الأسبوع الثقافي

«الأميركية» تُطلق مبادرة الصوّاف لدراسة وتشجيع الكومكس العربي

أطلقت الجامعة الأميركية في بيروت مبادرة معتز ورادا الصوّاف للكومكس (الشريط المصوّر) العربي، وهي مبادرة لأبحاث الكومكس العربي وتشجيعه. وقد تعهّدت عائلة الصوّاف بدعم المبادرة على مدى خمس سنوات، وستكون بإشراف مباشر لمكتب وكيل الشؤون الأكاديمية في الجامعة.

وتهدف المبادرة إلى مساعدة الجامعة على تشجيع بحث وتعليم وانتاج الكومكس العربي وعلى تطوير وتحضير مقر لأدب الكومكس العربي.
والسيد معتز الصوّاف تخرّج في الهندسة المعمارية من الجامعة في العام 1974 وهو عضو في مجلس أمناء الجامعة منذ العام 2014. كما أنّه رسّام وعضو في المجلس التنفيذي لمجموعة سعودي بن لادن ومدير اداري لقطاع العمارة وإنشاء الأبنية فيها.
ويؤمن الصوّاف أن الكومكس والكاريكاتور أثّرا دائماً في المجتمع والرأي العام ويستمرّان في ذلك. ويضيف: «العالم العربي ليس استثناءً. ولكن لم يحاول أحد بعد أن يفهم ويشجّع الكومكس العربي من منظار تربوي وأكاديمي وترفيهي ولم يُكرّم الروّاد العرب لهذا الفن الخلاق. أنا أؤمن بأن  الجامعة الأميركية في بيروت هي مكان مناسب لاطلاق مركز لدراسة الكومكس العربي».
وقال وكيل الشؤون الأكاديمية البروفسور أحمد دلال: «المنطقة كلها ستفيد كثيراً من مركز أكاديمي سيشكّل بوتقة لدراسة هذا الإرث الثقافي العربي ومنصّة لاطلاق أبحاث متعددة الاتجاهات تختصّ بتعليم هذا الفن».
وقال البروفسور دلال أن دراسات عديدة تمحورت حتى الآن حول الكومكس الأميركي والأوروبي والياباني، ومن دول أخرى في شرق آسيا، لكن أبحاثاً قليلة تناولت الكومكس العربي. وقال أن السبب يعود جزئياً إلى عدم توافر قاعدة معلومات احترافية وسهلة الإطّلاع عن الكومكس العربي. ولهذا ستشكّل الجامعة المؤسسة المثالية لاحتضان هكذا مبادرة، خصوصاً مع مواردها من مختبرات ومكتبات ومع خبراتها الأكاديمية.
وقد عيّنت لينا غيبه مديرة مؤسسة للمشروع. وهي أستاذة مشاركة في الصور المتحركة والسينما والغرافيك في الجامعة. وهي قالت: «أتمنّى أن نتمكّن من تطويرهذه المبادرة إلى مركز متكامل للكومكس العربي، لدراسة هذا الميراث الثقافي».
يتمتّع الأكاديميون الراغبون بدراسة الكومكس العربي بموارد عدة عبر هذه المبادرة. ومن هذه الموارد استديوهات ومختبرات رقمية تصويرية متطورة، ومكتبة الجامعة ومراكز بحثية عدة بما فيها معهد الأصفري للمجتمع المدني والمواطنية، ومعهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية، ومركز الدراسات العربية والشرق أوسطية، وغيرها.
وتضم مكتبة الجامعة حالياً حوالي 250 كتاباً انكليزياً وخمسين كتاباُ عربياً عن الكومكس بالاضافة الى مئات من مجلات الكومكس العربية مثل سمندل وتان تان وتوك توك وسندباد ولولو الصغيرة وأحمد.
ويضيف مدير المكتبة الدكتور لقمان محو: «لدينا أيضاً أكثر من عشرة مراجع لا غنى عنها لأية مكتبة أو مؤسسة تهتم بأبحاث الكومكس». ويضيف: «نقوم بتوسيع مجموعتنا من الكومكس العربية وستكبر هذه المجموعة بهبة مستقبلية من السيدة رادا الصواف ستشمل آلاف المجلات من مجموعة معتز ورادا الصوّاف الخاصة. وسنطلق حملة نشطة يدعمها معتز ورادا الصواف  للاستحصال على مجموعات جديدة».
وختم الدكتور محو: «هدفنا أن نصبح أكبر مقر لأدب الكومكس العربي في العالم. وستتوفّر إمكانية الوصول إلى هذه المجموعات واقعياً وأونلاين عبر قاعدة معلومات يمكن استكشافها رقمياً».
توفّر الجامعة الأميركية في بيروت حالياً عدداً من البرامج الدراسية في الكومكس، عبر قسم العمارة والغرافيك في كلية الهندسة والعمارة. وهذه البرامج ستفيد حتماً من تأسيس مبادرة الصوّاف للكومكس، التي ستنظّم مؤتمراً سنوياً لتشجيع وتطوير هذا المجال وتحفيز نشر الدراسات الفنية والبحثية حوله. وستقدّم المبادرة جائزة محمود كحيل السنوية التي ستبرز المواهب العربية في مجال الكومكس، وستحتفي بالفائزين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق