أبرز الأخباردوليات

صربيا توقف المشتبه بتزعم مجموعة قتلت الشرطي في كوسوفو

أعلنت وزارة الداخلية الصربية الثلاثاء توقيف ميلان رادويتشيتش المشتبه بتزعّمه مجموعة مسلّحة قتلت الشهر الماضي شرطياً ألبانياً في كوسوفو، في حادث كان الأخطر منذ أعوام وأثار مخاوف من تصعيد عسكري.
وأوضحت الداخلية الصربية في بيانها أنه تم إيداع رادويتشيتش الحبس الاحتياطي لمدة 48 ساعة وتسليمه الى النيابة العامة في بلغراد، مؤكدة تنفيذ عمليات دهم وتفتيش شقته وعقارات أخرى عائدة له.
ولم تقدم الشرطة تفاصيل إضافية بشأن مكان إلقاء القبض عليه أو المداهمات.
وأفاد مدعون بأنه يواجه شبهات إلى جانب «عدد غير معروف من الأشخاص» بـ«الإنتاج غير المرخص، وحيازة، ونقل، وتهريب، أسلحة نارية ومتفجرات إضافة إلى جرائم ضد السلامة العامة».
وبين كانون الثاني (يناير) ويوم وقوع الهجوم، كان رادويتشيتش يشتري الأسلحة من البوسنة المجاورة ومن ثم ينقلها ويخزنها في «مواقع غير محددة» في كوسوفو، بحسب بيان الادعاء.
وأضاف البيان أن رادويتشيتش نفى ارتكاب الجرائم التي يشتبه بأنه قام بها.
في الأثناء، أعلنت رئيسة كوسوفو فيوسا عثماني في تصريح لشبكة «سي ان ان» الإخبارية الأميركية إن بلادها تريد «أن يُسلّم رادويتشيتش وإرهابيون آخرون إلى جمهورية كوسوفو لإرساء عدالة حقيقية».
ورادويتشيتش هو رجل أعمال وممثل سياسي سابق لصرب كوسوفو. وقدم الأسبوع الماضي استقالته من منصب نائب رئيس «القائمة الصربية»، وهي التشكيل السياسي الأساسي لصرب كوسوفو.
وخضع للاستجواب لدى الشرطة الصربية مرة أولى السبت، وذلك بعد أيام من تأكيد الرئيس ألكسندر فوتشيتش أنه موجود في «وسط صربيا» ويمكن للسلطات الاستماع إليه.
وكوسوفو إقليم صربي سابق أعلن استقلاله في 2008، في خطوة لا تزال بلغراد ترفض الاعتراف بها. وغالبية سكان كوسوفو من الألبان، لكن الصرب يشكّلون غالبية في شمال هذه المنطقة.
وشهد شمال كوسوفو في 24 أيلول (سبتمبر) أعمال عنف كانت الأخطر في الأعوام الأخيرة. وأردت مجموعة من المسلحين الصرب شرطيا كوسوفيا ألبانيا وأصابت آخر عند حاجز قرب قرية بانسكا.
ثم شنت شرطة كوسوفو عملية واسعة النطاق ضد هذه المجموعة التي لجأت إلى دير تابع للكنيسة الأرثوذكسية الصربية. وقتل ثلاثة من أفرادها واعتقل ثلاثة آخرون. وفر الباقون وبينهم ميلان رادويتشيتش الذي أعلن في بلغراد عبر محاميه أنه نظم وجهز المجموعة بدون علم بلغراد.

«إرهاب» حكومة كوسوفو

وقال رادويتشيتش في رسالة عبر محاميه غوران بيترونييفيتش، إنه تحرك رداً على «إرهاب» حكومة كوسوفو ضد المجتمع الصربي المحلي، مشيراً الى أن الهدف مما قام به كان «تهيئة الظروف لتحقيق حلم الحرية لشعبه في شمال كوسوفو».
وأتى ذلك بعدما اتهم وزير داخلية كوسوفو جلال سفيتشيلا، رادويتشيتش بأنه قائد المجموعة. وأرفق ذلك بمقطع فيديو تم تصويره بطائرة مسيّرة تابعة لشرطة كوسوفو خلال الاشتباكات يظهر رادويتشيتش وسط عدد من المسلحين.
وأتى الإعلان عن توقيف رادويتشيتش غداة تأكيد صربيا أنها أعادت مستوى قواتها على طول الحدود مع كوسوفو «الى الوضع الطبيعي»، وذلك في أعقاب اتهام بريشتينا لها بالتخطيط لـ«ضم» أراض تابعة لها في شمال الإقليم السابق.
وقال رئيس أركان الجيش الصربي ميلان مويسيلوفيتش الاثنين إن «نظام عمل الوحدات… في المنطقة الأمنية» على طول «الخط الإداري مع كوسوفو أعيد الى طبيعته».
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر الإثنين أن واشنطن تنتظر «تلقي تأكيد» لعودة القوات الصربية الى الوضع الطبيعي.
وأضاف «إذا كان ذلك صحيحاً، فسيكون إجراء مرحباً به».
وكانت واشنطن، الحليفة الرئيسية دولياً لكوسوفو، حذرت الجمعة من انتشار عسكري صربي على طول الحدود، داعية بلغراد الى «سحب قواتها» ونزع فتيل التوتر.
وأعلن البيت الأبيض أن صربيا بدأت سحب قواتها من حدود كوسوفو بعدما حذرت الولايات المتحدة من حشد غير مسبوق للقوات.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي للصحافيين «رأينا أنهم بدأوا تحريك هذه القوات بعيداً وهو أمر جيد».
والأسبوع الماضي، أعلنت واشنطن رصد «انتشار صربي عسكري كبير على طول الحدود مع كوسوفو»، داعية الى «سحب» هذه القوات. وأكدت بلغراد الإثنين أن انتشار قواتها في المناطق الحدودية مع كوسوفو عاد الى «الوضع الطبيعي».
وأعلن حلف شمال الأطلسي الأحد أن مهمته العسكرية في كوسوفو، التي تضم 4500 جندي، سيتم تعزيزها بـ600 جندي بريطاني، 400 منهم على الأرض في إطار تدريبات.
ويعود التوتر في شمال كوسوفو الى أشهر خلت، بعد قرار رئيس الوزراء ألبين كورتي في أيار (مايو)، تعيين أربعة من الألبان على رأس مجالس محلية في أربع بلدات تقطنها غالبية من الصرب، بعدما قاطع هؤلاء الانتخابات التي أجريت في مناطقهم.
والتوتر الأخير في الشمال هو الأحدث ضمن سلسلة من الأحداث التي تهزّ المنطقة منذ إعلان استقلالها في 2008.
ولا تزال صربيا، بدعم من حليفتيها روسيا والصين، ترفض الاعتراف بهذا الاستقلال الذي أعلن في أعقاب حرب دامية خلال التسعينيات بين القوات الصربية والمتمردين الألبان انتهت بتدخل من حلف شمال الأطلسي ضد بلغراد.
ولم تحقق أعوام من المباحثات بين الطرفين أي تقدم ملموس نحو سلام دائم.
ويقطن 120 ألف صربي في كوسوفو، من أصل إجمالي عدد السكان البالغ 1،8 مليون نسمة. ويعيش ثلث صرب كوسوفو في شمال الإقليم السابق، وهي منطقة حدودية مع صربيا. ويرفض هؤلاء أن يدينوا بالولاء لبريشتينا الراغبة بدورها بترسيخ نفوذها في المنطقة.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق