سياسة لبنانيةلبنانيات

انطلقت المعركة الانتخابية بزخم والسنيورة يعمل لسد الفراغ في الساحة السنية

القوى السياسية تنصرف الى تشكيل لوائحها ويبقى الخوف من المفاجآت

حتى الساعة لا تزال طريق الانتخابات النيابية سالكة، بعد ازالة عدد من المطبات. ويؤكد جميع المسؤولين انها حاصلة في موعدها، ولا مجال لتأجيلها او الغائها. فقد نقل امين جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط عن الرئيس ميشال عون قوله ان الانتخابات ستجرى في موعدها، وانه هو يعمل على ذلك، كذلك اعلن الرئيس نبيه بري ان لا قوة قادرة على الغاء هذا الاستحقاق الدستوري، المجال الوحيد امام الشعب ليقول كلمته. اما الرئيس نجيب ميقاتي فهو يعمل بقوة لتمرير الانتخابات وفق ما هو مقرر لها. وقد اكد ذلك مراراً وتكراراً. ومع ذلك لا بد من اخذ المفاجآت بالحسبان، خصوصاً وان هناك جهات لا تريد السير بهذا الخيار، وهي تعمل بقوة على تأجيل الانتخابات ان لم يكن على الغائها.
على هذا الاساس انصرفت القوى السياسية بزخم الى التحضير للمعركة. فقد اعلنت القوات اللبنانية امس بدء حملتها في جميع المناطق، لدعم مرشحيها، وهي منصرفة الان الى تشكيل اللوائح، وتحديد الجهات التي ستتعاون معها. وقبل ذلك اعلن التيار الوطني الحر انطلاق حملته معلناً التعاون مع حزب الله وتشكيل لوائح مختلطة. كذلك فعل حزب الكتائب وهو منصرف الان الى اعداد مشروع متكامل للاصلاح والاقتصاد والخدمات، وسيعلن عنه في نهاية الشهر الجاري. وحتى مساء امس ارتفع عدد المرشحين من 517 الى 745 ترشيحاً وسيزداد هذا العدد اليوم قبل انتهاء المهلة عند منتصف الليل.
وحدها الساحة السنية لا تزال مربكة وتسودها الضبابية بعد عزوف الرئيس سعد الحريري عن المشاركة في الانتخابات وابتعاده عن الحياة السياسية، داعياً نواب المستقبل الى التقيد بهذا القرار والا فالاستقالة من التيار. وما زاد من الغموض والارباك اعلان الرئيس ميقاتي امس عزوفه عن الترشح، مقتدياً بالرئيس تمام سلام وبعده الرئيس الحريري. وبذلك يصبح نادي رؤساء الحكومات خارج اللعبة السياسية. وحده الرئيس فؤاد السنيورة ابى ترك الساحة السنية فالتة خوفاً من ان تتقاسمها القوى التي لا تتطابق سياستها مع التوجهات السنية. فنشط منذ اليوم الاول ساعياً الى تشكيل لوائح في عدد من المناطق لملء الفراغ، واستقطاب كل ما يمكن استقطابه من انصار ومؤيدي رؤساء الحكومات وتيار المستقبل. وتقول مصادر سياسية مطلعة ان الرئيس السنيورة يلقى الدعم من الداخل ومن المجتمع العربي، لان الفراغ قاتل ويأتي بنتائج عكسية تضر بمصالح المقاطعين. فاللبنانيون لا يزالون يتذكرون المقاطعة المسيحية للانتخابات في التسعينيات وماذا كانت النتيجة. لقد ابعدوا انفسهم عن القرارات المهمة في الدولة، وعن الادارات الرسمية والمراكز الاساسية، وباختصار كانوا الخاسرين الاكبر. لذلك يسعى الرئيس السنيورة بالتعاون مع كل القوى التي تلتقي معه سياسياً، لخوض المعركة بعيداً عن المناطقية والطائفية، بل يريد انتخابات لكل لبنان تضع حداً لهذا الواقع المزري الذي نعيشه اليوم، والذي اوصل البلد الى الهوة. وتجدر الاشارة الى ان بعض نواب المستقبل، وخصوصاً نواب عكار ونائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش، ساروا في الخط عينه للسنيورة، وقرروا خوض المعركة. مع العلم ان السنيورة لن يترشح بل يدعم لائحة يشكلها هو.
وعلى الرغم من الظروف الدولية القاسية جراء الحرب المدمرة التي تشنها روسيا على اوكرانيا وانشغال العالم بها، وعلى الرغم من تقاعس الحكومة اللبنانية عن اجراء الاصلاحات المطلوبة لتنطلق معركة النهوض بلبنان، فان الاهتمام الخارجي بهذا البلد لا يزال ناشطاً. وعلى هذا الاساس كانت زيارة امين عام الجامعة العربية احمد ابو الغيط امس، وقيامه بجولة على المسؤولين، وبحث معهم في قضايا عدة، ابرزها المبادرة الكويتية لاعادة الثقة بلبنان، وتأمين عودة النازحين السوريين الى ديارهم، بعدما اصبحت معظم المناطق السورية آمنة، كما بحث في الانتخابات وابدى استعداده لارسال فريق من الجامعة يتولى مراقبة تنفيذ هذا الاستحقاق الدستوري بشفافية ونزاهة. فهل تتحرك الحكومة وتنفذ الاصلاحات المطلوبة بدءاً من الكهرباء علة العلل ومسببة بانقطاعها معظم المشاكل التي تواجه اللبنانيين، لتتلاقى مع الاهتمام الدولي؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق