سياسة عربية

لعبة شد حبال

قادة المعارضة، انفسهم، الذين كانوا دعوا المصريين الى يوم اعتراض اخر، طلبوا من المتظاهرين تجنب العنف، ولكن القاهرة، وبورسعيد، والاسماعيلية والسويس، تشبه منذ 24 كانون الثاني (يناير) ساحات حرب، اكثر منها مدناً. عشرات القتلى سقوط توتر مرتفع، كان من المفروض في احزاب المعارضة توقعه، عندما استمرت في لعبة شد الحبال مع الحكومة ودفعت بالشباب للنزول الى الشارع.

ولا يقل الاخوان المسلمين عنها هواية، وعدم شعور بالمسؤولية، وعجز عن ضبط النفس والاوضاع. فالعسكر، كانوا تدخلوا، وكذلك الازهر، واعلى القيادات لاقناع الجميع بالعودة الى الحوار، ولكن يبدو، انه ليس في استطاعة احد، ام انه ليس من مصلحته، وقف حراك الشارع.

وكما حصل قبل سنتين، تواجد الجيش المصري، في اماكن التوتر، ولكنه لم يتدخل. فالاوامر هي اليوم، كما كانت قبل سنتين، بعد ان اوكل محمد مرسي شؤون الامن، الى القوات المسلحة، بـ «عدم اطلاق النار» على الناس فتركوا «الاعتداءات» الى الشرطة حتى الآن.

كما لو ان الجنرال عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والقائد الاعلى للجيش، والرجل القوي الجديد، ينتظر بعد ان اعلن، منذ ايام ان البلاد تقف على شفير الهاوية. فوقته سيأتي، وساعته ستدق عاجلاً ام آجلاً. وبدعوة من اكثرية تتزايد بين المصريين، الذين تعبوا  من هذه الفوضى والذين يطمحون الى العيش في هدوء ونظام.

انه نموذج، شبه عادي، فقد وقعت الشرطة في الفخ، عندما عمدت، امام القصر الجمهوري، الى تعرية احد المتظاهرين، وسحله. وسقط 78 جريحاً، فاعرب الرئيس مرسي عن المه، ودعا الى دعم القوانين، بضمانات «تمنع تعذيب المواطنين والحاق اضرار جسدية بهم، من قبل رجال الامن»: والتزام حقوق الانسان.

وبينما دعا وزير الداخلية، محمد ابرهيم، الى التحقيق في الحادثة، طالبت المعارضة باستقالته. وانضم الجميع الى التحذير الذي اطلقه قائد الجيش من وقوف مصر على شفير الهاوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق