ندى أبو فرحات: رقص الى النجوم
سواء حصلت على لقب الفائز الأول في برنامج «الرقص مع النجوم» أو لا، الا أن ندى أبو فرحات دخلت دائرة المنافسة النهائية وتحولت في نظر جمهورها الى فنانة قادرة على التعبير عن احساسها وموهبتها من خلال الرقص. قد تكون صنعت تاريخاً في عالم التمثيل بين السينما والمسرح والتلفزيون، لكن ما توقع عليه اليوم رقصاً لن يكون مجرد محطة عابرة في حياتها، فهل تخرج بلقب الفائز الأول أم تكون صاحبته من دون ألقاب ودروع؟ ندى أبو فرحات تتحدث عن خفايا وكواليس الرقص مع النجوم على ايقاعات المستقبل.
تبدين متحمسة جداً للرقص وفرحة إلى درجة أنك تحولت إلى فراشة في لوحتك الراقصة على اغنية السيدة فيروز؟
صحيح لأنني وجدت نفسي في مجال الرقص وهذا ليس جديداً علي. فمنذ نحو العام بدأت التمارين لتأدية رقصة من نوع التانغو الأرجنتيني في احد مقاطع فيلم «طالع نازل» الذي اشارك فيه تمثيلاً ورقصاً وسيعرض في صالات السينما اللبنانية في شهر آذار (مارس)المقبل.
كيف وصلت إلى مسرح «الرقص مع النجوم» وما الذي حمسك على المشاركة خصوصاً أنك ملتزمة بمجموعة أعمال مسرحية وسينمائية؟
اتصلت بي معدة البرنامج جنان ملاط وطلبت مني المشاركة فتحمست للفكرة، لكنني تمنيت عليها أن تتفهم مسألة الوقت، خصوصاً أنني كنت أشارك في مسرحية للمخرج جاك مارون بعنوان “Just to be Pretty“. وبعد دراسة الموضوع اتفقت مع الممثلة دياموند أبو عبود لتحل مكاني في المسرح أيام الآحاد، تاريخ تصوير وعرض الحلقات. وهكذا بدأت خطوات الألف ميل في «الرقص مع النجوم».
صلاة المؤمن
تؤمنين بالحظ وما يحمله من فرص أم تتكلين على خبراتك واحترافيتك؟
عندما تلقيت خبر مشاركتي في البرنامج تذكرت عبارة وردت في كتاب “Secret“ الذي اعتبره بمثابة دليل لكل إنسان مؤمن وتقول: «إذا أردت الوصول إلى شيء ما عليك إلا أن تصلّي، شرط أن تكون صلاتك نابعة من القلب فتحصل عليه». وهذا ما حصل معي. فبرنامج «الرقص مع النجوم» هو بمثابة ثمرة أحلام وطموحات كنت أسعى إليها ومدخل لمسيرة فنية جديدة. والأهم أنه اخرج هذه الطاقة الموجودة في داخلي وقدمني بصورة مختلفة للجمهور.
كيف تم اختيار المدرب أسادور لمرافقتك طوال فترة البرنامج وأي دور لعبه في تطوير قدراتك؟
بعد اختيار أسماء النجوم يتم توزيعهم على المدربين كل بحسب الطول والوزن. ومن حسن حظي أن مواصفاتي تطابقت مع المدرب أسادور وأنا سعيدة جداً بهذا الإختيار، فهو إنسان ناضج على رغم صغر سنه (20 عاماً) ويتمتع باخلاق عالية وحساس جداً. أما على المستوى المهني فهو راقص محترف ولديه تقنيات خاصة ومميزة في مجال التدريب على حركات الرقص.
ممنوع
ما نشاهده ليل الأحد هو نتيجة جهد أسبوع من التمرينات، لكن هل يشارك النجوم في اختيار الأغنيات والرقصات التي سيؤدونها؟
صحيح فالتمارين تبدأ من الثلاثاء وحتى نهار الجمعة، بمعدل 4 ساعات يومياً وأضيفت اليها ساعتان بعدما بات مطلوباً من كل ثنائي تقديم رقصتين في الحلقات النهائية. أما على مستوى تدخل النجم في اختيار الأغنية أو نوع الرقصة أو الملابس أو الكوريغراف، فهذا الأمر ممنوع بحسب قوانين البرنامج.
لكن حتماً كان لديك رأي معارض في مكان ما؟
(تضحك بعفوية) مرة اعترضت على أغنية «عيد وحب» للفنان الكبير كاظم الساهر لأنني لم أتفاعل معها، علماً بأنني أحب أغنياته كثيراً وكان يفترض أن أؤديها على رقصة «سامبا». لكن لم يؤخذ برأيي لأن القانون يسري على الجميع ولا توجد أعذار بدهية. لكن يحصل أحياناً أن يصار إلى إجراء تعديل في بعض تفاصيل ملابس الرقص لضرورات تقنية.
حكي أنك تعرضت إلى حادث أثناء التمارين وإصابة في الأنف؟
كنت أتمرن مع أسادور على رقصة مامبو. فجأة شعرت بلكمة على أنفي وبـ «طقطقة» العظام، وبدأ النزيف. حاولت تفادي إحداث ضجة في القاعة لكن أسادور أصر على اصطحابي إلى المستشفى. فتوجهنا إلى قسم الطوارىء وبعد إجراء صورة أشعة تبين أن الإصابة طفيفة وتمت معالجتها.
لكننا لم نشاهد تقريراً مصوراً كما حصل مع باقي الزملاء الذين تعرضوا لحوادث مماثلة؟
أنا رفضت أن يرافقني فريق التصوير إلى المستشفى كما حصل مع باقي الزملاء لأنني لا أحب أن أقدم أعذاراً شخصية في حال كان أدائي ضعيفاً في بعض الرقصات. وأفضل أن أعترف بالأمر كما هو ونقطة على السطر.
مؤمنة بالجمهور الذي ستحتسب علامته بمعدل النصف في حلقة التصفيات النهائية؟
أنا فخورة بنوعية الجمهور الذي جعلني سعيدة فوق العادة وشجعني على أن أتحرر من الحزن والسلبية، وأكون أكثر هدوءاً في التعاطي مع الآخر. وفي كل أسبوع يتأكد لي أكثر أنني لم أخطىء في رهاني على هذا الجمهور الذي تذوق إحساسي وحماستي وشغفي في الرقص. وهذا ما يدفعني اليوم إلى التركيز على هذه النقاط في العمل الجديد الذي سأختاره.
منافسي الاول
من هو النجم الذي ينافس ندى ابو فرحات في «الرقص مع النجوم»؟
من ناحية الخفة والهضامة نايا. أما في تقنيات الرقص فمنافستي هي روزاليتا، وفي الإستعراض وسام حنا.
لمن تتوقعين لقب الفائز الأول؟
النتيجة غير متوقعة، إذ يمكن أن يكون الأداء جميلاً ورائعاً في نظر المشاهدين لكن العلامات تأتي عكس ما هو متوقع. لكن ما لا يمكن تجاهله هو أن النجوم الأربعة الذين وصلوا إلى مرحلة الربع نهائي يستحقون اللقب لأنهم يتمتعون بمؤهلات جيدة جداً.
لكن المشاهد يفترض أن هناك ظلماً أحياناً في علامات لجنة التحكيم؟
آراء لجنة التحكيم عادلة وهم يعطون العلامة بناء على تقنيات معينة، إضافة إلى ما يقوّمونه لجهة الإحساس والتفاعل. أما المشاهد فيتلقى الإحساس ويعطي حكمه على أساس الإستعراض فقط. من هنا نلاحظ التناقض في الآراء أحياناً بين نتيجة لجنة الحكم ورأي المشاهدين.
هل شعرت بهذا الغبن أحياناً؟
لست وحدي طبعاً التي عاشت هذا الشعور في بعض الرقصات. فنحن نعطي من إحساسنا ونفكر أننا قدمنا الأفضل ونتوقع في لحظتها النتيجة العالية بناء على الجهد والتعب. لكن في كل مرة كنت أشعر أنني «مغبونة»، أعود الى البيت وأشاهد الحلقة من جديد فأكتشف الأخطاء التقنية التي ارتكبتها والتي على أساسها نلت علامة منخفضة.
ما هي القيمة التي أضافتها مشاركتك في برنامج الرقص مع النجوم على مسيرتك الفنية والشخصية؟
البرنامج كان بمثابة الفرصة التي تحتضن شغفي بعالم الفن بدءاً بالتمثيل مروراً بالغناء وصولاً إلى الرقص. وحالياً هناك الكثير من العروض التي بدأت أتلقاها على خلفية هذا البرنامج، لكنني أتريث في اتخاذ القرار بعدما تبدلت المعايير، وباتت تتوقف اليوم على ماذا يريد الجمهور والمشاهد من ندى أبو فرحات وليس ما أريده أنا؟ وهذا الأمر ناتج عن محبة جمهوري وما لمسته من خلال برنامج الرقص من طيبة ونوعية جيدة بغض النظر عن الكمية.
راقصة التانغو
وكأن هناك قراراً في احتراف الرقص بعد انتهاء البرنامج؟
طبعاً، فالتمارين والتقنيات التي تعلمتها لن تذهب سدى. وبعد انتهاء البرنامج سأعود إلى التمارين لتأدية دوري كراقصة تانغو في فيلم من كتابة وإخراج إيلي كمال، ويروي حكاية الربيع العربي من خلال رقصة التانغو التي كنت بدأت التمارين عليها قبل 5 أسابيع من انطلاق برنامج الرقص مع النجوم.
صفة الجرأة متلازمة مع إسمك فكيف تفسرين ذلك؟
الجرأة تحتاج إلى الكرم وأنا كريمة في إحساسي. وحتى نصل إليها علينا أن نكسر كل حواجز المجتمع ونكون على مستوى من النضج حتى نتعاطى معها برقي وحضارة. وهذا ما ساعدني على التعبير عن كل إحساس أو ردة فعل يتطلبها مني المشهد بطبيعية وعفوية.
لأية قضية إنسانية أو إجتماعية تكسرين كل الحواجز والمحرمات المصنفة في هذا المجتمع؟
قضية العنف ضد المرأة التي أعمل عليها من خلال جمعية «نساء بلا حدود»، إضافة إلى تعاوني المستمر مع جمعية «كفى». عيب على هذه الدولة أن تستمر في تجاهل قانون يحمي المرأة المعنفة وتقاتل لفرض قانون منع التدخين في المطاعم؟! وللمرة الأولى أشعر بهذا الكم من الخيبة والغضب على السياسيين والمسؤولين في هذا البلد، اللهم إذا بقي هناك بلد!
ج. ن