الجنوب يشتعل والفلتان الامني يعيد «داعش» فيعتدي على السفارة الاميركية والجهود مستمرة لانتخاب رئيس

حافظت الجبهة الجنوبية على سخونتها المقلقة وعنفت حدة القصف والغارات واستخدم العدو الاسرائيلي القنابل الفوسفورية المحرمة دولياً والتي تؤثر على صحة المواطنين الذين لا يزالون في المنطقة فضلاً عن انها تتلف التربة وتجعلها غير صالحة للاستغلال على مدى سنوات طويلة. واشتعلت الحرائق بين حولا ومركبا والتهمت النيران المزيد من المزروعات وتولت مسيرة لحزب الله استهداف موقع البغدادي مكان استقرار وتموضع العدو الاسرائيلي وحققت اصابات مؤكدة في صفوفهم. وبقي تبادل القصف مستمراً طوال النهار واثار القلق الشديد من احتمال تدهور الاوضاع نحو الحرب الشاملة. وسقط للعدو قتلى وجرحى باعداد كبيرة. وتنشط الاتصالات الدبلوماسية من مختلف الجهات في محاولة للجم هذا التصعيد الخطر. فلمن تكون الغلبة للتهدئة ام للحرب؟
وامنياً ايضاً انشغلت الاوساط الرسمية والامنية بحادث اطلاق النار على السفارة الاميركية في عوكر، اذ اقدم احد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئىن على اطلاق النار على السفارة فاصاب احد الحراس. وعلى الفور رد الجيش على مطلق النار واصابه في بطنه ورجله وتم نقله الى المستشفى للمعالجة، وفرض طوقاً امنياً حول السفارة وبدأ الجنود عملية تمشيط في المحيط، بحثاً عن شركاء لمطلق النار واشار مصدر امني ان الجيش تمكن من اصابة مطلق النار وتوقيف احد المهاجمين وقتل اخر. وقال المسؤول الامني ان اربعة مهاجمين شاركوا في الهجوم على السفارة، احدهم سائق السيارة التي اقلتهم الى المكان وثلاثة اطلقوا النار على السفارة. واضاف ان احد المهاجمين قتل فيما فر الثاني واصيب الثالث واعتقله عناصر الجيش.
مطلق النار ويدعى قيس فراج قال انه فعل ذلك نصرة لغزة، وافيد ان سترته كانت تحمل شعار «داعش». وتابعت القوى الامنية تعقب الشخص الذي فر. وفي وقت لاحق افيد ان مديرية امن الدولة في البقاع بالتنسيق مع مخابرات الجيش وفي عملية نوعية في بلدة مجدل عنجر، تمكنت من العثور على شقيق مطلق النار وهو من الجنسية السورية، وبناء لاشارة النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي منيف بركات تم توقيفه، واودع السلطات المختصة وبوشرت التحقيقات. وعلم ان القوى الامنية عثرت في منزل قتاده شقيق مطلق النار فراج على متفجرات ومواد لصناعة قنبلة. كذلك تسلمت مخابرات الجيش احد الاشخاص للاشتباه بعلاقته بحادثة السفارة وكان قد التجأ الى احدى الجهات النافذة. وسبقت عملية التسليم هذه مداهمات عدة قام بها عناصر امن الدولة في مجدل عنجر بحثاً عنه. وافادت اخبار اعلامية انه تم تسليم احد المشايخ في مجدل عنجر وكان قيس فراج يتلقى تعليماً دينياً منه.
هذا وقد اتخذت تدابير امنية مشددة في محيط السفارة وكانت فور اطلاق النار قد قطعت الطرق المؤدية الى مكان الحادث. وتقول المعلومات ان قيس الفراج كان موضع شبهة وهو موضوع تحت المراقبة نظراً لتطرفه الديني. وفي قبضة القوى الامنية حالياً خمسة عشر موقوفاً والتحقيقات جارية بالسرعة اللازمة.
مستشار الامن القومي الاميركي تعليقاً على الهجوم على السفارة الاميركية قال نعمل وبشكل وثيق مع السلطات المحلية للتأكد مما حدث، ولضمان عدم وجود تهديد وسنعمل ما يتعين فعله لحماية شعبنا. هذا الهجوم وجه رسائل عدة وخصوصاً الى القوى الامنية التي تلاحق الخلايا النائمة لداعش وتتعقبها بعيداً عن الاضواء.
على الصعيد السياسي واصل وفد اللقاء التقدمي الاشتراكي جولته على الفاعليات التي بدأها امس الاول فالتقى امس كتلة التجدد اعلن بعدها النائب ميشال معوض قائلاً اننا منفتحون على شخص الرئيس انما يجب ان يمثل الدولة اللبنانية، في حين ان في لبنان كل يريد رئيساً على قياسه، خصوصاً من يحاول ان يسيطر على البلد. كذلك قال النائب مروان حماده، الافكار ليست دائماً متطابقة ولكنها متقاربة وهذا يساعد على العمل معاً من اجل انتخاب رئيس للجمهورية. وزار الوفد الاشتراكي ايضاً كتلة الاعتدال وكانت الاجواء ايجابية ومتقاربة. هذا وسينهي الوفد جولاته اليوم وستكون لرئيس الحزب التقدمي تيمور جنبلاط كلمة يشرح فيها ما توصل اليه الوفد من خلال هذه الجولات. في هذا الوقت تواصل قطر جهودها للمساعدة على انتخاب الرئيس وهي تستقبل حالياً وفد القوات اللبنانية المتوقع ان ينهي زيارته اليوم، كما تستقبل للمرة الثانية النائب علي حسن خليل المستشار السياسي للرئيس نبيه بري. والعيون شاخصة اليوم الى لقاء بايدن – ماكرون الذي سيفتح الملف اللبناني بما في ذلك الحرب في الجنوب والشغور الرئاسي.