دولياترئيسي

معارك عنيفة في باخموت مع ذكرى بدء العملية العسكرية في اوكرانيا

عام من التهديدات الروسية باستخدام السلاح النووي

اعلنت الاستخبارات العسكرية البريطانية ان قطاع باخموت في مقاطعة دونيتسك، شهد معارك عنيفة على مدار الساعات الثماني والأربعين الماضية، في الوقت الذي أفادت فيه تقارير روسية بأن الجيش الروسي نفذ عمليات قتالية وسط باخموت.
ونقلت «سكاي نيوز» عن  وزارة الدفاع البريطانية بأن مدينة باخموت وما حولها شهدت معارك عنيفة خلال اليومين الماضيين، مضيفة أن القوات الروسية تستعد «في ما يبدو» لشن هجوم آخر في منطقة أوغليدار.
وجاء في نشرة الاستخبارات البريطانية، اليوم أن أوغليدار تعرضت لقصف عنيف.
وأمس  أعلن الجيش الروسي أنه نفذ عمليات قتالية في وسط مدينة أرتيوموفسك (الاسم الروسي لمدينة باخموت ).
وقال مساعد المسؤول المحلي لدونيتسك، يان ياغين، امس، أن القتال في مدينة أرتيوموفسك يدور بالفعل في وسط المدينة، مضيفاً: «المبادرة الآن في أيدي مقاتلينا، لقد دخلت قواتنا منذ فترة طويلة من الجانب الشمالي من أرتيوموفسك. الآن يقاتلون بالفعل في وسط المدينة وتقريباً استسلام القوات الاوكرانية في المدينة هو مسألة وقت، وأعتقد أن ذلك سيحدث قريباً».
وكشف أن القوات الأوكرانية تواصل القتال في باخموت، مشيراً إلى أنها تتكبد خسائر بشرية كبيرة هناك يومياً.
وقال: «إذا تحدثنا عن الوضع في أرتيوموفسك، فهم يدافعون عنها، لكن على أي حال سيخسرونها. لأن الحقيقة أولاً معنا، ونحن أقوى».
ولفت الانتباه إلى حقيقة أن الجيش الاوكراني فشل في تحويل باخموت إلى مدينة محصنة، بينما تكبدوا خسائر كبيرة في القوى البشرية هناك.
وأكد أن «أرتيوموفسك أصبحت مركزًا لتكبد الخسائر للقوات المسلحة لأوكرانية، حيث يتم القضاء يومياً على قوتهم البشرية هناك».

عام من التهديدات باستخدام السلاح النووي

نشرت الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية («آيكان»- فرنسا) الحائزة على جائزة نوبل للسلام في 2017، ملفاً خاصاً حول التهديدات النووية التي أطلقتها روسيا خلال السنوات الأخيرة منذ اندلاع الصراع في أوكرانيا عام 2014 وتكثفت في الحرب الأخيرة.
حذّرت الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية («آيكان»- فرنسا) الأحد في ملف تطرقت فيه إلى أبرز التهديدات النووية بعد مضي عام على الحرب في أوكرانيا، من أن الغزو الروسي يعرّض المجتمع الدولي لكارثة نووية أكثر من أي وقت مضى. وقالت إن إنكار ذلك أو الاعتقاد بأن تصريحات الرئيس فلاديمير بوتين هي مجرد خدعة سيكون بمثابة «اللعبة الخطيرة».

«لا وجود لسلاح نووي صغير»

في هذا السياق، قالت الحملة: «رغم أن حظر استخدام الأسلحة النووية في أوقات الحرب لم يخرق منذ 6 و9 آب (اغسطس) 1945، إلا أن التهديد الصريح باستخدامها من بوتين في عام 2022، هو بمثابة خطوة غير مقبولة».
كما سلّطت الحملة الضوء على تعاطي وسائل الإعلام مع تلك التهديدات وخصوصاً مصطلح الأسلحة النووية «التكتيكية» والتي يسود الاعتقاد بأنها أقل فتكاً، حيث أوضحت بأن هناك «تقليلاً من أهمية التهديدات التي تعودت وسائل الإعلام للأسف عليها، واستخدام لمصطلحات تقنية ليس لها معنى مثل (سلاح إستراتيجي أو تكتيكي)، رغم أنه لا وجود لسلاح نووي صغير، لأن أي استخدام لهذه الأسلحة من شأنه أن يتسبب في عواقب إنسانية وخيمة لا يمكن لأي بلد تحملها».

«فرنسا لا تجهّز سكّانها لخطر ضربة نووية»

كما أثار المنشور موقف فرنسا من التهديدات النووية الروسية، وأشار خصوصاً إلى أنه في الوقت الذي تحرص فيه قوات الردع النووي الفرنسية على إجراء مناوراتها السنوية للتدرب على الاستخدام المحتمل للسلاح النووي، مثل مناورات 23 آذار (مارس) الماضي والتي تمت خلالها تجربة إطلاق صاروخ جو-أرض متوسط المدى قادر على حمل رأس حربي بقوة 300 كيلو طن، وحشد 40 طائرة حربية للقتال والدعم، فإن فرنسا «لا تجهّز سكّانها لخطر ضربة نووية وتفضل المراهنة على أن لا أحد يجرؤ على تجاوز عتبة الخط الأحمر النووي».
للتنويه، فقد أنشئت («آيكان» – فرنسا) في 2007 وهي تجمع لأكثر من 570 منظمة غير حكومية تتواجد في 105 دول. وهي تناهض أسلحة الدمار الشامل وتسعى لتطبيق معاهدة حظر الأسلحة النووية. وقد حازت الحملة على جائزة نوبل للسلام في 2017 لمساهمتها الفعّالة في اعتماد منظمة الأمم المتحدة في 7 تموز (يوليو) 2017 معاهدة حظر الأسلحة النووية. أما مرصد التسلح فمقره ليون الفرنسية وقد أنشئ في 1984 تحت مسمى «مركز التوثيق والأبحاث حول السلام والنزاعات (CDRPC)»، وهو يهدف لدعم عمل المجتمع المدني في مجال الدفاع والأمن لنزع السلاح.

كرونولوجيا التهديدات النووية الأخيرة

ولخصت الحملة في ملفها أبرز التهديدات النووية الروسية منذ اندلاع النزاع في أوكرانيا العام 2014 وحتى الغزو الذي أعلنه بوتين في 24 شباط (فبراير) 2022. كما وقفت عند أبرز ردود الفعل الغربية من خلال كرونولوجيا توثّق أبرز تلك الأحداث:
29 آب (اغسطس) 2014: قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: «يجب أن يعي شركاء روسيا أنه سيكون من الأفضل لهم عدم إزعاجنا. حمداً لله، لا أعتقد أن أي شخص لديه أية نية للدخول في نزاع واسع النطاق مع روسيا. أريد أن أذكّركم بأن روسيا هي واحدة من أعظم القوى النووية».
16 آذار (مارس) 2015: بوتين يؤكد أنه في الأسابيع التالية لعملية ضم القرم، كان قد استعد لوضع القوات النووية لبلاده في حالة التأهب القصوى في حال حاولت القوات الغربية الداعمة لأوكرانيا شن عملية عسكرية في شبه الجزيرة.
8 شباط (فبراير) 2022: قال بوتين في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: «ندرك أيضاً بأن روسيا هي إحدى القوى النووية الرئيسية، ولديها بعض المزايا التي تجعلها أكثر تفوقاً من حيث الحداثة. لن يكون هناك منتصرون، وسوف تنجذبون إلى هذا الصراع رغماً عنكم».
19 شباط (فبراير) 2022: أشرف بوتين مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو على مناورات الوحدات النووية الروسية التي تشمل القوات الجوية وقوات الصواريخ الإستراتيجية والأسطولان النوويان الإستراتيجيان (الشمال والمحيط الهادي).
24 شباط (فبراير) 2022: في خطابه للأمة الذي تزامن مع إعلانه عن بدء «عملية عسكرية» في أوكرانيا، قال بوتين: «روسيا هي اليوم واحدة من أقوى القوى النووية بالعالم […] يجب ألا يكون هناك شك في أن الهجوم المباشر على بلدنا سيؤدي إلى الدمار وعواقب وخيمة على أي معتد محتمل […] من سيحاول الوقوف في وجهنا، ومن يخلق تهديدات لبلدنا، لشعبنا، يجب أن يعرف أن رد روسيا سيكون فورياً وسيؤدي بكم إلى عواقب لم تختبروها من قبل في حياتكم».
27 شباط (فبراير) 2022: بوتين: «أصدرت أمراً لوزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان بوضع قوات الردع النووي في حالة التأهب القتالي الخاصة».
1 آذار (مارس) 2022: فرنسا تضع غواصاتها في قاعدة إيل لونغ Île Longue في منطقة بروتاني (شمال غرب) في حالة التأهب القصوى بعد تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أطلق فيها تهديدات نووية.
27 نيسان (ابريل) 2022: قال بوتين في خطابه أمام البرلمان الروسي (مجلس الدوما): «بالنسبة الى روسيا فإن أي تهديدات ذات طبيعة إستراتيجية هي غير مقبولة.. يجب أن يعلم هؤلاء أن ضرباتنا الانتقامية ستكون قوية وسريعة. من أجل هذا، لدينا كل الوسائل، وسائل لا يمكن لأي شخص آخر أن يحظى بها… سنستخدمها إذا اقتضى الأمر… القرارات بشأن هذا الموضوع قد اتخذت بالفعل».
21 أيلول (سبتمبر) 2022: في خطابه للأمة، قال بوتين: «أود أن أذكركم […] بأن بلادنا تملك أيضاً إمكانيات دفاعية مختلفة، البعض منها هي أكثر تطورا من تلك التي تملكها دول الناتو (حلف شمال الأطلسي). إذا كانت سلامتنا الإقليمية مهددة، فمن دون شك فإننا سنستخدم كل الوسائل المتاحة لنا للدفاع عن روسيا وعن شعبنا. هذه ليست خدعة».
6 تشرين الأول (اكتوبر) 2022: قال الرئيس الأميركي جو بايدن في كلمة خلال حملة لجنة أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين: «لم نواجه احتمال نهاية العالم منذ أيام كينيدي وأزمة الصواريخ الكوبية […] يوجد تهديد مباشر باستخدام الأسلحة النووية إذا استمرت الأمور على المنحى الحالي».
13 تشرين الأول (اكتوبر) 2022: صرّح جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي: «يقول السيد بوتين إنه لا يخادع بالنسبة الى التهديد النووي. يجب عليه أن يفهم إذاً أن الدول التي تساند أوكرانيا، الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، الولايات المتحدة والناتو، لا يخادعون أيضاً».
21 شباط (فبراير) 2023: أعلن بوتين أن بلاده تعلّق مشاركتها في معاهدة «ستارت الجديدة» لخفض الأسلحة النووية، الموقّعة في 8 نيسان (ابريل) 2010 بين واشنطن وموسكو. وهدد بوتين بإجراء تجارب نووية جديدة إذا قامت الولايات المتحدة بذلك أولاً. وقال بوتين في خطابه السنوي أمام الجمعية الاتحادية: «أعلن أن روسيا تعلّق مشاركتها في معاهدة نيو ستارت» مضيفاً: «لا ينبغي أن يتوهم أحد أنه من الممكن انتهاك التكافؤ الإستراتيجي العالمي»، داعياً سلطات بلاده إلى «الاستعداد لتجارب أسلحة نووية» في حال نفذت واشنطن بعضها أولاً.

الوكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق