العدو الاسرائيلي يسقط قواعد الاشتباك ويوسع اعتداءاته الى عمق الجنوب اللبناني
غارتان جويتان على الغازية وتحرك داخلي ودبلوماسي يتجدد في محاولة لانتخاب رئيس
مرة جديدة اسقطت اسرائيل قواعد الاشتباك في الجنوب اللبناني ووسعت اعتداءاتها في عمق الاراضي الجنوبية وشنت غارتين او اكثر على بلدة الغازية القريبة من صيدا، مستهدفة مستودعاً تابعاً لشركة انشئت منذ عام، وهي مخصصة لمولدات كهربائية، ونظراً لوجود زيوت في المستودع شب حريق هائل شاركت عشرات سيارات الاطفاء في العمل على اطفائه. اما الهدف الثاني فكان معملاً للحديد وهذا ما ادى الى اصابة حوالي 14 شخصاً معظمهم من العمال السوريين والفلسطينيين. واكد صاحب الشركة ان مستودعه يحتوي على المولدات الكهربائية نافياً نفياً قاطعاً ما زعمه العدو من انه يحتوي على اسلحة لحزب الله. وتردد ان هناك غارة استهدفت سيارة على الاوتوستراد القريب من الغازية وكان فيها شخصية اما لحزب الله او لحماس. وزعمت اسرائيل ان هذه الغارات جاءت رداً على مسيرة اطلقها الحزب فوق طبريا.
هذه التطورات الخطيرة تقترب يوماً بعد يوم نحو حرب شاملة قد تشمل كل الساحات ويعود ضررها على دول المنطقة كلها. ولذلك تنشط التحركات الدبلوماسية لتهدئة الوضع والعمل على الحل السلمي. وفي هذا الاطار يقوم وفد نيابي لبناني بزيارة الى بريطانيا يجري خلالها محادثات مع المسؤولين البريطانيين لتنفيذ القرار 1701 والزام الطرفين بالتقيد به. كما يعمل الوفد على انتخاب رئيس للجمهورية، يكون منطلقاً لاي حل. وقد اجتمع الوفد يرافقه حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري مع رئيس مكتب الشرق الاوسط في الخارجية البريطانية، وعدد من نواب مجلس العموم. وتركز الحديث على الوضع الحدودي خصوصاً وان لبريطانيا خبرة واسعة في ضبط الحدود، وكانت لها تجربة على الحدود اللبنانية مع سوريا حيث نشرت مراكز مراقبة فعالة لضبط الحركة.
والملف الرئاسي الذي تراجع الحديث عنه في غمرة الهجوم على غزة والحرب على لبنان، عاد يتحرك من جديد. ولهذه الغاية يعقد سفراء دول اللجنة الخماسية اجتماعاً لهم اليوم في مقر السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر. ومن المتوقع ان يجتمع السفراء مع بعض الكتل النيابية، في لقاءات ثنائية لدفعها الى انتخاب رئيس للجمهورية. ويقابل هذه المبادرة تحرك يقوم به الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، الذي قالت مصادر انه لا يهدأ، في سبيل تحقيق النجاح في مهمته. ولهذه الغاية انهى اتصالاته مع دول الخليج ومصر، وهو يستعد للاتصال بالمندوب الاميركي، ثم ينقل النتائج الى اللجنة، فان توصل الى حل يعمل عليه، والا فان اللجنة الخماسية ستجتمع على مستوى وزراء الخارجية. كذلك علم ان فرنسا على اتصال دائم مع ايران، وهذا يدل على الاهتمام الكبير الذي تبذله فرنسا حول الملف اللبناني، ان بالنسبة الى تهدئة الوضع عند الحدود الجنوبية، او انهاء الفراغ الرئاسي. وعلى الصعيد الداخلي تحرك تسعة نواب من التغييرين واصدروا بياناً دعوا فيه النواب الى تحمل مسؤولياتهم والامتثال الى احكام الدستور وانتخاب رئيس للجمهورية، في دورات متتالية، واطلاق عملية الانقاذ. وجاء في البيان الذي تلاه النائب ملحم خلف ان لبنان اضحى في حالة حرب وفوضى وان الاوضاع تفاقمت بشكل دراماتيكي في الايام القليلة الماضية، وهي مرشحة للانزلاق الى الاسوأ في اي لحظة، في ظل انهيار متمادٍ للوضع الاقتصادي والاجتماعي والانساني، وفي ظل غياب لرأس الدولة المهددة بالسقوط ومعها الوطن. ان الناس تنتظرنا وتنتظر منا ان ننتخب رئيساً انقاذياً لاطلاق عملية الانقاذ، والا فالتاريخ لن يرحمنا.
اما الوضع الاقتصادي فقد ساهمت موازنة 2024 البعيدة عن اي حس تجاه الناس، والبعيدة عن الخبرة والكفاءة، في تفجير الاحتجاج. فقد بدأت مفاعيلها تتفجر، وكان تحرك واسع من قبل مخاتير مختلف المناطق اللبنانية الذين نظموا اعتصامات واحتجاجات وهددوا بالتوقف عن العمل مطالبين بالطعن بهذه الموازنة المدمرة للشعب اللبناني، الذي بدأ يصرخ باعلى صوته ان ما تطلبونه يفوق قدرتنا، ولم يعد امامكم سوى نزع ملابسنا واخذنا رهينة. كل ذلك والمسؤولون غير المسؤولين يتابعون عملهم كالمعتاد، غير عابئين بهذه التحركات. لقد تعودوا على الشعب يتحرك لساعات او لايام ثم يخضع لارادتهم. الا ان هذه المرة تختلف الامور لانه لا يملك ما يسدد به مطالب الحكومة الفاحشة. فهل هو يجهل انه يملك سلطان التغيير ساعة يشاء. الا يعرف انه عندما يقف امام صندوق الاقتراع يكون قادراً على صنع المعجزات وقلب الصفحة؟ فلماذا لا يتحرك؟ ولماذا لا يقدم؟ هل سأل المواطنون انفسهم ماذا قدم لهم هؤلاء النواب الذين انتخبوهم ليرعوا مصالحهم، فجاءوا يصوتون على موازنة وضعت خصيصاً لتدميرهم؟ لذلك نكرر القول الف مرة لعل الشعب يستيقظ ويدرك كم يملك من القوة، لو اراد. هل هو مقتنع بالنواب الذين انتخبهم، وهم يديرون ظهورهم لمصالحه ومصلحة الوطن، فتمضي سنة ونصف السنة ولا ينتخبون رئيساً يكون منطلقاً للحل. هل يتخذ القرار بالمحاسبة؟ اننا ننتظر.