زياد الرحباني يتوّج «اعياد بيروت» في عقر دار «سوليدير»
توترات امنية وسياسية تعصف بكل لبنان، خطف، قتل، اعتصامات، تهديدات، ملاحق اخبارية تتوالى، كل شيء ينبئ بالويل والثبور وعظائم الامور، كل هذا كان وكأن شيئاً ما كان، حمى ليلة ذاك السبت تفجرت مهرجانات واحتفالات اجتاحت كل لبنان، فيما جبلاً باتريسيا كاس تحيي اديث بياف في بيت الدين، وشمالاً ديميس روسوس ينشد الحب في «اهدنيات»، كانت محطة ثالثة استثنائية في العاصمة، في قلب بيروت، في اسواقها، مع زياد الرحباني ضمن مهرجانات «اعياد بيروت» التي تقام للمرة الثانية مختلفةً تماماً عن دورتها الاولى.
مشاركة زياد الرحباني في مهرجان «اعياد بيروت» شكلت مفاجأة كبيرة لجمهوره الواسع. يتذكر اللبنانيون جميعاً مواقف الرحباني وانتقاداته اللاذعة لـ «سوليدير» ومشاريعها ويذكرون جيداً رفضه المشاركة في الحفلة الشهيرة التي أحيتها والدته السيدة فيروز عام 1990 ونظمتها شركة “سوليدير” بمناسبة انطلاق اعادة اعمار بيروت، ومع ذلك ورغم نشاطاته الكثيفة هذا الصيف، اختار الفنان أن يكون بمثابة مفاجأة «أعياد بيروت» غير المنتظرة غير آبه بما اثارته تلك المشاركة من تساؤلات وتعليقات منددة او مؤيدة.
في عقر دار «سوليدير»
وهكذا، وفي عقر دار «سوليدير» وباشرافها وتنظيمها، وتحت عنوان “Dakt” وأمام مدرجات ممتلئة، أحيا زياد الرحباني حفلاً برفقة خمسة وعشرين عازفاً واثني عشر مغنياً مقدماً مجموعة من الاعمال الموسيقية والغنائية الرائعة ارادها مزيجاً بين اللونين، الشرقي والغربي، بين الاغنية الرحبانية والجاز والبلوز، شاركه فيها غناء، مجموعة من المغنيات الاجنبيات منهن سيندا رامسر Ramseur Cinda وكلوديا باتريس Claudia Patrice وبيرل رامسي Pearl Ramsey اضافةً الى المطربة السورية التي باتت ترافقه في معظم حفلاته، وهي منال سمعان.
وهكذا وعلى مدى ثلاث ساعات صاخبة اقتطعت منها حوالي عشرين دقيقة للإستراحة، بدت اطلالة زياد في اسواق بيروت مختلفة عن حفلاته التي شهدتها أخيراً مناطق لبنانية عدة، وتميزت بتفاعل كبير مع الجمهور الذي طغى صوته احياناً كثيرة على اصوات الكورس والفرقة الموسيقية مردداً اغاني زياد او من الريبرتوار الرحباني الفيروزي بكاملها، ومن الاغاني التي ألهبت حماسة الجمهور «تلفن عياش»، و«يا ضيعانو» و«بيي راح مع العسكر» وغيرها.
والأمسية التي جمعت جميع الفئات العمرية ومن مختلف المناطق اللبنانية، واستقطبت الجمهور الاوسع بين حفلات «اعياد بيروت» التي تمددت طوال هذا الاسبوع، حضرها بعض الوجوه الاجتماعية والفنية والاعلامية وفي مقدمها اليسا، مايا دياب، ومي الحريري.
نانسي عجرم افتتاحاً
و«اعياد بيروت»، هذا الحدث البيروتي الذي توجته هذا العام مشاركة زياد الرحباني، عرف منظّموه (شركات U2C2 وProduction Factory وStar System و«سوليدير») كيف يحولونه الى حدث دائم طوال ايام المهرجان المستمرة حتى 18 آب (اغسطس) الجاري، مستقطبين نجوماً جماهيريين من الصف الأول، وآخرين ذوي أسماء عريقة في الفن.
مع الفنانة نانسي عجرم كان افتتاح مهرجان «اعياد بيروت» للعام 2013، في حفل فني ضخم حضره وزير الاعلام وليد الداعوق، الوزيرة ليلى الصلح حمادة، السفير البريطاني توم فليتشر الى جانب عدد كبير من الوجوه الفنية، الاعلامية، الثقافية والاجتماعية. وامام جمهور تقاطر من مختلف المناطق اللبنانية، قدمت نانسي مجموعة من الاغنيات الرائعة التي لاقت حماس وتصفيق الجمهور الذي شاركها الغناء.
بفستان فضي أنيق من مجموعة «ايميليو بوتشي» اعتلت نانسي المسرح لتبدأ وصلتها الأولى مقدمة مجموعة كبيرة من أعمالها الخاصة التي افتتحتها بـ «أخاصمك آه» ثمّ «احساس جديد»، «آه ونص»، «مين ده ليه نسيك»، «سحر عيونو»، «الدنيا حلوه»، و«يا غالي عليي».
وخلال الاستراحة، قدّم الموسيقي الماهر روني برّاك وصلة مميّزة لتعود وتطل نانسي عجرم بفستان نيلي طويل من مجموعة المصمم اللبناني ايلي صعب، فتحيّي زوجها ووالدها بطريقة عفوية وتبدأ وصلتها الثانية بـ «اعمل عاقلة»، «شيخ الشباب»، «لون عيونك»، «انت ايه»، «ماشي حدي»، كما أدّت نانسي بإحساس مرهف المقطع الأخير من أغنية «دارت الايام» لكوكب الشرق ثم قدّمت أغنية «بتونس بيك» للراحلة وردة الجزائرية وختمت بـ «يا غالي عليي».
وفي الليلة الثالثة… وائل كفوري
ودائماً مع «اعياد بيروت»، في محطة ثالثة مساء الاحد حيث كان الموعد مع الفنان وائل كفوري الذي اعتلى المسرح عند الساعة العاشرة ليلاً بعدما امتلأت المدرجات بجمهور حماسي يتقدمه عدد كبير من الوجوه والشخصيات الفنية والاعلامية، أبرزها النجمتان إليسا ومايا دياب اللتان جلستا على بعد بضعة أمتار من بعضهما دون ان يتبادلا اي كلام.
على وقع أغنية «ما رجعت إنت»، صعد وائل الى المسرح ثم توقّف ليحيي الحاضرين وبدأ مع إليسا ثم بعد دقائق انتبه لمايا بين الحضور وحيّاها معتذراً منها لأن الأضواء المسلّطة لم تسمح له برؤيتها قبلاً.
غنّى وائل مجموعة من أغانيه الجديدة والقديمة مثل «شو رأيك»، «ردّو يا هوا»، «قولك غلط»، «حكم القلب»، «لو حبّنا غلطة»، «ويلك يا ويلك»، «بحبك أنا كتير»، «يا ضللي يا روحي»، «يا روحي بحبك»، «قالولي ما تروح»، «حالة حبّ»، «مدللتي»، و«ما وعدتك بنجوم الليل» التي أشعلت حماسة الجمهور على المدرّجات. كذلك قدّم وائل موال «لبنان يا قطعة سما»، وموالاً آخر كتبه قبل ليلة من الحفل يتحدّث عن الوضع السياسي الشائك في لبنان ويوجّه رسائل إلى المسؤولين والشعب على حدّ سواء، موصياً بضرورة تغيير العقلية السائدة لإنقاذ الوطن.
وفي الليلة الرابعة، سجل حضور الفنان الشاب أنطوني توما، الذي أصبح نجماً شهيراً بعد مشاركته في النسخة الفرنسية من برنامج «ذا فويس». وتحدث منظمو المهرجان عن تهافت كبير على شراء وحجز بطاقات حفل توما الذي تلته سهرة منتظرة جداً مع صباح فخري ليلة 13 آب (اغسطس)، ليليه في 15 و16 آب (اغسطس) سهرة مع الفرقة الاستعراضية المتميزة Rock the Ballet، وفي 17 الجاري: سهرة مع الفنانة اليسا، لتختتم أعياد بيروت مع فرقة «أدونيس» التي تضم مجموعة من الشباب اللبناني.