل الوصول الى حل، وقد يكون العكس. ذلك ان الامل بهذه الطبقة السياسية بات مفقوداً والثقة بها معدومة. ولبنان في مرحلة الانهيار التام، وبات يخشى في حال فشلت هذه الجهود من اعلان العصيان المدني الذي بدأت دلائله تلوح في الافق. فعسى ان يتغلب التفاؤل وقد قال الرئيس بري ان الامور لن تبقى على حالها ولا بد من خطوة ما تبدل هذا الوضع الاسود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق