اسرائيل تصعد على الحدود الجنوبية اللبنانية وتصيب الجيش والديبلوماسية تنشط لتنفيذ القرار 1701
التمديد لقائد الجيش يشغل الرئاستين الثانية والثالثة والقرار قبل نهاية الشهر
اشتعلت الحرب على غزة امس بشكل عنيف، ولم يوفر العدو الاسرائيلي مدرسة او مجمعاً سكنياً الا وقصفه موقعاً عشرات القتلى والجرحى. وبدا واضحاً ان نتانياهو لم يعد يبغي من وراء هذا التصعيد سوى انقاذ نفسه، بعد اشتداد المطالبة باستقالته، خصوصاً وهو يستعد لمواجهة دعاوى قضائية تهدد مستقبله الذي يقول اركان المعارضة الاسرائيلية انه وصل الى النهاية.
هذا التصعيد الخطير امتد امس الى الحدود الجنوبية التي اشتعلت على طول الخط الازرق فطاولت القذائف المنازل في مختلف القرى الحدودية، واحرقت القنابل الفوسفورية الحقول والاراضي الزراعية. واخطر ما شهدته كان الاعتداء الصارخ على الجيش اللبناني، الذي استهدف القصف المعادي احد مراكزه، فاستشهد عنصر واصيب ثلاثة اخرون بجروح، في خطوة اجرامية الهدف منها جر لبنان الى المعركة. لذلك تنشط الديبلوماسية العربية والدولية في محاولة لتنفيذ القرار 1701 وتفويت الفرصة على العدو ومنعه من تحقيق اهدافه. وجاءت زيارات وزير الدفاع الفرنسي، والموفد الرئاسي الفرنسي ورئيس المخابرات تصب في هذا الهدف، وقد ابلغت فرنسا لبنان معلومات على جانب كبير من الخطورة في ما يتعلق بالحدود الجنوبية. ورفع من وتيرة العمل على تطبيق القرار 1701، اعلان حماس عن تأسيس «طلائع طوفان الاقصى» الذي قوبل بالرفض والاستنكار من معظم الاطراف اللبنانية، التي اعتبرته استفزازاً، وضربة للسيادة اللبنانية. هذه الحملة ضد الاعلان المرفوض لبنانياً دفع حماس الى نوع من التراجع، فاعلنت ان الفصيل المنوي تأسيسه لا صفة عسكرية او حربية له.
على الصعيد الداخلي لا يزال التمديد لقائد الجيش يحتل الصدارة، خصوصاً بعد اصرار البطريرك الماروني على عدم المس بالمؤسسة العسكرية في هذه الظروف العصيبة. وتفيد انباء صحافية هذا الصباح، ان الرئيس بري طمأن البطريرك الراعي عبر زوار بكركي ان التمديد حاصل ان عبر المجلس النيابي او في مجلس الوزراء. وكذلك فعل رئيس حكومة تصريف الاعمال، الذي قال ان الاتصالات جارية لتحقيق هذا الهدف، وان التمديد حاصل حكماً. ولهذه الغاية زار ميقاتي امس عين التينة واجتمع الى الرئيس بري وكان بحث مطول في موضوع المؤسسة العسكرية وتؤكد الانباء بان التمديد بات محسوماً وان العماد جوزف عون باق على رأس المؤسسة العسكرية، الى ان يتم انتخاب رئيس للجمهورية، وهو المعني الاول بهذا المنصب بصفته القائد الاعلى للجيش.
وتقول مصادر ديبلوماسية ان اهتمام اللجنة الخماسية المهتمة بشؤون لبنان، بالتمديد للعماد جوزف عون ليس لعلاقة شخصية، بل لانه اثبت كفاءة عالية وجدارة في قيادة الجيش، ولم يسمح للقوى السياسية التي خربت كل شيء في هذا البلد، بان تتدخل بشؤون المؤسسة. لذلك ترى انه من الانسب في هذه الظروف التي يجتازها لبنان، عدم المس بالقيادة العسكرية، خصوصاً وان خطر الانزلاق الى الحرب وارد في كل لحظة، بعد التصعيد الذي تشهده المحاور. وبات من المؤكد ان التمديد سيقر قبل نهاية الشهر الجاري ان في مجلس النواب او عبر مجلس الوزراء.