سياسة لبنانيةلبنانيات

اوروبا تدعي الاهتمام بلبنان وهدفها حماية مصالحها ومنع النازحين من الوصول اليها

الحكومة مدعوة لرفض الادعاءات الكاذبة والعمل بجدية لاعادة النازحين السوريين الى بلدهم

فيما تستعد اسرائيل لتنفيذ خطتها باقتحام رفح، وقد بات قريباً وفقاً للانباء الواردة من القطاع، اعلن جيش العدو انه بدأ عملية عسكرية في الممر الفاصل بين شمال قطاع غزة ووسطه وجنوبه. في هذا الوقت كان الوضع في الجنوب اللبناني يزداد تدهوراً. فبعد غارات صباحية استهدفت بلدتي العديسة ورب ثلاثين، في قضاء مرجعيون، تكثفت الغارات بعد الظهر وشن العدو غارة ثانية على رب الثلاثين وغارة على بلدة صريفا استهدفت منزل قيادي في حزب الله ذكرت سكاي نيوز عربية ان الحزب فرض طوقاً حول المنزل المستهدف ولم تعرف اسماء الاشخاص الذين اصيبوا. وقد رد الحزب على هذه الاعتداءات. وذكرت الانباء انه تم اطلاق 30 صاروخاً باتجاه الجليل الاعلى واصبع الجليل. وقد دوت صفارات الانذار في 14 بلدة ومستوطنة اسرائيلية وصولاً الى صفد. وهكذا تتدرج الاوضاع باتجاه الانفجار الكبير، اي الحرب الاقليمية. وتنشط الاتصالات في محاولة لتطويق التصعيد ومنعه من التوسع ولهذه الغاية كان اتصال بين ماكرون ونتانياهو طالب الرئيس الفرنسي رئيس حكومة العدو بالكف عن التصعيد.

وموضوع الجنوب كان مدار بحث في لقاء ماكرون ميقاتي في الاليزيه، والذي حضره قائد الجيش العماد جوزف عون وحظي بجزء كبير من الاجتماع وضرورة تنفيذ القرار 1701 كما بحث ملف اعادة المهجرين من كلا طرفي الحدود وعلى الرغم من الاهتمام الاوروبي وخصوصاً الفرنسي بتهدئة الوضع، وقد كانت الاهتمامات مركزة على قضية النازحين السوريين الذين تسعى اوروبا بكل قوتها الى ابقائهم في لبنان، ومنعهم من الانتقال اليه، دون التطلع الى عدم قدرة لبنان على الاستمرار في تحمل هذا العبء الثقيل. ولهذه الغاية استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مفوض الحوار والتوسع في الاتحاد الاوروبي اوليفر فارهيلي في السرايا الحكومية يرافقه وفد ضم سفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان ساندرا دو وال، رئيس ديوان المفوضية الاوروبية لازلو كريستوفي والمدير في مكتب الحوار والتوسع فرانشيسكو جواكن ماركيريز والعضو في ديوان المفوضية جستينا بيتش ولازلو اندريكو.

خلال الاجتماع اكد ميقاتي ان على الاتحاد الاوروبي ان يغيّر سياسته في ما يتعلق بمساعدة النازحين السوريين في لبنان، وان تكون المساعدة موجهة لتحقيق عودتهم الى بلادهم. وشكر الاتحاد الاوروبي لادراج لبنان على جدول اعمال اجتماعه الاخير، واقرار رزمة اجراءات سياسية ومالية لدعم لبنان سيعلن عنها قريباً. وشدد على الحاجة الملحة لدعم الجيش والمؤسسات الامنية ودعم المشاريع الانمائية والاستثمارية في لبنان في مجال الطاقة المتجددة والمياه والتنمية المستدامة. وقال ان كان لبنان بخير فاوروبا ستكون بخير لذلك مصلحتنا مشتركة.

وقال فارهيلي ان استقرار لبنان وامنه اولوية اوروبية… نحن ندرك الصعوبات التي يواجهها الشعب اللبناني والمشاكل المحلية والطريق المسدود في الشأن السياسي، كما المسائل المالية والاقتصادية والاجتماعية وكل التوترات الاقليمية المحيطة بلبنان. واضاف ان علينا الان مضاعفة جهودنا لمكافحة تهريب الاشخاص والتهريب بشكل عام وتعزيز حماية الحدود وايضاً ضبط الهجرة غير الشرعية.

بعد ذلك زار الوفد الاوروبي قائد الجيش، وتناول الحديث الوضع على الحدود الجنوبية. كما استقبل العماد جوزف عون رئيس اركان الدفاع البريطاني المارشال الجوي هارفيه سميث، ثم قائد العمليات المشتركة الايطالية الجنرال فرنشيسكو باولو فيغلولو وجرى التداول في سبل التعاون بين الجيش اللبناني والجيشين البريطاني والايطالي. وزار الماريشال البريطاني رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقد تابع بري البحث مع قائد الجيش ورئيس الاركان في الاوضاع العامة.

يستدل من كل هذه التحركات الاهتمام الاوروبي بلبنان، ليس حباً به، بل حفاظاً على مصالح اوروبا الخاصة. فهي تخشى من تدفق النازحين السوريين الى الدول الاوروبية، ولذلك فهم مستعدون لدفع المزيد من المساعدات، شرط ان يبقى النازحون عندنا. وهذا ما يجب على الحكومة ان تتنبه له وترفضه، لانه يشكل خطراً وجودياً على لبنان. ويبقى الحل الوحيد اعادتهم الى دولتهم.

هذه الملفات الخطيرة تحتم الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية. فالحرب اذا توسعت وشملت لبنان كله فستؤدي الى انهيار شامل يصعب النهوض بعده، والنازحون الذين يزداد عددهم بسرعة خطرة ومقلقة، يهددون البلد وشعبه. الا ان ما يدعو الى الاستغراب هو تخلي المجلس النيابي عن مسؤولياته ولم يتحرك حيال هذه الاخطار باتجاه الذهاب الى انتخاب رئيس وفق ما ينص عليه الدستور، بل على العكس من ذلك، وفيما يحدد وزير الداخلية القاضي بسام مولوي مواعيد للانتخابات البلدية في المناطق والعاصمة، حدد رئيس المجلس يوم الخميس المقبل لعقد جلسة نيابية عامة تمدد للبلديات للمرة الثالثة سنة جديدة. وهذا طعن جديد في الدستور والمؤسسات والدولة كلها. فهنيئاً للبنانيين بهذا المجلس الذي اختاروا اعضاءه ليرعوا مصالحهم فاذا بهم يعملون على تدميرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق